النتاج الصحفي السياسي !!

لمتتبع الجيد للنتاج الصحفي المحلي اليوم سيجد ان مانسبته 99℅ منه يطغى عليه الطابع السياسي أي ان مجمل المحتوى الصحفي كالاخبار والتقارير والمقالات الصحفية المنشورة في وسائل الاعلام المحلية من صحف ورقية ومواقع أخبارية مواد صحفية سياسية بامتياز.
ويظن المرء الذي يشاهد لأول مره ماتنتجه وسائل إعلامنا المحلية ويرئ ذلك الطغيان  السياسي على النتاج الصحفي المحلي يظن ان كل أمور البلاد طيبة ووضع الناس فيها على مايرام ولم تبقى إلا المشكلة السياسية فقط مما دفع كل الصحفيين فيها إلى أن يتركوا كل شي ويتحولوا الى كتاب ومحللين سياسين. 
ولم يقف الأمر عند هذا الحد او يقتصر على الكتاب الصحفيين فحسب بل تجد حتى منشورات ومداخلات رواد وسائل التواصل الاجتماعي سياسية هي الأخرى.
ومن غرائب الصحافة اليمنية هو غياب التخصص الصحفي كالصحافة الاقتصادية والرياضية والفنية والثقافية والامنية وغيره فاليوم تجد في بلادنا الكل يكتب مقالا وتحليلا وتغطية في الشأن السياسي وكأن البلد خاليا من المشاكل في بقية جوانب الحياة.
وطغيان السياسة على النتاج الصحفي يعد انعكاسا طبيعيا للمزاج العام للمواطن المنهمك هو الآخر في الشان السياسي الى حد الثمالة.
فالحديث في السياسة أمر شائعا تصادفه في المطعم والبوفية ووسيلة المواصلات ومناسبات الافرح ومخيمات العزاء وغيره يبلغ ذروته ليصل الى مستوى تحليل مواقف الدول واسبابها ومستقبلها بل ومستقبل الكون كله في جلسات ومقايل القات التي لايخلو منزلا منها.
ولأن الشأن السياسي مستحوذا على اهتمام الصحفيين والنتاج الصحفي ظل الجانب الخدمي وجوانب حياتية أخرى مرتبطه بمعيشة المواطن وأمن المجتمع مهملا وخارج نطاق تغطية الكاتب الناقد والمراسل الصحفي.
فالخدمات وسؤ وضعها اليوم أمر لايطاق بل لم يصل الى هذا المستوى المزري يوما من الايام، ومع ذلك تجد الخوض فيه وتناوله صحفيا قليلا جدا ونادرا ومحل اهتمام صحفيين قلائل جدا.
والاهتمام الصحفي النادر بالخدمات العامة ينطبق على الجوانب الأخرى مثل الامن والمشاكل الاجتماعية كالمخدرات وانتشارها وانتشار السلاح واطلاق النار وغيره.
وحتى قضية البسط على الاراضي التي لاقت اهتماما صحفيا لافتا لكنه في الاخير يبقى اهتمام ذو دوافع سياسية أي ان ذلك الملف يتم حتى الآن أستخدامه سياسيا وتناوله ليس لكونه قضية عامة بالغة الخطورة على الامن والسلام المجتمعي بل للمكايدات السياسية ومحاولة كل طرف في العاصمة تحميل مسؤوليته الطرف الآخر فالمكايدات السياسية وخصوصا في العاصمة عدن اضحت اليوم سيدة الموقف وعكست نفسها بشكل كبير على الوضع العام بكافة جوانبه في عدن.

مقالات الكاتب