حين تسقط الأقدار، الغدر..!
خالد شوبه
فجعنا الأسبوع الماضي بالهجوم الإرهابي الغادر، الذي تعرضت له قوة سعودية خاصة تابعة لقيادة التحالف الع...
لا مجال للمكايدات والمغالطات والشعارات ، عدم رغبة الشماليين بتحرير أراضيهم أصبح واقع وخيار معظم أبناء شمال اليمن ، حاول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية بشتى الوسائل والطرق مساعدتهم منذ 5 سنوات دون فائدة .
يظن البعض أن التحالف العربي بقيادة السعودية لا يواجه ضغوطات شديدة جدا من قبل شعوبها وشعوب العالم وحكامها وهذا خطأ فادح وجسيم ، لا توجد قوات تحارب خارج أراضيها إلى أجل غير مسمى ، حتى لو لم تنتهي الحرب لصالح أي طرف ، لابد من تغيير الخطط والتكتيكات العسكرية و السياسية من أجل الوصول إلى تسوية ترضي جميع الاطراف بالنهاية .
أنتصر التحالف في جنوب اليمن ، وهزم في شمال اليمن ، وهذه حقيقة رغم مرارتها ، ودخلت الإمارات الحرب من أجل السعودية لا من أجل اليمن ، وبعد الركود العسكري والسياسي في جبهات القتال قررت الإمارات العربية المتحدة الإنسحاب التدريجي من الحرب اليمنية بعد التشاور مع السعودية .
ما نلاحظه ميدانيا هو أن السعودية لم تزج بقوات أو آليات تضاهي او نصف القوات الإماراتية المنسحبة من الساحل الغربي ، بل نرى قوات رمزية وقيادة سعودية إعتمدت على القوات المسلحة المشتركة ( ألوية العمالقة الجنوبية ، الالوية التهامية ، قوات حراس الجمهورية بقيادة العميد طارق عفاش ) ، هل معنى ذلك توقف تام للقتال بجبهات الساحل الغربي ، أم بداية تسليم تلك المناطق المحررة بالساحل الغربي للمقاومة الوطنية الشمالية لتحرير أراضيها .
أدركت السعودية بعد الإمارات والعالم أن جنوب اليمن لا يمكن تسليمه على طبق من ذهب لسيطرة مليشيات الحوثي الإيرانية بعد كل تلك التضحيات الجسام ، وأدركوا أن الشرعية متواطئة مع مليشيات الحوثي عسكريا وسياسيا وحتى ماليا ، ولهذا يجب القضاء على قوات حزب الإصلاح التي تتخذ مسمى قوات الشرعية في المناطق الجنوبية المحررة ، لأنه لو إندلعت حرب حوثية جنوبية ستنتفض هذه القوات من الداخل لصالح مليشيات الحوثي الإيرانية .
البعض يتصور أن شرط السعودية بتسليم المعسكرات هو عودة لتلك العناصر الإخوانية الشرعية مرة أخرى ، وهذا خطأ فادح إرتكبناه المرة السابقة ولن نكرره اليوم مطلقا ، ومع هذا أتوقع بتسليم بعض من تلك المعسكرات كمرافق مدنية أو الاستفادة منها كبنية تحتية تستفيد منها العاصمة عدن .
ما يحدث الآن من أحداث عدن الأخيرة هو المشهد مقابل الأخير من الفصل الأخير للحرب اليمنية ، زيارات ومشاورات سرية وعلنية بين جميع الأطراف في الحرب اليمنية لوضع إتفاق نهائي لوقف الحرب ، وتدشين مرحلة جديدة من المفاوضات والمشاورات واللقاءات بين مختلف الفرقاء بعيدا عن فوهات المدافع والبنادق .