المعاناة وشعار اللُحمة..!
خالد شوبه
أحسن الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، بتوجيه أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي للنزول إلى عموم مديريات...
قرأت مذكرة الاستاذ رشاد العليمي رئيس المجلس الرئاسي القائد الأعلى للقوات المسلحة بشأن ترقية للشهيد عبد اللطيف السيد القائد العام للحزام الأمني والتدخل السريع بمحافظة ابين لرتبة عميد بدلا من لواء وهذا عجيب ومجحف بحق قائد مغوار.
الجدير أنني كنت قد كتبت عنه بعض المقالات عقب استشهاده اخرها لله درك ياعبد اللطيف فالاشجار لا تموت الا واقفة وغيرها من المقالات التي نشرت في المواقع والصحف وتم تناقلها بالجموعات.
كنت اكتب عنه بصفته عميدا مع أن رتبة العميد قليلة جدا بحقه وفيها بخس لتاريخه النضالي ومسيرته الوطنية فضلا عن استبساله في تأدية مهامهم لخدمة محافظته وشبابها فقد منحت له الثقة بصفته قائدا عاما للحزام والتدخل السريع لكن رتبته لم تكن لواء أسوة برفاقه.
ظننته عميدا لأنني قرأت ذلك في بعض التناولات والتغطيات المتعلقه به ولم أعلم أن الشارع قد منحها له قبل وزارة الدفاع التي جاء عرضها متأخرا لاعتماد رتبة عميد وليس لواء بعد رحيله وليت العرض كان منصفا ليكون تعويضا مستحقا لذويه عقب وفاته فما أكثر الرتب التي صرفت لمن هب ودب فلماذا تستكثرون عليه رتبة اللواء؟!.
قرار المجلس الرئاسي جاء بناء على عرض لوزارة الدفاع بحسب المذكرة الصادرة ببداية هذا العام وتحديدا التاسع من يناير ٢٠٢٤ م وعساها تتم التسوية للشهيد استحقاقا وانصافا. .
نقول ياجماعة أنه كان ينبغي العرض لترقية الشهيد لرتبة لواء وليس لعميد لاعتبارات كثيرة جدا يعلمها اللواء عيدروس الزبيدي واللواء أحمد بن بريك واللواء أبو زرعة واللواء الوالي واللواء شلال واللواء باعش والوية كثيرة لا تعد ولا تحصى تدرك جيدا جسارة الرجل وعظيم تضحيته.
كنا نظنه عميدا وما أكثر من تحصل على الرتبة بين عشية وضحاها حيث وجدوها جاهزة على طبق من فضة إن كان التباهي و استعراضهم لرتبهم حقيقيا.
الشهيد عبد اللطيف فقد حياته مقبلا لا مدبرا وفي ساحات الوغى غدرا لا مواجهة لشدة بأسه .. ولعظيم شجاعه وهيبته فقد اطلق عليه اسد ابين فهل يؤخذ الشجعان لحما ويرمون عظاما ؟! افيدونا.
الشهيد عبد اللطيف تعرض لمحاولات كثيرة لاغتياله ولم ينالوا منه الا حين دنا الأجل فلكل اجل كتاب ولم يباغته الأجل وهو في عقر داره وانما في مكان مقفر وفي قلب الأودية والسلاسل الجبلية التي كان بجوبها بكل رضا وكان منشرحا وهو يشارك رفاقه رقصة الوداع الاخيرة قبل وفاته بساعات قليلة مؤمنا بقضاء الله تاركا وصيته بعدم تصوير جثته التي خشي تمزق اشلاؤها إن داهمته الملمات وعدم إقامة العزاء عليه وكان له ما أراد.
فمن أين له ان يعلم أن عناية الله ستدركه عقب التفجير المباغت وستحفظ جسده رغم كمية البارود الحاقدة فصنائع المعروف تقي مصارع السوء كما ذكر الرسول الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم.
الشهيد عبد اللطيف يستحق وبجدارة رتبة اللواء نظير جهوده لتعزيز الأمن والاستقرار في المحافظة التي تعلمون جيدا وضعها الاستثنائي.
يستحق رتبة اللواء لانه فقد العشرات من أهل بيته وأقاربه وخيرة رفاقه والمقربين من أصحابه.
يستحق رتبة لواء لانه وفيا وجسورا ومازال ارشيفه يوثق سجلاته بما فيها زيارته لتفقد مرافقيه عقب نجاته من اخر محاولة اغتياله حتى قبل أن يفك جبسه ورباطه.
الشهيد عبد اللطيف كان يمكنه الاكتفاء بما حصل عليه من امتيازات معنوية بصفته القائد العام للحزام والتدخل السريع ومزاولة القيادة من عقر دائره لكثرة المتربصين به ويقينه بوجودهم ومراقبتهم لتحركاته لكنه لم يفعل.
الشهيد عبد اللطيف يستحق رتبة اللواء فهو ليس بأقل امتيازا ممن حصلوا عليها وهم أحياء وبعضهم في الخارج متنعمين بمخصصات الحرب التي استثمروها بعيدا عن المواجهات ووجع القلب.
مارأيكم ياسيادة الأولوية بالمجلس الرئاسي من قمة الهرم إلى قاعدته أما يستحق الشهيد عبد اللطيف السيد إعادة النظر في اخر رتبة تمنح لرجل فقد روحه وهو يصول ويجول في ميدان كان الموت يتربص به من كل حدب وصوب فيه.
أما يستحق منكم عبد اللطيف الذي انكوى في حياته بفقد خيرة اهله وأحبابه رتبة اللواء إنصافا. ووفاء وجبرا لأهله وقد فاضت روحه لبارئها عقب تعرضه لمحاولات الاغتيال المتكررة وصبره وهو يرى رتبة لواء تنهال على من حوله وهم أحياء بينما هو محروم منها.
نضع هذه الأسطر مجددا على طاولتكم يا قيادة المجلس الرئاسي وياوزير الدفاع فأنتم اعلم باستحقاق الرجل الذي احتسبتموه عند الله شهيدا وبخستموه حقه في ترقيته الاستحقاقية لواء للاعتبارات التي ماذكرنا منها الا غيض من فيض وعساه الإنصاف يعرف طريقه للقائد الذي نحسبه عند الله شهيدا وتتم إعادة النظر وتسوية رتبته لواء إنصافا واستحقاقا ووفاء وحتى لا يقال ان الجحود مقبرة الاوفياء.
وللحديث تتمة بإذن الله إن تمت التسوية ووفت القيادات بالتزاماتها تجاه منتسبيها وما تنسوا الصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين .