حين تسقط الأقدار، الغدر..!
خالد شوبه
فجعنا الأسبوع الماضي بالهجوم الإرهابي الغادر، الذي تعرضت له قوة سعودية خاصة تابعة لقيادة التحالف الع...
لقطر وضع إستثنائي يختلف عن الوضع الكويتي و العماني من حيث تبني وتمويل هرم السلطة القطرية للأفكار و المشاريع التآمرية التخريبية و الجماعات الارهابية تجاه دول الجوار خصوصا والإقليم و العالم عموما .
الكويت تختلف عن قطر حيث أن الأسرة الحاكمة آل الصباح بعيدة كل البعد عن شبهة التورط بالدعم المادي أو حتى المعنوي لأي من التنظيمات أو الجمعيات سالفة الذكر , دور الكويت سيأتي بطلب و بترحيب من الأسرة الحاكمة للكويت آل الصباح بسبب تنامي و تعاظم النفوذ الإخواني و العشائري و الشيعي في الكويت على حساب نفوذ آل الصباح مما سبب ضعف وشلل تام بنظام الحكم للكويت , وظهر جليا ذلك الضعف و التردد من خلال مواقف و تحركات الكويت أكانت إقليميا كحرب اليمن و مشاركتها الرمزية رغم ماقدمته السعودية من دعم لا محدود وفتح قواعدها و أراضيها وكل ما تملك من أجل تحرير الكويت أم في مواقف و تحركات الكويت على المستوى الإقليمي كالازمة السورية و الليبية و المصرية وغيرها .
كانت مواقف الكويت دائمآ غير واضحة و مخيبة للآمال بدليل الوقوف على الحياد في الازمات و الحروب التي أتت على المنطقة و العالم العربي , كل تلك المواقف كانت لا تعبر عن إرادة و توجه آل الصباح وفضلت سياسة النائي بالنفس لكي لا تسبب أزمات داخلية قد تعصف بالكويت و حكامها .
اليوم وبعد حصار قطر وبسبب الظروف المواتية و المزاج الخليجي و العربي و العالمي المهيئ للوقوف بحزم ضد من يمول و يهدد السلم الإقليمي و الدولي حان دور الكويت , أحزاب شيعية كحزب الله الكويتي وغيرها من الاحزاب و التنظيمات و الجمعيات و الشخصيات صارت تجاهر بدعمها المالي و العسكري و السياسي و الاعلامي للمليشيات الشيعية في العراق و سوريا و اليمن وغيرها من دول العالم ضاربة بعرض الحائط بمصالح الكويت و الكويتيين وأمنهم القومي , إخوان الكويت و جمعياتهم صاروا يتفاخرون بدعم كثير من الجمعيات و الأحزاب في كثير من دول العالم العربي و الأفريقي و الغربي على مرئ و مسمع من الحكومة الكويتية العاجزة عن إتخاذ أي قرارات أو إجراءات ضد تلك الأحزاب أو الجمعيات الكويتية التي سببت لها حرج و مشاكل لا حصر لها مع دول كثيرة من خلال تعاملها المباشر مع الأفراد و الاحزاب و الجمعيات متجاوزة بذلك الانظمة والقوانين لتلك الدول , سترفع قائمة بالأحزاب و التنظيمات و الجمعيات و الشخصيات الكويتية الداعمة و الممولة للارهاب و التنظيمات الإرهابية و الجمعيات المشبوهة أكانت شيعية أم سنية أم قبلية أم مستقلين و ستتعرض تلك القائمة المذكورة أنفا للعقوبات و الملاحقة القانونية الجنائية وبهذا تنتهي أسرة آل الصباح من كابوس ظل يؤرقها لسنوات عديدة ويعيد لها سلطتها المفقودة و مجدها الغابر .
