حين تسقط الأقدار، الغدر..!
خالد شوبه
فجعنا الأسبوع الماضي بالهجوم الإرهابي الغادر، الذي تعرضت له قوة سعودية خاصة تابعة لقيادة التحالف الع...
لم يعرف اليمن الشمالي على مر التأريخ جيش وطني بالمصطلح الوطني المتعارف عليه في البحوث والدراسات المتنوعة على مستوى العالم ، كانوا ولا زالوا يمتهنون العسكرة أو الجندية كمصدر رزق لا اقل ولا أكثر ، وولائهم للقائد او لمحاسب الوحدة العسكرية و الرئيس .
حتى الرئيس الراحل عفاش مكث في الحكم 33 عام ولم يستطيع تأسيس جيش وطني يدافع ويحمي الجمهورية وعاصمتهم صنعاء من زحف بضع آلاف من مليشيات بدائية الفكر والتسليح ، إنهار الجيش العائلي بعد إنهيار النظام العائلي لعفاش .
أما في الجنوب كان هناك جيش وطني تعاقب على قيادته من كل مناطق الجنوب ، رغم قلت عدده وتواضع تسليحه إلا أنه كان رقم صعب في المنطقة والإقليم بسبب شجاعته وعقيدته القتالية الشرسة ، أيقن عفاش أللا سلطة له ولا حكم سيستتب بوجود قوات الجيش الجنوبي على قيد الحياة ، فكان الجيش الجنوبي أول ضحاياه بعد الوحدة المشؤومة للأسف الشديد .
نعود لإحداث الغزو الشمالي الثالث للاراضي الجنوبية وتدخل الطيران الإماراتي في ضواحي عدن ، لم أرى اغبى واحمق من شرعية الرئيس هادي وحكومته وحزب الإصلاح الإخواني المسيطر على القرار الرئاسي ، العالم والسعودية يعوا تمام ما أقدمت عليه دولة الإمارات العربية المتحدة كدفاع عن النفس بقصف مجاميع من الإرهابيين الذين جندتهم الشرعية الإخوانية لغزو الجنوب وعدن ( والدليل القطعي موجود ) .
عندما ننظر إلى كشف قتلى آل طعيمان المآربيين الذي تجاوزوا العشرين فرد بنقطة العلم بضواحي عدن ، سنجد أن أسمائهم خالية من أي صفة عسكرية أو رتب عسكرية مطلقا أو حتى زي عسكري و اغلبهم بلباس مدني وموضح بمقاطع الفيديو والصور ، وهذا دليل على إستعانةالشرعية بمرتزقة وبإرهابيين وليسوا جيش وطني كما يدعون .
لا يوجد جيش وطني كما صرح به وزير الدفاع اليمني المقدشي على وسائل الاعلام المرئية والمسموعة في مأرب ، وقال 70% من قوام الجيش الوطني اليمني وهمي ، وان بقية الجيش الوطني بني على أساس مناطقي وشراء الولاءات فقط .
من حق الإمارات أن تدافع عن نفسها ومصالحها وحلفائها ، لم يتدخل الطيران الإماراتي في عتق وشبوة رغم تمزيق العلم الإماراتي ودعس صور قادة الإمارات في عتق وبلحاف ، ولم يصدر عن شرعية الذل والهوان أي إعتذار أو توضيح عن تلك الإساءات والتجاوزات المتكررة بحق أشقائنا الإماراتيين وقادتهم وحكامهم ، ولم تصدر أي توجيهات رئاسية أو عسكرية تردع أو توبخ مرتزقة مأرب الإخوانية ، ومع هذا إلتزمت الإمارات كعادتها بضبط النفس رغم مرارته .
رغم بيان التحالف بعتق بالتهدئة ووقف لإطلاق النار ، ورغم توجيهات وزارة دفاع الإخوان توغلت مليشيات مأرب الإخوانية حتى وصلت العرقوب وصولا لزنجبار أبين ولم يتدخل الطيران الإماراتي رغم نقضهم المواثيق والعهود .
أدركت الإمارات أن مرتزقة مأرب الإخوانية هدفهم غزوا العاصمة عدن ، ولن تكون عدن بأفضل حال من عتق وبلحاف وسيتم محاصرة القوات المسلحة الإماراتية في مطار عدن والقاعدة الإدارية في البريقة وصولا لقاعدة العند بلحج ، وسيقومون بإستهداف تلك المواقع وسيتذرعون بأنها مجاميع من المقاومة الوطنية الشمالية والجنوبية المنفلتة وليست قوات من الجيش الوطني ، وإجبارهم على الإنسحاب كما حدث للقوات الإماراتية في بلحاف وإنسحابها إلى المكلا .
وسيتم إحراق العلم الإماراتي وتمزيقه كما حدث بتظاهرة لئام تعز بعد صلاة الجماعة بساحة إخوان تعز ، وسيتم دعس صور قادة الإمارات وحكامها في عدن العاصمة ، وهذا ما أدركته القيادة الإماراتية وقررت عدم تكراره حتى لو تطلب الأمر أن تذهب الإمارات أبعد مما قد يتصوره البعض ، كما أنها أدركت حجم المؤامرة الخارجية والداخلية على حلفائها الجنوبيين ولا مجال لتركهم وحيدين دون مساندة .
ولهذا أرى أن على شرعية مليشيات هادي أن تدرك تماما بأنها فتحت على نفسها باب واسع من أبواب جهنم قد لا يقفل بسهولة ، وحتى لو غادرت الإمارات العربية المتحدة عدن والجنوب ، سيتم تدشين مرحلة قادمة لن تكون إلا بداية قوية للقوات المسلحة الجنوبية وبتسليح كمي ونوعي من دبابات وراجمات وصواريخ وحتى طائرات الدرونز المسلحة .
كما أن قبائل وشعب الجنوب ادركوا حجم كمية الحقد والكراهية التي رأوها في عيون وتصرفات جيش مرتزقة مأرب الإخواني ، وقطعوا على انفسهم عهدا ووعدا بألن يمروا مرور الكرام في المرات اللاحقة إن كرروا فعلتهم المشينة .