حين يتحول الدم إلى سلعة رخيصة في سوق الحقد
نضال محسن لصور
في لحظة فارقة، كان يُفترض فيها أن يطغى صوت الحكمة والقصاص العادل، تحت مضلة الدولة، فُجعنا وفُجعت محا...
في لحظة فارقة، كان يُفترض فيها أن يطغى صوت الحكمة والقصاص العادل، تحت مضلة الدولة، فُجعنا وفُجعت محافظة شبوة بأسرها بجريمة التصفية التي طالت المواطن "باحاج" ، والتي أثارت سخطاً عارماً وإدانة شديدة الهجه من كل أبناء شبوة، قبائل وشخصيات ومواطنين، الذين رفضوا هذا الفعل واعتبروه انتهاكاً صارخاً للأعراف والقيم.
ولكن وبينما كانت شبوة تلملم جراحها وتعلن براءتها من هذا الفعل انبعثت من مستنقعات مواقع التواصل الاجتماعي روائح نتنة لنفوس مريضة وجدت فرصة سانحة لنفث سمومها وأحقادها الدفينة، إن ما نشهده اليوم من استغلال لا أخلاقي ودنيء لهذه الحادثة المؤلمة من قبل ثلة من "المأزومين" لهو سقطة مريعة تكشف عن انحطاط قيمي غير مسبوق، حيث تحولت منصات التواصل إلى مسرح للرقص على الجراح، حيث انبرى هؤلاء لشن حملة شعواء وممنهجة لا تهدف لنصرة مظلوم أو إحقاق حق، بل لغرض واحد دنيء يحاول الإساءة المتعمدة لشموخ قبائل شبوة وأبنائها الأحرار ، كما إن كمية الحقد الأسود التي طفحت بها منشوراتهم، ومقاطع الفيديو التي تقطر سخرية وتجريحاً، وتلك "الشماتة" المقيتة، لم تكن مجرد ردود أفعال عابرة، بل هي كاشفة عن نوايا خبيثة تتربص بهذه المحافظة الشامخة.
إن محاولات النيل من النسيج الاجتماعي الشبواني، والاستهزاء بقيمه ورجاله عبر تعميم الجريمة الفردية ووصم الجميع بها، هو فجور وإفلاس أخلاقي لا يمارسه إلا الجبناء ، ليعلم هؤلاء المرجفون أن شبوة وقبائلها أكبر من ترهاته