روافد وردية (2) فخامة المواطن حسين الوردي

في واقع مزدحم بالمتنافسين على الصدارة، تنافس الأضواء والذوات والعلاقات والمصالح الضيقة، يشدني دائمًا المواطن البسيط،حسين الوردي في نوعية مواضيعه وافكارة  وخدماته المقدمة، فكريا وروحيا من زمن الأوفياء، وفكر نير  من خانة الأنقياء، وواحد من معالم واعلام لحج واليمن القلائل   الأكثر نبلًا ورقيا، جابر خواطر  الناس وحياتهم وقضاياهم وهمومهم بشكلهم اليمني الفريد، حسين الوردي، العلم المنقذ بافكارة  وملاذ التائهين،بتصدقاته وخيراته وابتسامتة الذي،تعبر عن اصل النقاء. بصراحة هذا  الفعل  لا يقدمه الاّ الصادقين، منذ سنوات والوردي  لا يتوقف عن العطاء، كطائر لا يعيش الاّ بخدمة الناس والمواطنين، هذا شي نادر جدا في زمن الحرب والمصالح والإفتراءات، لعقود طويلة وهو يحفر أسمه في جموع الشاكرين له ولخدماته، عن أخر الرجال الأوفياء برداء ثابت لا يتلون، ولا يتغير، ولا يبيع.

ذات يوم بأحد الشوارع الصغيرة بحوطة لحج  إستوقفني أحد الباعة المتجولين وهو يتحدث عن حسين الوردي بصفته كرجل اعمال  ..قائلا بثقه ....حسين الوردي  الوحيد عند الناس المحبوب!!!، سأله أحدهم: عن بقية الأشخاص في الشارع او في  مواقع التواصل الإجتماعي، الآ تعرفهم؟! الآ تسمع أخبارهم؟! ليرتفع صوت البائع وهو يقول: وقسمًا بالله مافي  مخلص بالبلاد هاذي، الاّ حسين الوردي ! هذا الرد العفوي والصريح نتيجة ملامسة حقيقية عن خدمات ضرورية يقدمها الوردي، للناس وللمواطنين بغض النظر عن مكانتهم وأحوالهم وألوانهم، ومستوياتهم التعليمية، لهذا يعرفه الجميع، ويحبه الجميع، ويتحدث عنه الجميع، في حالة من الشعبوية المفرطة والمستحوذة على كل تفاصيل الحياة  اللحجية واليمنية، ستجدونهم يعرفونه في القرى والريف، والمدن القريبة والبعيدة، في السهول والهضاب والجبال المرتفعة، يعرفونه تمامًا، ويعرفون حكاياته وماضيه، ويعرفون حكايه الروحانيات والتجليات ومناجات  الطيور وذكريات البحث عن وطن ضائع ، وحكايات البشر المقهورين  والدموع المنسكبة من قلوب الأمهات بينما يقبلن أبناءهن المقبلين، كيف للناس أن ينسوا حكايات ومواقف،الوردي العظيمة! وتلك الصور البهية والذكريات العريقة! عن زمن يحن إليه الجميع، ويتخيله الكبار والصغار بنوع من اللوعة والشوق والكثير من الحنين، هذا النوع من الشهرة لا تنتهي، ولا تتلاشى، ولا تتغير،  هي خالدة في عقول الناس عن الرجل المشهود، شهرة العمل التجاري والعمل الاجتماعي،والفعل  الانساني الواحد..، كانت تعني للفرد الواحد شهرة الملايين، ظهور العلم اللحجي الشاب حسين الوردي  عبر المشهد الوطني   فيما مضى تعني شهرة حقيقية، من الواقع والناس والمجتمع الكبير، شهرة مكتملة الأركان والتفاصيل، وهي أعظم أنواع الوصول بمعناها الشعبوي العام، شهرة الشارع والمدينة، والحارات والقرى والأماكن المختلفة، الجميع يعرفونك، والكل يحفظون إسمك، ويحددون ملامحك، والأطفال الصغار يلوحون نحوك، والعجائز الكبار يصرخن صوبك هذا صاحب الكف الابيض والابتسامة العريضة هذا حسين الوردي ، نحبك يا حسين الوردي ، نحبك يا حسين الوردي هذه الشهرة ليست افتراضية، وليست مجموعة لايكات وقلوب واعجابات، هي حب جارف من قلوب الناس، ومعرفة كاسحة بكل الأماكن والممرات.

بصنعاء قبل سنوات  التقيت بالقدير حسين الوردي ، وتحديدًا في أحد الأعراس، كان في صالة العرس جالسًا كأحد الضيوف، ولكن الناس لم يتركوه، جميعهم يسلمون عليه، ويطلبون إلتقاط الصور بجانبه، الداخلون والخارجون، الذاهبون والعائدون، جميعهم يعرفونه، عن بكرة أبيهم ومن كل أعمارهم وأشكالهم وفئاتهم، وفي أحد المطاعم الكبيرة، بمجرد وصوله، رحب به العمال والموظفون والقادمون، ولوح نحوه الزبائن والعابرون، لا أحد يتركه دون سلام أو كلام أو عباراة وابتسامات، كأنه أخيهم وصديقهم وجارهم ورفيقهم وزميلهم ، هذه التفاعلات المليئة بالمشاعر لم تعد تحدث في عالم المشاهير والاعلاميين، لم يعد هناك من يرتبط بالناس ويسمع كلامهم وحكاياتهم وقضاياهم، الجميع مشغولون بما وراء المصالح والغايات، وحده حسين الوردي ظل وفيًا لجمهوره الذي عرفه ويعرفه ويتذكره كل يوم، لم يتخل عنهم، لم يتركهم، لم يغير شكله عنهم، ولم يركب على جمهوره ومحبيه، ولم ينتهز الفرص ليبيع فيهم بالدعايات والإعلانات، بقي من الناس، واحدًا من المساكين، باحثًا عن مستقبلهم ، ومتحدثًا ظروفهم  وناقلًا عنهم ولهم الحب   وملاذًا لكل مواطن بعيد مازال يبحث عن مستقبل وطن وفئة شرفائة  وحياته، وسبيلًا صادقًا لكل محب لهذا الوطن المعطاء

سلام عليك يا حسين الوردي، يا بهي الصيت والأضواء، يا وجه الناس في أنصع خيالاتها الإفتراضية والحقيقية، الف سلام أيهااليافعي واللحجي و  اليمني الوفي النزيه، الشعب يعرفك ويتحدث عنك في كل مكان، ومن قلبه الحصبة وشوارع حدة وحيود،يافع وشوارع عدن وبحور حضرموت وبساتين لحج  يشكرك، ويمتن إليك، كأحد الأضواء الظاهرة من غسق الظلام المتراكم والجاثم عليه منذ سنوات الزمن الأخير.

شكرًا إليك،
مع كل الحب والأمنيات.

مقالات الكاتب