حين تسقط الأقدار، الغدر..!
خالد شوبه
فجعنا الأسبوع الماضي بالهجوم الإرهابي الغادر، الذي تعرضت له قوة سعودية خاصة تابعة لقيادة التحالف الع...
متى سنستوعب و سندرك أن الإعلام وسيلة للوصول لهدف سامي ألا وهو توعية المجتمع و النهوض به نحو الأفضل وليس الاسوء ، متى سنستوعب و سندرك أن بالأعلام سنعري الفاسدين و نكرم الشرفاء الناجحين وليس العكس ، متى سنكون مرأة للسلطة ترى من خلال الاعلام سلبياتها وتقوم بتصحيحها و مراجعتها ، و نبين لها مكامن الفشل و كيفية الخروج منه والوصول لطريق النجاح ، متى سيستوعبون أولئك المسؤولين أن الإعلام قد يخدمهم و يكشف لهم ما كان يخفيه بعض من بطانتهم الفاسدة عن وضع الوطن الكارثي و حال المواطن التعيس البائس .
متى سيأخذ الاعلام الوطني دوره الريادي و يوجه الحاكم و سلطته نحو المستقبل المشرق الواعد وليس نحو الصراعات الداخلية و المناطقية و المستقبل المظلم المجهول ، الاعلام و دوره السلبي وخصوصاً في مجتمعنا الشبه جاهل سببه الدخلاء على مهنة الاعلام من أجل الإسترزاق السريع ، ليس جاهل بالقرأة و الكتابة لكان ذلك أهون و أيسر ولكن تكمن المصيبة بالفئة المثقفة المتعلمة من بعض الإعلاميين والتي أصبحت بغالبيتها فئة ساهمت بشكل كبير في معاناة شعبها و تدمير وطنها للاسف الشديد من خلال ما تكتبه من تفاهات و شائعات و أخبار مفبركة من أجل مصالحها الحزبية والمادية فقط .
أمر محزن للغاية أن تصبح بعض من الفئة المثقفة هي الجاهلة ليست جاهلة بأبجديات الحروف العربية ولكنها جاهلة بمصلحة وطنها و التضحية من أجله ولو بالكلمة الصادقة النابعة من القلب والضمير الحي التي ستصل حتماً إلى مسامع وقلوب الناس جميعاً .
صارت الكلمة اليوم لدى الكثير من الكتاب و الإعلاميين سلعة رائجة تباع و تشترى و تنمق و تزخرف ولا يهم كيف يكون محتواها فهي لمن يزايد بدفع ثمنها ، ولا يهم من هو المشتري مع الوطن أو ضده أو لمن تباع تلك الحروف المهم أن تدخل بالجيب تلك الألوف .
حتى الحروف جففناها من معانيها و أفقدناها قوتها و علبناها للتصدير ، حتى الحروف سخرناها لأهوائنا ولأغراضنا المادية الشخصية فكانت النتيجة كارثة إعلامية و إنفلات إعلامي لا سابق له في وطني ، بإسم الوطنية الزائفة يتخلى البعض عن وطنيتهم وواجبهم الوطني إذا تأخر المعلوم نهاية الشهر وينظم للفريق المضاد وبكل سهولة .
البعض وبكل وقاحة و صلافة يطلب ثمناً لكلمة أو حرف يكتبه أو تغطية إعلامية يقوم بها من أجل وطنه وممن يطلبها هنا تكمن المصيبة و الفاجعة ، وصلنا لمستوى الحضيض الفكري و الثقافي و الإعلامي و أصبحت الثقافة والإعلام مصدر من مصادر الاستثمار و الارتزاق الغير مشروع ليس إلا ، إلا من القلة القليلة الوطنية من بعض الإعلاميين الشرفاء ، *ليس عيباً أو جرماً بأن تتقاضى أجراً على مجهودك الاعلامي ولكن خدمة الوطن أولا* .
تفاجئت عندما تجاذبت أطراف الحديث مع أحد الإعلاميين الجنوبيين المشهورين جداً حول القصور بالتغطيات الإعلامية و التقارير الإخبارية عن أوضاع الخدمات المتردية و تهالك البنية التحتية لمدينة عدن ، فقال وبكل وقاحة من سيدفع ثمن تلك التغطية أو ذلك التقرير الإخباري ، البعض أخد من جهة ما أموال أو دعم مالي كما يحبون أن يسمونها لغرض فتح مراكز دراسات أو مواقع إخبارية و أخدوا تلك الاموال ولم يقدموا ما وعدوا به
( عمليات نصب و إحتيال من الدرجة الاولى بحق من ساعدونا ) ، ماهكذا العمل الاعلامي الوطني الصحيح يا نكبة المجتمع .
*لك الله يا وطن*