عمان ظلت هاجس يؤرق دول مجلس التعاون لسنوات طويلة بسبب سياسات و تصرفات السلطان قابوس المتناقضة و المتعارضة دائما مع مبادئ قيام مجلس التعاون الخليجي , قابوس المنطوي المنعزل أصبح جل تفكيره و تخطيطه ينصب في كيف و متى يتنقم من الدول الخليجية المجاورة أكان ذلك بسبب عقدة نفسية أم مطامع في ثروات و أراضي الدول المجاورة وحتى اليمن لم تسلم من تلك المطامع العمانية إلى عهد قريب , مذهب الأسرة الحاكمة بعمان الشيعي الإباضي القريب من الفكر و المذهب الإيراني وهو من جعلها تميل لإيران أكثر منه للدول الخليجية و العربية وهذا سبب الغربة و العزلة الشديدة التي يعيشها المجتمع العماني وسلطنته .
وضع عمان قريب من وضع قطر مع الإختلاف بالإمكانيات المادية بين الدولتين , فعمان الفقيرة مقارنة بدول الخليج الأخرى سخرت إمكانياتها وقدراتها لدعم مشاريع إيران و خصوصا باليمن لقلب نظام الحكم لصالح مليشيات إيران الحوثية , سفن تهريب السلاح الإيرانية إلى اليمن جيهان 1 و جيهان 2 كانت تبحر و تتمون من ميناء صلالة العماني قبل دخولها للمياه الاقليمية اليمنية و تقوم بتفريغ شحنات السلاح الإيراني , غامرت عمان بدعم إيران في اليمن وكانت تتوقع نجاح المشروع الإيراني و أدواته في اليمن (الحوثي ) , بعد سقوط صنعاء أيقنت عمان بنجاح الخطة و بنصر مؤكد و مؤزر لإيران في اليمن مما شجعها على المشاركة الفعلية الميدانية من خلال هبوط طائرات سلاح الجو السلطاني العماني في مطار عدن الدولي لنقل أعضاء خلايا حزب الله اللبناني التجسسية التخريبية المفرج عنهم من قبل مليشيات الحوثي بقوة السلاح من سجون الأمن القومي بصنعاء وكذلك نقل متهمي سفن تهريب السلاح الإيرانية المحتجزين في السجون اليمنية إلى عمان ومنها لدولهم بطريقة غير شرعية .
المغامرة العمانية بهبوط طائراتها العسكرية السلطانية دليل واضح وصريح على التورط العماني بالازمة اليمنية ووقوفها مع الطرف الانقلابي المليشياتي ضد الحكومة الشرعية اليمنية المعترف بها دوليا وهذا إعتداء سافر و خرق واضح من عمان للقوانيين و الأعراف الاقليمية و الدولية , كان الاحرى بالعمانيين إن كانوا يمتلكون بعض من الذكاء إستئجار طائرات مدنية لشركات مجهولة لنقل المتهمين ولكنها فضلت المشاركة العلنية بطائراتها العسكرية في عمليات التهريب .
فتحت عمان قصورها و فنادقها و أراضيها لزعماء المليشيات الانقلابية الحوثية و العفاشية وسهلت لهم اللقاءات و الإجتماعات بالمخابرات الإيرانية وغيرها, مع العلم بأن غالبية دول الخليج كانت بحالة حرب مع تلك المليشيات في ذلك الوقت و فقدت دول الخليج عدد من شبابها على تراب الارض اليمنية و نحسبهم شهداء ولا نزكي على الله أحدا .
كادت عمان تلحق بدول الخريف العربي في عام 2011 م , لولا تدخل دول الخليج وفي مقدمتها السعودية و الإمارات فقد قدمتا دعم مالي عاجل وصل 10 مليار دولار دفع منها سلطان عمان قابوس بن سعيد مبلغ 2000 ريال سعودي شهريا كمساعدة لكل شاب عماني عاطل عن العمل حتى يجد فرصة للعمل وهكذا نجت عمان , لم ولن تقدم إيران لعمان أو لغيرها أي مبالغ نقدية كدعم أو حتى مشاريع خدماتية أو تنموية إطلاقا .