شوارعنا في مقارنة مؤلمة

أعجبني في مقطع فيديو شاهدته تعاطي الشباب الأندنوسي مع القرآن الكريم في رمضان, قاعدون في الشوارع يملأونها وهم يتلون..!!

وأعجبني في المقطع وجود أشجار الظل والزينة على طول الشارع, تزينه! وهناك الأصص بمختلف أحجامها وجمالها, وكل واحدة منها فيها شجرة يانعة الخضرة مما يدل على وجود من يهتم بها بشكل كاف ومستمر...

هذا, والموثق هدف فقط إلى توثيق حالة تعاطي الشباب الأندنوسي مع القرآن الكريم, فكيف لو كان هدفه توثيق حالة التشجير !!

وكم تؤلمني المقارنة بشوارعنها!! فهي - للأسف -لتجمع البهائم البشرية على تعاطي القات, ومضايقة الناس في الطرقات, وأعيننا في الجوالات, وليس في القرآن, ولا في الكتب, ولا المجلات...

وتراها مليئة بالمخلفات. والأحواض التي من المفترض للنباتات صارت مكبات للقمامات, والشجرة التي قاومت الظروف ونبتت, لم تسلم من عبث العابثين, حتى السياجات التي أقميمت لحمايتها, يتم تدميرها, فضلا عن تدمير أي تحفة جمالية أخرى يتم إنشاؤها لإضافة مظهر جمالي.

الحقيقة أننا نفتقر إلى ثقافة الذوق العام, وإلى ثقافة التربية الجمالية. الثقافتان اللتان هما أصلا من صميم وصلب ثقافتنا الإسلامية, ولكننا للأسف ليس لنا من الإسلام إلا اسمه ورسمه, أما جوهره في صدورنا فإما مفقود, أو مشوه, أو منقوص...

الإسلام ليس فهما وتطبيقا مجتزء لبعض جوانبه, وإهمال جوانب أخرى, بل هو نظام شامل لكل مظاهر الحياة, بجب أن نأخذ بها كافة, ليصح إسلامنا لله تعالى ويكتمل...

 وحين يتحقق ذلك, ستخلوا البيئة من حولنا من الملوثات الحسية, وستتطهر قلوبنا من الملوثات المعنوية, وستنعدم في سلوكياتنا الملوثات الأخلاقية, وسينعكس ذلك في كل مظاهر حياتنا, وعلى بيئتنا وشوارعنا, نظافة وجمالا وسلوكيات راقية مريحة للنفس, ومرضية للخالق تعالى! فقد أمرنا في الإسلام أن نعطي الطريق حقه, وأمرنا بتنظيف أفنيتنا, ورغبنا في الغرس لأي هدف سام!

والله أعلم!
ودمتم سالمين!

مقالات الكاتب