المنظمات الدولية وتجاهل منشآت أبين الرياضية
محمد السوكة
نعم.. خطوات جبارة تشكر عليها، وتستحق ان تقوم بها بكل المحافظات المحررة دون استثناء، ولكن ما تقوم به...
كثيراً ما نسمع عبر وسائل الاعلام المحلية و العربية و الدولية من الرئيس هادي و أعضاء حكومته بضرورة التمسك بالمرجعيات الثلاث كشرط أساسي لاي تسوية سياسية قادمة للخروج من الأزمة اليمنية ، المبادرة الخليجية و قرار مجلس الامن و مخرجات الحوار الوطني والتي أصبحت جميعها وسائل غير مشروعة يستخدمها هادي لتشبث بالسلطة لأطول فترة زمنية ممكنة .
بسبب تسارع الاحداث الدولية و إنشغال العالم بها و تردد و تقاعس تام من قبل المملكة العربية السعودية قائدة التحالف العربي في حماية مكتسبات عاصفة الحزم إنفرد هادي بقراراته و قيادته للسلطة الشرعية بطريقة هستيرية وشللية أساءت كثيراً للمملكة العربية السعودية تحديداً كون تلك القرارات كانت تصدر من عاصمتها الرياض ، الغالبية من الشعب في جنوب اليمن عموماً وعدن بالخصوص باتت تشك بالموقف السعودي من هكذا قرارات و ممارسات لا منطقية من قبل الرئيس هادي و حكومته الفاشلة ، هل تدرك السعودية بأن موقفها المريب من الرئيس هادي قد تدفع بسببه ثمناً باهظاً وتذهب بماقد أنجزته من نجاحات عسكرية و سياسية ، وهل تدرك السعودية بأن حليفها الأوحد و الأكبر بالتحالف على المستوى العسكري و السياسي وهي الامارات العربية المتحدة باتت على وشك الانسحاب من التحالف العربي بسبب ما تعانيه من الرئيس هادي و حكومته من حرب إعلامية و إستهداف واضح لرموزها وما أنجزته في عدن من إغاثة و مشاريع البنية التحتية التي لم تستطيع إنجازها بسبب العاراقيل و إفتعال الازمات في طريق الامارات لإفشالها في عدن من قبل الرئيس هادي و بطانته .
هل تستطيع السعودية سد فجوة الانسحاب الاماراتي من اليمن ، الدولة الوحيدة التي نشرت جنودها على الارض اليمنية من مأرب و حتى حضرموت مروراً بعدن و لحج و المخا و شبوة وسقطرى وغيرها من المناطق اليمنية الاخرى ، بينما أقتصر التواجد العسكري السعودي في مأرب فقط ، وهل تستطيع السعودية نشر جنودها في تلك المحافظات و المناطق اليمنية بعد إنسحاب الامارات منها ومن هي هذه الدولة القادرة على تلبية الطلب السعودي الكبير و الخطير و الطارئ .
الاستمرار بالقرارات الغير مدروسة و الارتجالية التي يصدرها الرئيس هادي والتي تشتم منها رائحة الإقصاء و التهميش و محاربة الشركاء لم تعد خيار صائب في هكذا مرحلة وفي ظل تردي الاوضاع السياسية و الخدماتية في العاصمة المؤقتة عدن ، إقالة المحافظ الزبيدي و الشيخ هاني بن بريك هي القشة التي قصمت ظهر هادي البعير ، خروج مئات الآلاف في تظاهرات و مسيرات منددة بالشرعية و الرئيس الشرعي وفي عاصمته المحررة المؤقته عدن لها مدلولات كبيرة و خطيرة على المستوى الداخلي و الإقليمي و الدولي ، كونها أول تظاهرة ضد الرئيس الشرعي في عدن بعد التحرير بغض النظر عن حجمها وبما ستطالب به ، هادي أشعل نار ستحرقه داخلياً و خارجيا و ستضعفه كثيراً أمام خصومه هناك في صنعاء .
