تتغير الطبيعة وتبقى الآثار شاهدة على الإنتصار .. " مجزرة سناح "

لم يكن يوماً عادياً في تاريخ الضالع والجنوب،إنه يوماً اسوداٌ بكل ماتحمله الكلمة من معنى، في اجواء إنتفاضةِ وثورة يسودها القتل والقمع والإعتقال والضلم والتعسف تحت جبروت قوة عسكرية لاترحم، عنوانها المدافع واصوات جنازير الدبابات بيدجبابرة قلوبهم غُل، اهتزت عروشهم وتشققت جدران قصورهم، من هتافات شعباً يزمجر بشعارات الحرية وطرد الإحتلال.
وفي منطقة سناح الضالع الفاصلة بين حدود الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية دُبرت المذبحة تحت اجنحة الليل الحالك دبرها قتلة ومجرمون حاقدون ليس في قلوبهم السوداء إلا الحقد والإنتقام لايوجد ذرة إخلاق أو ضمير انساني.
بعد إن إقر إسرةالشهيد فهمي محمد قاسم نصب مخيم عزاء لإبنهم البطل فهمي سناح في ساحة المدرسة، لم يكن في الحسبان إن هناك من يتربص بكل دنائة وعبثية نصب فخ المذبحة لكل من يذهب للعزاء.رجالاٌ وشباباً وكهلاٌ واطفالاً من كل مناطق الضالع اكتظت ساحة المدرسة لتقديم العزاء.
بعد صلاة الجمعة الساعة الواحدة واثنان وعشرون دقيقة الموافق27ديسمبر2013م بإرواحهم الطاهرة .
لم يكن بالحسبان ،هناك مدافع دبابات موجهة بكل دقة نحو المخيم وهناك عشرات العربات منتشرة في شوارع وازقة المدينة وعشرات الذئاب تعلو اسطح العمارات مستعدة لإبادة ممن لن تطالهم قذائف الدبابات وحصار المدرسة لمنع سيارات ورجال الإسعاف القيام بواجبها الإنساني.
وفي لحضة انقلب مخيم عزاء الشهيد فهمي محمدقاسم كل شي حزين وفي ساحة المدرسة نفذت المجزرة  راح ضحيتها 21 شهيد واكثر من 40 جريح دون ماذنباٌاقترفوه وبقيت آثارها شاهدة على فداحت الجريمة ركام الحجارة المتساقط ملئ المكان وسماء ملئته سحب الدخان الأسود وجدران مزقتها شضايا السلاح مزقت الصور واللوائح والأعلام لم يتبقى من المغدورين إلا احذيتهم ومساندهم واشلاء جثثهم. وسيول دماء وبقايا ماء وملابس وطعام.
طالتهم آيادي الغدر والإجرام من لواء 33 مدرع بقيادة مجرم الحرب الجنرال عبدالله ضبعان كل شيء بعد الجريمة اصطبغ بالون الأحمر
خلفت ارقاماًواسماء وتضحيات ثورية ارتسمت عليها ،التاريخ لايمحى والدماء لاتنام هذا ماتقوله تتغير الطبيعة وتتبدل الجغرافيا يموت الإنسان وتبقى الآثار شاهدة على القضية والثورة والإنتصار حتماً .
ولانامت اعين الجبناء

مقالات الكاتب