شركة الجنوب

من القسوة أن نضل نسعى من حيث بدأنا أول مرة ، حتى أننا لم نعد نعلم مع من نخوض معركتنا، ومٍن منَ نتحرر !.


سمعت أغنية (بوس التراب) بصوت الربان (عبود الخواجة) ، فقشعر بدني، وشعرت أننا شعب سرقوا دمه، وباعوا لحمه حياً، وميتاً.


بعد كل ثورة يأتون بشعاراتهم، وطبولهم، ويؤسسون شركتهم الخاصة باسم الجنوب، والشاطر يمسي تأجر .


مايقهرنا، هو إصرارهم على وضع البردعة على ظهرنا، فهم يعتقدون أنهم وحدهم الجنوب، وفي الوقت نفسه، نجدهم يسعون إلى إقناعنا بأنهم لا يتحملون مسؤولية معاناة شعبه.
 

كان يمكن أن نسايرهم، وذلك إذا كنا مازالنا نزحف بمليونيات، وننتفض في الشوارع ، ونحرق التايرات، أما وقد أتوا بهم إلى عدن، وصاروا يحكموننا معهم، وتحت حراستهم، وأصبحت القيادة شريكة في الرئاسة، والحكومة، فهذه الذي يقولوا عليها (قسمة ضيزى)، ولو يقرأوا على رؤوسنا آية الكرسي سبعين ليلة، ما اتبعنا شورهم هذا.

 

 

أصبح الجنوب اليوم أقرب إلى شركة خاصة من كونه قضية مصيرية، وقدرنا أن ندفع فواتير فشلهم، وترفهم.


باتوا يتاجرون بكل شيء، من القرارات الرئاسية، والمناصب، وكشوفات الرواتب، وإيرادات المنافذ، والضرائب ، والطرقات، والجبايات، ودكاكين الصرافة، وصفقات الوقود، وعقود الأراضي، وحتى تضحياتنا، وأحلامنا، وخبزنا ، فكيف نؤمن أنهم يشتوا دولة ؟.

 

 

نعتقد أن رأساً واحداً لن يخرجنا من النفق، إننا نحتاج إلى مراجعة حساباتنا ، وإلى كثير من التنازلات ، وأن نفكر بعقلية حر، وصاحب قضية، وليس عقلية تأجر أو سمسار.
 

مقالات الكاتب