الحرب لم تضع أوزارها بعد ، الانتصارات العسكرية و السياسية كانت كبيرة للتحالف في اليمن من تحرير عدن و الجنوب إلى تأمين ممر مضيق باب المندب الدولي الهام وصولا لتحرير ميناء المخا الاستراتيجي والذي أنتزع من مخالب المليشيات الانقلابية و بمجهود قوات المقاومة الجنوبية الوطنية وبدعم و إسناد إماراتي لا محدود ، والعدو أصبح منهار عسكرياً ومعنويا و مالياً وعلى وشك الاستسلام ، الامارات راحلة راحلة عسكرياً عن عدن واليمن في يوم ما هذه سنة الحياة ، ولكنها كعادتها إمارات الخير أرادت أن تصنع شيء من لا شيء و خصوصاً في عدن و الجنوب ، فحاولت مراراً تكراراً تأسيس جيش وطني محترف جنوبي الهوية و النفس لغرض تصحيح الوضع السابق الغير صحيح وسد الفجوة الكبيرة بين القوات الشمالية و الجنوبية في اليمن لخلق توازن يضع أسس جديدة لعلاقة مبنية على الاحترام المتبادل و الشراكة الحقيقية في البناء و إدارة الدولة والحد من نظرية الضم و الإلحاق التي تسيطر على العقلية الشمالية وكون الجنوب و الجنوبيين ضعاف وأسهل ما يكون هو غزوهم و السيطرة عليهم بكل يسر و سهولة .
حقيقةً رغم المؤمرات و العراقيل التي تضعها سلطة الرئيس هادي أمام الامارات في عدن و الجنوب ومع هذا قدمت الامارات الكثير و الكثير والذي لا يقدر بثمن للجنوب و الجنوبيين ، فقد أخرجتهم من فوبيا الشماليين و حررت عدن و الجنوب من المليشيات وبمشاركة قوية و فعلية من قبل رجال المقاومة الوطنيين الشرفاء ، وبعد المحاولات المتكررة لإفشال تأسيس الجيش الجنوبي الوطني و الامن عادت الامارات مرة أخرى لتأسس قوات الحزام الأمني التي بالفعل أمنت عدن وحافظت على الامن و الاستقرار وأعادت تطبيع الاوضاع في عدن مرةً أخرى .
الان وبعد ذلك السرد لدور الامارات المحوري والهام في التحالف العربي ماذا سيكون رد ووضع السعودية بعد مليونية الخميس ، إذا لم تتدارك السعودية فعالية الخميس بمراجعة فعلية بتحالفها مع الرئيس هادي و إعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي و إجبار و إلزام الرئيس هادي بتوافقية القرارات الجمهورية و إعتبار الجنوبيين و خصوصاً الحراك الجنوبي شركاء أساسيين في السلطة و القرارات وليس مجرد كروت تستخدم في أوقات الشدة و الانفلات الأمني و ترمى و تحرق في أوقات الرخاء و الاستقرار فحينها فقط يمكن فتح صفحة جديدة ًو بمواثيق وعهود جديدة ، مالم ستضع السعودية عاصفتها العسكرية في الجنوب و عدن على المحك داخليا و إقليمياً و دولياً ، و ستخسر السعودية شريك أساسي وقوي و موثوق به ألا وهو المقاومة الجنوبية التي تعتبر لاعب رئيسي على الارض في ساحات المعارك من المخا وحتى الحدود السعودية ، صحيح بأنه لن تحدث إنسحابات كبيرة وسريعة للجنوبيين من جبهات القتال ولكن مجرد إنسحاب البعض سيدفع الآخرين إلى إعادة التفكير ملياً بالانسحاب مستقبلاً معرضا ً التحالف العربي لهزيمة نكرا لم يكن يتوقعها ولم تكن ظمن حساباته و خططه ولن يكون هناك رابح غير المليشيات الانقلابية في صنعاء.