صدى الحقيقة: متابعات
صدى الحقيقة: خاطرة : بقلم : ايمان أحمد الخليفة
ها قد دقَ ناقوسُ الحبِ متفرجاً يجاهدُ في إقحامِ نفسه بدورٍ بطولي لمخرجٍ لايطيق وجوده، فيتراءى إلى مسامعي على بعدِ شارعٍ من محطة لقاءنا صوت دراجتك النّارية التي ولطالما حفظتُ فونيماتها الصوتية عن ظهرِ قلب، وما أحزنني أنّ الصوتِ لايزالُ يتمعن في الابتعادِ فأشعر باختناقةٍ على أثر انقباضةِ قلبي لهولِ مصاب ابتعادك فيحزن الصمتُ على حزني، يضج عقلي بآلاف الفكر لأحمّلك على الاقفالِ عائداً إلي, أطلبُ رقمك على الهاتف ليدين ترتجفان هلعاً وتنزفان قهراً لتصدني بالصدود المعتاد، فأرنو إليك بنظرةٍ منكسرةٍ من التعب الممزوج بالعتب وأصرخ مستجيرةً لعل صراخي يفلحُ في إعادتك إلي، لأجدني قد استيقظت من وهمِ كابوس فقدك يوقظني صوتك الحاني الذي خلته شمسُ آذار بعد انقضاء أربعةِ أشهر من سطوة الشتاء القارص بروحانيته المعتادة أراني في غرفتنا على سريرنا وأنا بين ذراعيك، فأثبُ إلى صدرك وأتمسك بعنقك بشدة وبصبرٍطفولي شديد اللهجة، تضمني إليك بكل ما أوتي البشر من قوة تطحن عظامي لقطعٍ ضئيلة تدخل أحشاءك بتناغم لتنسجم مع دماء قلبك محبوبي فتعيد تشكيلي بداخلك انثى من حب لأصبح أنثى صارخة بجسد طفلةٍ صاخبة، تسألني لماذا الحزن يزعج فراشتي؟ فأقصُ عليك عليك تفعيل ذاك الحلم المزعج تأكيده عفوياً بتعابيري الذي ترديك ضاحكاً وأنا أعيش ناراً وتضمحل ملامحي المتوجسةُ تارةً أخرى لتمتص حزني بقبلة عابثةٍ مخادعة فتلتبس شفاهنا معاًفتطمئن روحي، تبتسم بصفوٍ يعيد إلى قلبي توازنه تمسح دموعي بيديك لتمطر دنيا الغرام قلوباً تعجُ بالنبضات العاشقة، فيهدأ روع قلبي وأعود إلى رباطة جأشي وأنا في أحضان معذبي وجلادي، معذبي الذي مهما بحثتُ لأعوام ٍ وأعوام في عداد أشراف رجال العالم فلن أجدَ له الشبيه، تقول لي: انتظري قليلاً أنا أعرفُ ماالذي يُسعد وردتي تنهض إلى خزانة ملابسنا لتعود إلي محملاً بسترتي البنية، تُلبسني إياها عشقاً ومودة لارتدي أنت سترة رمادية صوفية فأعود بذاكرة إلى ماضي اللقاء الأول، تحملني على أعتاب كتفك فأتشبث بعنقك مخافةَ الوقوع فابتسم على طفولتي الشقية التي لن تتغيروعنادُ قلبي المسبب الأول والمصعّد لأي خلاف بيننا؛ لنخرج معاً إلى حديقة المنزل نشتم عبق العشب الأخضر المخضب بندر المطرالمنهمر بغزارة على سفح قلبي، كان المنظر معجزةً ربانية من الجمال أ بدعها المولى جل وعلا من الجمال، كان صوت قطرات المطر ينعشُ قلبي ويتغلغل كما النسيم العليل إلى ثنايا روحي فيغسلها من الحزن، وتتمايل أغصان الأشجار محدثةً جلبة راقصة، كان المشهد لوحةٍ فنية متكاملة واللونُ الأخضرُ المشبع بظلام الليل يكتسحُ المكان، كنتَ تمسك بيدي تارة وتضمني إلى صدرك تارة أخرى تحادثني وتمسحُ عن قلبي مرارة الفراق ، تعزفُ لنا مكونات الشتاء معزوفة رومنسية لتسري بجسدي فأراقصك بانسيابية مغرمة، قشعريرة قربك وتشاركنا حيوانات الحديقة فرحنا لتجتمع جمالية الحدائق متناسبة مع الحرائق الملتبهة في مشاعر فؤادي، أشعر بحاجتي للكلام فتقطع كل حروفي الهزيلةُ بقبلةٍ تطولُ وتطول إلى مابعد بعدَ السرمدية، فأثب إلى صدرك وأضمُ قدماي على خصرك فحبي إليك مقررٌ مسلمٌ فيه لا يحتمل ُ الابتعاد انشاً عن حضنك تطوف بي في أركان العشق وفي هواك أنا في مهد الغرام رضيعة تعلمت منك كل فنون الهوى، فيغزوني الرعب من رنين هاتفي لا ستيقظ من حلمي للمرة الثانية هاتفي الذي يعلنُ عن مكالمة صوتية واردة تحمل في طياتها اسمك انظر للساعة فأجدها الثانية عشرةَ منتصف الليل وأجدني هذه المرة في غرفتي أحتضن لعبتي وأرتدي يترتب البنية ذات الخطوط السكرية ، رباه ما أغرب التاريخ كيف أعادني ست سنواتٍ إلى اول لقاءٍ بيننا الى ذكرى أولِ عناق ورائحة عطرك لاتزال تحتضن سترتي ومااجمله من عطر اللقاء الأول اخلعهاواحضنها بعد استهجاني لنفسي كيف وتجري على لمسها وانا التي حرمت على نفسي اي شيء يجعل عطرك يختفي عنها ، فأنذكر انك لازلت تنتظرني على الهاتف أرد عليك بلهفةٍ عاشقة أحادثك فأتفاجأ بحديثك البارد الذي تتجاوز برودته صقيع بلادي في أول شهرين من العام، تفتعل كعادتك الحمقاء خلافاً فتغلق السماعة في وجهي ويعتصر الحزن فؤادي، أحزن انكسر انهزم أمام دموعي التي تتساقط بغزارةٍ محاولة أن تثلج صدري المحترق أبكيك عتباً عاشقاً بتراجيدية بلهاء، ثم أتساءل كيف حتى في جلوسك تمتلك قدرة الهية على مساعدتي لأهدأ