حين تسقط الأقدار، الغدر..!
خالد شوبه
فجعنا الأسبوع الماضي بالهجوم الإرهابي الغادر، الذي تعرضت له قوة سعودية خاصة تابعة لقيادة التحالف الع...
نعم هذه هي الحقيقة التي لن يكتب عنها الكثيرون و سيتهرب الكثيرين عن كتابتها و القليلون فقط من سيكتبون عنها من أجل المصلحة الوطنية العليا .
نحن دولة فقيرة ليست بالموارد و الثروات بل فقيرة بالأمانة و الوطنية و التضحية من أجل حياة كريمة للمواطن الفقير ، فقراء بالمسؤولين الذين يقدمون مصلحة شعبهم ووطنهم على مصالحهم الشخصية الضيقة ، فقراء بالشجعان الذين لا يهابون الموت في سبيل قول كلمة الحق و إظهار الحقيقة .
عدن فعلاً كانت ضحية أنانية الرئيس هادي ، الرئيس هادي تحالف مع الاخوان المسلمين ( حزب الاصلاح ) بسبب ضعفه الواضح وعدم إمتلاكه لأدوات القوة التي تمكنه من التشبث بالسلطة لأطول فترة زمنية ممكنة ، لا يمتلك الرئيس هادي حزب كبير و قواعد حزبية تقف بجانبه كحزب مؤتمر صالح ولا يمتلك قوات عسكرية كبيرة تنصاع له في أي وقت ، وقد فشل مراراً و تكراراً في تأسيس قوات موالية له رغم إصداره كثير من القرارات الجمهورية بتكليف مقربين و موالين له ، الرئيس هادي لا يمتلك حاضنة شعبية في مسقط رأسه في محافظة أبين و الدليل تخلي أبين عن هادي في أكثر من حدث و مناسبة مثل حصاره في صنعاء و هروبه من عدن بعدما تخلت عنه لجان و قبائل أبين ، هادي لا يمتلك قاعدة جماهيرية لدى الشعب و خصوصاً في جنوب اليمن وعدن بالخصوص ويظهر ذلك من خلال الدعوات المتكررة للاحتشاد وعدم الحضور الجماهيري لتأييد الرئيس هادي في عدة مناسبات ، بعد تلك الأسباب السالفة الذكر توجه هادي للتحالف مع حزب الإصلاح كنوع من الحماية له لما يمتلكه الحزب من نفوذ قبلي و جماهيري و عسكري رغم تخلي الاصلاح عن هادي في صنعاء و تركه محاصراً ليواجه مصيره المجهول ولم تخرج مسيرة أو تظاهرة إصلاحية واحدة تندد بحصار الرئيس هادي في منزله ، وهنا بدأت بداية التضحية بعدن التي أعادت لهادي كرسي الرئاسة و كرامته .
كلنا نعلم أن دولة الامارات العربية المتحدة في عداء تام مع الاخوان المسلمين بسبب محاولتهم الفاشلة بقلب نظام الحكم في الامارات ، أتت الامارات لتحرير عدن و قدمت الغالي و النفيس وكلها حيوية و أمل في جعل عدن أنموذج مصغر من مدينة أبوظبي أو دبي ، بعد تحرير عدن مباشرة أرسلت الامارات وفد فني و إداري و هندسي رفيع المستوى لجميع المرافق الحيوية لاعادة تأهيل البنية التحتية المنهارة و المتهالكة في عدن وكان ذلك تحت إشراف نائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء المهندس خالد محفوظ بحاح ، الجميع من مسؤولي المرافق الحكومية في عدن قد زارو أبوظبي من دون إستثناء لتبادل الخبرات و التأهيل للزمن القادم الجميل ، ورفعت المقترحات و المعالجات للكهرباء و المياة و الطرقات و المطار و الميناء و الاتصالات وووووووو وحتى تصاميم لبناء كلية الشرطة في معسكر الصولبان كانت جاهزة للتنفيذ ، وبدأ العمل الإسعافي الطارئ للكهرباء من دفع ديون شركات الطاقة المتأخرة و رواتب وغيرها و بلغت مائة مليون دولار و غيرها للمياه و المطار و حتى قصر المعاشيق أعادة بنائه و تأهيله الامارات .
