صدى الحقيقة : متابعات
يلعب النوم دور رئيسي في حياة كل شخص فهي الفترة التي تسمح للجسم بالتعافي ليبدأ يوم جديد قادر من خلاله على أداء وظائفه فالنوم هو من يمكن الناس من التفكير بوضوح والعمل بفاعلية وزيادة الإدراك ونظرا لأهمية هذا الدور حدد العلماء عدد الساعات الأمثل التي يحتاجها الجسم للنوم للقيام بهذه الأدوار واختص البالغين بالنوم لمدة تتراوح بين 7 إلى 9 ساعات كل يوم.
ومع ذلك فإن بعض المشاهير مثل الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ورئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارجريت تاتشر قد أعلنوا انهم يكفيهم فترة نوم أقل من 5 أو 6 ساعات لقيام جسمهم بكل بوظائفه المطلوبة منه وكأنه نام الفترة الطبيعية من 7 إلى 9 ساعات يوميا وفي رحلة البحث عن الأسباب تم اكتشاف السر.
وأشار العلماء بحسب موقع لايف ساينس أن مثل هؤلاء الأفراد يمكن أن يكون لديهم "متلازمة النوم القصير" وهي حالة يمكن أن يحقق فيها الأشخاص نفس مستوى راحة النائم التقليدي ولكن في فترة زمنية أقصر دون أي تأثير سلبي مثل النعاس المفرط أو ضعف الإدراك أو تدني الحالة المزاجية أثناء النهار بل يشعوروا أنهم مشرقون ومستيقظون حتى مع نوم أقل مما هو موصى به.
وأكد العلماء وفقا لبحث تم نشره في مجلة "Sleep" على أن العوامل الجينية هي التي تحدد إذا كان الشخص مصاب بمتلازمة النوم القصير ام لا خاصة وأن النوم لفترة قصيرة كل ليلة ليس شيئا يمكن للناس تدريب أنفسهم على القيام به.
وتوصلت الدراسة إلى أن طفرات معينة في جين يسمى "BHLHE41" المرتبط بالنوم قصير ومقاومة الحرمان من النوم يمكن أن تقلل من فترة النوم الكلي واكدت دراسة أخرى تم نشرها في مجلة "Neuron" أن الإصابة بهذه الطفرات تعد أمر نادر حيث تبلغ نسبة الإصابة بها 4.028 لكل 100 الف شخص.
ونظرا لأن احتمالات إصابة شخص ما بمتلازمة قصر النوم ضئيلة جدا بسبب طبيعة الطفرات النادرة والتي تصيب 1% فقط من سكان العالم فإن العلماء اعتقدوا أن الغالبية العظمى من الناس الذين يدعون أنهم يحتاجون فقط إلى 6 ساعات أو أقل من النوم بشكل روتيني ليشعروا بالراحة مع الحفاظ على لياقتهم البدنية غير مصابون بمتلازمة النوم القصير بشكل فعلي.
وافترض العلماء أن هؤلاء الأشخاص قد اعتادوا على النوم لفترات قصيرة خلال أوقات نعينة من حياتهم ولكن ليس طوال حياتهم بأكملها كما يفعل النائمون القصيرون بشكل طبيعي وخاصة المشاهير منهم الذين اعتمدوا على تصدير هذه الصورة باعتبارها مفتاح النجاح.
صحيح أن الأشخاص الذين ينامون لفترات قصيرة قد يكونون في ميزة لأن لديهم ساعات أكثر من يومهم للعمل فيها ولكن ليس بالضرورة وبالنسبة لبعض الشخصيات الشهيرة قد تكون قصة النائم القصيرة جزء من أساطيرهم العامة.