حين تسقط الأقدار، الغدر..!
خالد شوبه
فجعنا الأسبوع الماضي بالهجوم الإرهابي الغادر، الذي تعرضت له قوة سعودية خاصة تابعة لقيادة التحالف الع...
لا تستحق عدن هذا العبث الاداري و المالي و غياب دور السلطة القضائية الغير مبرر حتى الان ، ما الذي يحدث في عدن بالضبط ، الذي يحدث في عدن هو تدمير ممنهج لعدن وعلى كافة المستويات و الأصعدة ، كثير من مدراء المكاتب التنفيذية بعدن قد بلغوا من العمر عتيا والبعض منهم من تجاوز الأجلين وليس أحدهما بحسب قانون العمل و الخدمة المدنية ، منهم من بلغ أجل تجاوز العمر الافتراضي لمزاولة الوظيفة العامة أو إنتهاء المدة القانونية كموظف عام ، ومع هذا مازال كثير من المدراء متشبثين بكرسي الوظيفة العامة حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا .
مايقارب السبعين مدير عام لمختلف مرافق الدولة يحضرون أسبوعياً للاجتماع الدوري في ديوان محافظة عدن للتشاور و مناقشة الخطط الشهرية و الفصلية لنسب الإنجاز و الإخفاق و تعثر المشاريع و أي إختلالات أو أزمات تعصف أو عصفت بعدن ومع هذا لا تأثير إيجابي لتلك الاجتماعات أو اللقاءات إلا ما ندر .
أن يصر مدير عام منشاءات الغاز المنزلي بعدن في الاجتماع الاخير للمكتب التنفيذي الذي عقد في هذا الأسبوع بأن السعر الرسمي لإسطوانة الغاز 1200 ريال يمني فهذه كارثة ما بعدها كارثة وقعت على رؤوس العباد ، وهذا دليل قاطع على أن المدير يعيش في وادي و إسطوانة الغاز تعيش في وادي أخر من أودية عدن المآساوية ، الازدواجية و فارق السعر الكبير بين السعر الرسمي 1200 ريال و سعر السوق الذي تباع فيه إسطوانة الغاز بي 3000 ريال يمني جهاراً نهارا في ظل غياب تام للسلطة المحلية وعدم الرقابة الفعلية للأسواق في عدن بشكل عام سبب معاناة للموظف و المتقاعد و المواطن دو الدخل المحدود ، لماذا لا تفتح إدارة منشاءات الغاز في عدن نقاط بيع رسمية من خلال التعاون و التنسيق مع بعض المرافق الحكومية لتوفير مواقع للبيع المباشر للمواطن كمستودعات معاهد التعليم الفني الفارغة وغيرها من المواقع المنتشرة في جميع مديريات محافظة عدن ، البيع بالسعر الرسمي في السوق المحلي سيخلق منافسة وسيضطر المتلاعبين بالأسعار النزول عند رغبات المواطنين أو البديل نقاط البيع الرسمية ، ما نعانيه في عدن اليوم هو فشل إداري كبير و صمت مريب للسلطات المركزية و المحلية ومن يدفع ثمن ذلك الفشل هو عدن و المواطن فقط .
الكل سمع أو قد شاهد بحادثة محاولة إغتيال مدير عام مديرية صيرة الاستاذ / خالد سيدو نور في واقعة مهرجان الصهاريج قبل حوالي الشهرين وتقدم سيدو ببلاغ للأخ المحافظ عيدروس الزبيدي بواقعة محاولة إغتياله و الجناة معروفين في كريتر ، وجه المحافظ الزبيدي مدير الامن اللواء شلال بسرعة إحتجاز المطلوبين وحتى يومنا هذا لم يتم إحضار أحد ، إشتكى مدير عام صيرة خالد سيدو في الاجتماع الاخير للمكتب التنفيذي بأن المطلوبين في محاولة إغتياله يسرحون و يمرحون في أسواق و حواري كريتر و يمرون من أمام مكتبه متحدين بذلك سلطة المدير العام وغيرها من سلطات عدن ، وطالب سيدو نائب مدير أمن عدن الاخ أبوبكر الحاضر بالاجتماع نيابة عن شلال بضرورة القبض على أولئك المطلوبين .
إذا كان العقيد خالد سيدو نور مدير عام مديرية صيرة يشكي و يبكي من تقاعس الجهات الأمنية و ضعف دور القضاء فكيف بباقي الشعب من الموظفين و المطحونين وغيرهم ومن يحميهم من بلطجة البلاطجة ، وضع مزري وواقع أليم .
العدد الكبير و الغير مبرر لوكلاء محافظ عدن وكذلك لمستشاريه ولكثير من مدراء المكاتب التنفيذية في عدن سبب فوضى وزحام مروري مكتبي ، حتى قاعة المستثمر بديوان مكتب المحافظ التي تعقد فيها الاجتماعات الدورية لم تعد تتسع بسبب عددهم الكبير الذي تجاوز عدد الكراسي وصاروا يلعبون لعبة حجز الكراسي قبل كل إجتماع ، و أدى ذلك الزحام إلى حوادث إدارية فادحة أثرت على عدن إدارياً و معيشياً .
السيد المحافظ الزبيدي للمرة الألف إذا كانت عمليات الإقالة أو التغيير الذي ستجريها ستفسر بأنها إستهداف مناطقي أو حزبي أو شللي أقترح عليك بضرورة السرعة بتفعيل دور الجهاز المركزي للرقابة و المحاسبة للنزول إلى جميع المرافق الحكومية للقيام بدوره التفتيشي و الرقابي ، وأنا على يقين أن كثير من المدراء سيغادرون عدن على متن أقرب موعد لاقلاع أول طائرة من مطار عدن الدولي بسبب تلك الملفات المخزية التي تزكم الأنوف من على بُعد عشرات الكيلو مترات ، شريطة إعطاء الجهاز المركزي صلاحيات بإحالة ملفات المتورطين من المدراء إلى نيابة الاموال العامة و التحفظ على من تثبت إدانته .
السيد المحافظ السكوت عن هكذا أوضاع و ممارسات يعتبر شراكة في الجرم المشهود بحق عدن و أهاليها .
*لك الله يا عدن*