لولا التغافُل عن أشياء نعرفُها ، ما طاب عيشٌ ولا دامت موداتُ "

كتب / منى عبدالله 
 
الفضول وحب الإستطلاع وإكتشاف الحقائق هي إحدى ركائز كل إعلامي شغوف يحب أن يتميز فلولا الفضول لما وصلنا إلى عمق الحقيقة والتحري البناء والإيجابي وليس السلبي حتى ينقل الخبر كما هو ومن مصادرة فالبعض يعتبر الفضول تدخل مباشر في شؤونه وإختراق الخصوصيات وربما تكون وجهة نظره صحيحة ولكن إن وجدت هناك ملابسات وشكوك وتخمينات غير مقنعه وفي بعض الأحيان يتعرض المشاهير لمضايقات من الإعلاميين للوصول إلى هرم حياتهم الشخصية فيتابعونهم ليلا و نهارا ليراقبوا تحركاتهم ونمط حياتهم ولكن هذه التصرفات قد تفقد بعض المشاهير حياتهم بسبب التدخل الغير مباشر والتقصي عن كل صغيرة وكبيرة ولهذا يجب أن توضع الحلول والقوانين لرد كل من يتجاوز حدوده مع الآخرين  وربما يظلم البعض بسبب تلك الملاحقات المستمرة والطائشه فلا بد من التقصى والتحرى ولا يكون ذلك إلا بالتطفل والفضول لنصل للقناعة التامة وننهي المواضيع التي فيها الجدال قائم .
 
 
فعندما تصادق شخص وتثق به فمن الطبيعي أن تسأله عن أحواله وتريد معرفة الكثير عنه وعن حياته فمجرد السؤال لايعني فضولا أوتطفلا في الخصوصيات فالواثق لايبرر بل يجيب على الأسئلة المطروحة بكل ثقة لأنها ستعزز العلاقة أكثر فأكثر ومن يريد الإستمرار معك في صداقتك سيكون لك كتابا مفتوحا لأنه يثق تماما بأنك الحصن الحصين الذي لايغدر ولا يخون العشرة فالحب والشغف أحيانا يدفعنا بأن نتجاوز الحدود ولكن في ظل المعقول حتى لا نتسبب بأذى لمن نحب فليس الجميع لديه من سعة الصدر بأن تخترق خصوصياته فالبعض غامضا جدا وهذا ما يهدم العلاقات بين البشر سريعا فأنت كشخص لايمكن أن تستمر مع صديق يطويه الغموض فالوضوح والصراحة من البداية تعطينا دافعا للإستمرار فكن عفويا لكي تكسب القلوب فنحن في زمن التنفير والنفير" .
 
 
الخطأ الفادح الذي ارتكبناه بحق أنفسنا ، سماحنا لأمور عدة أن تمُر مرور الكرام ، وضعنا الكثير من الفواصل ، وكان علينا وضع نقطة وإنهاء كل شيء ببساطة ، شعورنا بثمة أمر ما وتجاهلنا له ، اكتشافنا أننا نمضي في الوجهة الخاطئة واستمرارنا في المضي موهمين أنفسنا أنّ شيء ما قد يحدث ، إطالتنا البقاء في أماكن لا تشبهنا وتحمّلتا أشياء فوق طاقتنا ، تجاهلنا لتحذيرات قلوبنا وعدم اطمئنانها ، لقد كذّبنا أنفسنا واستمرّينا على ما نحن عليه حتى نفذت طاقتنا ، لم نعد نقوى على الكلام ، لم يعد باستطاعتنا الإعتراض وتدارك أحداث وصلت إلى نهايتها ، لقد أنهَينا أنفسنا بأنفسنا•••! 
 
 
نتألم عندما نرى من نعشقهم ليسو معنا ، نتألم عندما نعجز عن البوح عما في داخلنا ، نتألم في لحظات اشتياقنا لهم ، و لا نستطيع  النطق بكلمة أنا مشتاق ... نتألم و لا ندري نحن الذين نعجز عن الكلام أم الكلام هو الذي يعجز عنا ... يقولون أن لغة الصمت أفضل لغة للتعبير ، فماذا لو عجز الصمت "•••
 
 
كل شئ نتصنعه كل شئ نحاول أن نتجاوزه وكل هذا ليبقى الود وتبقى المحبة وتبقى الإبتسامة وفي داخلنا نارا تكاد تأكل بعضها من الكضم وما نمر به في حياتنا اليومية من مشاق تكاد تهلكنا ولكن نستجمع قوانا كل صباح ونستبشر خيرا بأن من خلقنا لن ينسانا ولن يخذلنا ولن يتركنا نصارع الآلام منفردين لأنه رحمان رحيم فنحن دائما من يرسم لنفسة السعادة أو التعاسة والإختيار مجاني لايكلف فلسا واحدا سوى ما نمتلكه من قيم وأخلاق ومبادئ" .
 
عاهد نفسك دائما أن تكون أكثر تفائل وأكثر حيوية فالإنسان البشوش دائما غالبا مايكون بصحة جيدة لأن ترك همومه وراء ظهرة وقرر إسعاد نفسه ولو سعادة وهمية تختصر عليه عناء مايمر به من الظروف القاسية والتي كادت أن تهلكه ولكن بفضل الله تجاوزها وأصبح يخاويها ويتعايش مع أحزانه ويتصالح مع نفسه أولا لأن التصالح مع النفس والرضاء بما كتب الله لك والقناعة تعطينا شعورا بالإكتفاء الذاتي والإعتماد على النفس ".

مقالات الكاتب