وفجأة ودون مقدمات أو أسباب جوهرية ضغط الاخوان المسلمين على الرئيس الضعيف و أقال هادي بحاح ولم يكن بحاح على علم بتلك النية المبيتة ولم يكن البحاح هو المقصود بتلك الإقالة بل كانت رسالة موجهة من الاصلاح للامارات في عدن بطريقة سعيكم مشكور و أنتهى دوركم الان و أرحلوا ، وظهر جلياً دور الاصلاح في نشوب الأزمة من خلال تعيين الجنرال الإخواني على محسن الاحمر نائب للرئيس ألد أعداء الامارات و تعيين ربيب عفاش رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر و أكتمل ثالوث الفشل ، تلك التعيينات كانت واضحة المعالم وهي إعلان الحرب على الامارات من قبل هادي في عدن بعد تعيين أعدائها ، توقفت جميع المشاريع الإماراتية في عدن و ذهبت تلك المقترحات و التصاميم أدراج الرياح و تحولت أموال تلك المشاريع العدنية لمحافظة حضرموت و سقطرى و نهضت تلك المناطق بسرعة لانها كانت بعيدة عن مركز سلطة هادي و أرادت الامارات توصيل رسالة للشعب في عدن أن هادي هو من نكر الجميل وعض يد أمتدت إليه في وقت الشدة .
بدأت المشاريع الإماراتية تعود إلى عدن بعد عدة أشهر من الانقطاع التام و أغضب ذلك الاخوان المسيطرين على الرئيس هادي و أفتعلوا واقعة مطار عدن الدولي المشؤومة ، كان بالإمكان حل مشكلة مطار عدن الدولي بطرق سلمية أخرى أو بإستدراج أبو قحطان لخارج المطار و إعتقاله و أنتهى الموضوع ، بل كان أبو قحطان يذهب مراراً و تكراراً لقصر المعاشيق دون أن يعتقل وهنا يكمن السؤال ، لم يتم التنسيق أو إشعار القوات الجوية الإماراتية المتواجدة في مطار عدن التي تقوم بتأمينه منذ تحرير مدينة عدن ، تم إستدعاء اللواء الرابع حرس رئاسي بقيادة العقيد مهران القباطي من منطقة البقع في صعدة و إعطائه الأوامر بنقل جميع قوات وعتاد اللواء خلال أربعة أيام فقط وعلى وجه السرعة إلى عدن من أجل ماذا ، وتم تحريك قوات مليشياتية من دار سعد و المنصورة و الممدارة وغيرها لحصار و إقتحام المطار رغم أن قوات أبو قحطان لا يتعدى قوامها العشرات من الأفراد ، شعرت القوات الجوية الإماراتية أن الموضوع ليس حصار أبو قحطان ولا إقتحام المطار لتنفيذ أوامر رئاسية بل لإخراجها هي من المطار بالقوة المسلحة وسبق ذلك حملة إعلامية شرسة ضد الامارات من قبل جهات موالية للرئيس هادي .
لو لم تتدخل القوات الجوية الإماراتية و حسمت موضوع المطار خلال الدقائق الاولى كيف سيكون وضعها لو حدث الحصار و إقتحام المطار وهي متواجدة فيه ومن سيضمن عدم إستهداف القوات الجوية الإماراتية و طائراتها المقاتلة المتواجدة في مطار عدن ، وكيف سيكون وضع الامارات لو أستهدفت طائراتها و قواتها من قبل مليشيات و مجاميع مسلحة مجهولة ، لهذا أستدعت السعودية الرئيس هادي للرياض على وجه السرعة ولماذ رفض هادي مقابلة رئيس الاستخبارات الإماراتية الشامسي في الرياض .
وهل ستستأنف الامارات بعد تلك الاحداث المؤسفة المشاريع و المنح و الهبات لهادي و حكومته في عدن أم ستتوقف و تمتنع عن الاستمرار في تلك المشاريع التي بالكاد بدأت تعود بعد إنقطاع دام لأشهر عديدة ، الله وحده العالم بذلك ، على الرئيس هادي أن يعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي من خلال إقالة الجنرال الاحمر و بن دغر و تعيين نائب له .
*لك الله يا عدن*