كاتب ومحلل سياسي

كرامة .. بين مطرقة الشرعية وسندان الانتقالي

أنا أحمد سعيد كرامة مواطن جنوبي إنفصالي ، معظم كتاباتي المتواضعة هي لسان حال شعبي وتعبر عن همومه وتطلعاته و أوجاعه وقضيته العادلة ، لا مغريات الشرعية بالمناصب إحتوتني ، ولا قبولي بعضوية الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي هي غايتي أو هدفي للوصول لمنصب أو مكسب شخصي ، بل أبحث عن وطن العدل والمساواة والعيش الكريم .

قد اقال أو أستقيل في يوم ما ، ولكني لن أتغير أو أبيع قضيتي وشعبي بمنصب أو بحفنة من المال الزائل ، أو أصبح خنجر مسموم يطعن به ظهر شعبي وقضيته العادلة .

إلتفت الجماهير الجنوبية حول المجلس الانتقالي الجنوبي بحثا عمن يقود مسيرة إستعادة الدولة الجنوبية بحدود ما قبل عام 90 م ، ونحن نقدر حساسية المرحلة الراهنة ، والظرف المعقد يحتم علينا تأجيل أو ترحيل حق تقرير المصير الذي كفلته واقرته الشرعية الإسلامية ومواثيق الامم المتحدة ، حتى إعلان التحالف العربي إنتهاء عملياته وإنسحابه .

وليس معنى ذلك أننا سنرحل أو نجمد حق الشعب الجنوبي بالعيش الكريم وتوفير الخدمات والرواتب ، والوقوف مع مطالبه الحقوقية والدستورية العادلة كالمعلمين والمبعدين و المتعاقدين والأطباء والأكاديميين والضباط والجنود وكل مظلوم يبحث عن حقه في زمن الظلم والمعاناة .

طغى ملف الشق السياسي للمجلس الانتقالي الجنوبي على ملفات الخدمات والحالة الأمنية المتدهورة وتدهور العملة اليمنية ، وهذا خطأ إستراتيجي فادح قد يؤدي لخسارة الحاضنة الإجتماعية للمجلس ، والذي بدوره إنعكس سلبا على معيشة وحياة المواطنين .

البعض من قيادات ورموز الانتقالي يعاتبوني على نشر مثل هكذا نقد قد يستغل من قبل أعداء الجنوب وقضيته ، ولكني أقول للقاصي والداني هذه هي الديمقراطية الحقيقية وصورة حضارية للمجلس أمام العالم ، وأنني قبل النشر قد طرقت جميع الأبواب حتى كل متني دون فائدة .

علما بأني قدمت تقارير إستقصائية حول الفساد والفشل عبر الصحف والمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي في ملفات الخدمات كالكهرباء والمياه والنظافة والصحة والتعليم وغيرها ، ولم أجد أي تفاعل إيجابي جاد أو أذان صاغية وعقول متفتحة إلا من عوام الناس ومثقفيهم ، قلة من تلك العقول المسؤولة واعية بأهمية تلك الملفات لدى الشعب الجنوبي الباحث عن فرصة للعيش بكرامة هو وأسرته .

عشرات المرات طالبت ومعي معظم محبي ومؤيدي ومناصري المجلس الانتقالي بضرورة إعادة هيكلة المجلس من الهرم حتى القاعدة من أجل بقائه ووحدته وتماسكه أمام المخاطر والتحديات والمؤامرات التي تحيط بنا من كل الاتجاهات ، ما حدث هو إعادة توزيع المناصب القيادية مع بقاء نفس أدوات الفشل التي لا يمكن أن تصنع النجاح ، وعلى المتضرر شرب ماء البحر .

حتى الإعلامي المخضرم توفيق جازوليت الذي يبعد عنا آلاف الأميال في لندن تطرق لهذه الثغرة التي أصبحت عبئ لا نستطيع السكوت عنه مطلقا ، أكاديمي عربي ( توفيق جازوليت ) يدعو الانتقالي لمعالجة الأخطاء وإقصاء الفاسدين والإنتهازيين المحسوبين عليه .

نعتب على الشرعية ورئيسها المماطلة والتسويف بإتخاذ قرارات مصيرية تهم الشعب ، وننتقد الشرعية بعدم تصحيح المسار الخاطئ وإزاحة رموز الفساد والفشل ، ونتهجم على الشرعية بعدم الإهتمام بملفات الخدمات وترك الشعب وحيدا بمواجهة الغلاء والفساد والفشل وإستنزاف المال العام وسرقته .

وما هو دورنا الوطني والأخلاقي والقيمي والديني كقيادات ورموز جنوبية تجاه تلك الملفات والممارسات ، التي حولت حياة الشعب الجنوبي بكافة فئاته إلى بؤس وشقاء وأزمات متلاحقة .
 

مقالات الكاتب