الحسم الثوري أم الاحتواء السياسي : قراءة في استثنائية النموذج الجنوبي ضمن سياق الثورات التحررية
فؤاد قائد جباري
في التاريخ السياسي، تُجمِع أدبيات الثورات التحررية على أن أي مشروع تحرري لا يمكن له أن يبلغ غايته دو...
على مر التاريخ، لعبت الثورات التي قادتها النساء دورًا بارزًا في تغيير المجتمعات، وإسقاط الحكومات والأنظمة في بعض الحالات، أو دفعها نحو الإصلاحات.
فالقوة الجماعية للنساء عندما تتجسد في شكل حراك سياسي واجتماعي تكون قادرة على إحداث تأثير كبير، خاصة عندما ترتبط بمطالب جوهرية مثل الحقوق السياسية، العدالة الاجتماعية، والمساواة ناهيك أن كانت تطالب بالحياة ورفض الموت الممنهج والبطيئ.
و هناك أمثلة تاريخية عديدة، مثل الثورة الفرنسية، الحركات النسوية الحديثة، وثورات الاستقلال في دول عدة ، حيث كان للنساء دور محوري في توجيه الأحداث، سواء عبر الاحتجاجات، أو التحركات السياسية، أو حتى التغيير الثقافي الذي يؤثر بشكل غير مباشر على الأنظمة الحاكمة.
وان قال قائل ان "الثورة النسائية" لا تسقط الحكومات بشكل مباشر، نقول في الغالب ما تكون الثورة النسائية جزء من حراك أوسع يشمل فئات مختلفة من المجتمع ، يجمعهم هدف التغيير. خاثة ان توفرت البيئة السياسية، ومستوى التنظيم، والتحالفات ، وموقف الحكومة من تلك الثورة .
ونذكر هنا بعض الأمثلة في الثورات العربية ، التي كانت المرأة قوة دافعة فيها ومنها مصر، تونس، ليبيا، وسوريا، حيث شاركْن في التظاهرات، ونشر التوعية عبر الإعلام، وتنظيم حملات التغيير.
وفي السودان 2019 ، أصبحت آلاء صلاح رمزًا للثورة، حيث انتشرت صورها وهي تقود المظاهرات ضد النظام الحاكم، مما يعكس دور المرأة في قيادة الحراك الشعبي.
و في العراق ولبنان، ساهمت النساء في حركات الاحتجاج ضد الفساد ، حيث ظهرن في الميادين وطالبن بحقوق متساوية وتمثيل سياسي أوسع.
على الرغم من التحديات، أثبتت المرأة أنها عنصر فاعل في التحولات السياسية والاجتماعية، وساهمت في رسم ملامح مستقبل أكثر إنصافًا لمجتمعاتهن.