حرب العصي والحجارة

"أنا لا أعرف ما هي الأسلحة التي سوف تكون في الحرب العالمية الثالثة, ولكن الحرب العالمية الرابعة ستكون بالعصي والحجارة!".

لم يقل إنيشتاين هذه الجملة تكهنا, ولا عرافة, وإنما بناء على معطيات علمية استوعبها, فهو يعلم أن العلوم التي توصل إليها البشر تمكنهم من صنع أسلحة دمار شامل, ستقضي حتى على التكنولوجيا التي صنعت بالعلم, وسيعود الناس إلى تقنيات بدائية جدا!!

ولعل من مظاهر صدق مقولته اختراع القنابل الاستراتيجية التي كانت ثمرة من ثمار نظريته النسبية, واليوم بدأ الحديث عن أسلحة سرية, تمتلكها دول العالم المتطور تقنيا, تمكنها من إحداث أعاصير موجهة مدمرة, وتحفيز صدوع الصفائح التكتونية للأرض لتحدث زلازل مدمرة وأمواجا عالية (التسونامي), وتنشيط البراكين الخامدة, لتقذف حممها إلى مسافات بعيدة تقضي على كل مظاهر الحياة والتطور المحيطة بها.
وهناك اتهامات لأمريكا باستخدام هذه الأسلحة للتسبب في إعصار نرجس 2008م, الذي قتل ما لا يقل عن 85000 شخص ببورما. وفي نفس الوقت حدث زلزال الصين وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 80 ألف شخص وتسبب في دمار أكبر مستودع أسلحة في الصين, ووراء زلزال تركيا الأخير.

وقد وصل الأمر إلى أن الروس اليوم يهددون الأمريكان بقدرتهم - مثلا - على إيقاض بركان ‏(ﻳﻴﻠﺴﺘﻮﻥ) ﺍﻟﺨﺎمد ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻥ ﺍﻷﺻﻔﺮ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﻣﻦ ﻏﻮﺍﺻﺎﺕ ﺭﻭﺳﻴﺔ ﻧﻮﻭﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ, ﻋﺒﺮ ﺻﻮﺍﺭﻳﺦ ‏(ﺳﺎﺭﻣﺎﺕ) ﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻟﻴﺴﺘﻴﺔ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﺭﺍﺕ، ﻭﺇﺛﺎﺭﺓ ﺑﺮﺍﻛﻴﻦ تقسيم ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻧﺼﻔﻴﻦ ﻋﺒﺮ ﺗﺤﻔﻴﺰ ﺑﺮﻛﺎﻥ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ ﺧﺎﻣﺪ, سيتسبب في ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻭﺍﻟﺮﺫﺍﺫ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺘﻲ ﻭﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻲ ﻭﺻﻮﻝ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ، لينهي ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺎﻟﻤﺠﺎﻋﺎﺕ!!

ويبدو أنه في ﺣﺮﺏ ﺃﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺎ ﺑﺪأﺕ مظاهر ﺗﻐﻴﺮ ﺳﺮﻱ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻹﺷﺘﺒﺎﻙ ﻭﺗﺠﺎﻭﺯ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ ﺍﻟﺤﻤﺮاء! وعلى إثر هذا التهديد الروسي, تطالب الصين بوقف ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﻔﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﺃﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺎ للحيلولة دون ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻟﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ,
ﻭﻭﻗﻒ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺧﻄﺎﺏ ﻛﺸﻒ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ...

فالحرب ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺃﺩﻭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻫﻮ ﺳﻼﺡ ﺗﻨﺸﻴﻂ ﻭﺿﺮﺏ ‏(ﺍﻟﺼﺪﻭﻉ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ)
ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻋﺒﺮ ﺳﻼﺡ ‏(ﻫﺎﺭﺏ), وإنما ﻛﻤﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺍﻟﺮﻭﺱ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺘﻬﻢ ﺍﻷعلى
ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺼﺎﺭﻭﺥ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ (سارمات) ﻓﻲ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺑﺮﻛﺎﻥ ﺧﺎﻣﺪ ﻭﻟﻴﺲ ﺯﻟﺰﺍﻝ أﻭ ﺗﺤﺮﻳﻚ ﺻﺪﻉ ﺃﻭ ﻓﺎﻟﻖ ﺃﺭﺿﻲ فقط.

ويبدو أن اﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺗﺪﻭﺭ ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﺪﺭ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﺃﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﺳﺮﻳﺔ ﻭﻓﺘﻜﺎ, دون علم ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ بلغة هذه الحرب, وخاصة بعد التصريح ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ: ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺩﺧﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ لا اﺳﺘﻘﺮﺍﺭ نووي, ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﻊ ﺗﻌﻠﻴﻖ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻮﺗﻴﻦ ﻹﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ‏(STRT) ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ! ﻭﺇﺻﺪﺍﺭه ﻟﻤﺮﺳﻮﻡ يشرع اﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺗﻘﻨﻴﺎﺕ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ.. واﻟﺮﻭﺱ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ يتكلمون ﻋﻠﻨﺎََ ﻋﻦ اﺳﺘﺨﺪﺍﻡ تلك الأسلحة, مهددين ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺟﻴﺶ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻗﺪﺭﺓ ﺗﺤﺮﻳﻚ ﺍﻟﺼﺪﻭﻉ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﻟﻖ ﺍﻟﺘﻜﺘﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ، فالروس يقولون وﺑﺸﻜﻞ ﺭﺳﻤﻲ انه ليس يمكنهم ﺗﺤﺮﻳﻚ ﺯﻟﺰﺍﻝ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﺇﻳﻘﺎﻅ ﺑﺮﻛﺎﻥ ﺧﺎمد ﻣﻦ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ, مؤكدين ﺇﻣﺘﻼﻙ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﺨدمت ﻟﺘﺤﻔﻴﺰ ﺻﺪﻭﻉ ﺟﺮﻑ ﺍﻷﻧﺎﺿﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺭﻱ.

يبدو أن ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﺮ ﺩﻭل ﻋﻈﻤﻲ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻛﺬﻟﻚ, وﻟﺬﺍ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻃﺎﻟﺒﺖ ﻟﻮﻗﻒ ﺣﺎﺳﻢ للخطاب ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ, ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺸﻒ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ, وتريد تعتيمها, ووقف الحرب, لكن ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﻭﻟﻨﺪﻥ لا تريدان ﺍﻟﺤﺮﺏ أن ﺗﻨﺘﻬﻲ, ﺇﻻ ﺑﻤﺠﻲﺀ مخلصهم ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ
كما يزعمون!!
والله تعالى اللطيف الحفيظ!
ودمتم سالمين!

مقالات الكاتب