قيادي أبو نصف كرسي !.

  - يعتقدونك مذنبا ، لمجرد أنهم فاشلون، ويملكون سلطة.
  - يسألونك عن وجهة نظرك، ويتحسسون مواقفك، وملفاتك، بينما مواقفهم تعيسة، تجر ألف خيبة، وسقطة، وعلامة استفهام، وربما خيانة.


  - نشرت على حائط صفحتي : الوطن طحس ، فهاتفني أستاذي، وقد منحوه نصف كرسي صغير ، وحسبوه قياديا، قال، ويكاد غضبه يقفز من السماعة : توقف عن المزايدة، ولا تظن شخبطتك مهمة ، فالمرحلة صعبة، وشق الصف جريمة، فالناس تحتاج إلى أمل ، ولا بأس أن تبشروهم بالجنة.


   - انتهت المكالمة، فصفعتني غصة، فقد ظننته قدوة، ولم أتصوره يوما طبالا ، ويفتح دكانا على ثلاثة شوارع، شارع الحزب، وشارع الثورة، وشارع السلطة.  


   - أصبح يساورني شعور ، أنهم عندما تنفرط المسبحة، سنجد كثيرين يقولون، نحن مش معاهم !.


   - عانقني زميلي، مدير موقع أخباري ، وهمس في أذني بود : خفف حدة كلماتك، الحذر ليس سيئا.


 - سألته : أتراني مذنبا ؟.


 -  رد : أبدا ، ولكن هناك وسطا دائما. 


  - اسمح لي : من الذي يجب أن يخافوا العقاب ، من سرقوا حلمك، وراتبك، وخبز أطفالك، أم الذي كتب رأيا ينتقد فسادهم؟، متى يدركون أننا لسنا قطيعهم ؟، ونخشى أن يعتقدوا انحرافهم صراطا مستقيما، وانبطاحهم همة !.


 - فرك كفيه بارتباك ، وقال : لن يستوعبوك ، عليك جر قلمك بحذر ، لا تحكه بشدة، فتستفز مواقفهم الحمراء ، وتمسي كلمة مقتولة بطلقة طائشة.


  - قلت : لا استطيع طعن قناعاتي ، فهل     نغرد بصوت حمار ، ونلهث وراء جزرة  بعصا لص ؟!.


  - قال : قناعاتك ليست كفاية ، فوعي المجتمع مازال قاصرا ، والسلطة، والمصلحة، والمال، تجعلهم طغاة، ونفوذهم قانون !. 
    قبل أن نفترق ، تمتم : أريد أن أراك مرة أخرى.


   - أكذب إذا قلت لا أشعر بالخوف، ولكنني لست جبانا، ولا نكره أو نتحدى أحدا، ولكن لن نمشي بجانب الحائط.


  - أكتب رأيا حرا ، ولا أدعي أن قولي صحفا منزلة ، ولا أقبض صرفة مقابل موقف أو فلسا ثمن كلمة.


 - الناس تجوع ، والامتحان صعب ، ونأمل أن تستوعبوا حرصنا، واختلافنا ، ولا تحشرونا بين فشلكم ، وإثم ظنكم، وتجعلوا ذنبنا أننا جئنا بكم على أعناقنا.
  

مقالات الكاتب