صدى الحقيقة: خاص
خاطرة : بقلم : عيشة صالح
كل الأفعال المنبثقة من حركة الذوات المتماهية مع الوجود الأبدي، ما هي إلا دلالات لمشيئة الذات العلية، فالإنسان يتحرك في حدود المشيئة، ولكن هذه المشيئة ليست جبرية، بحيث يسلب الاختيار ويدفع دفعا للفعل الجبري.
تكمن المشيئة في كون الذات العلية تحيط علما بحركات وسكنات الذوات الأخرى، ولا تخرج عن كونها تابعة للذات العلية، لأنها قادرة على منع أو دفع بأفعالها، وهذا ينافي مبدأ الاختيار، فالذوات تختار أفعالها وتتحرك في إطار الحرية التي منحتها الذات العلية.
لذلك الإنسان يتحمل مسؤولية أفعاله عند الله العلي القدير، لأنه اختارها بمحض إرادته، بعد أن بين له طريق الحق وطريق الباطل، فهو مخير لا مسير، مثل تلميذين أحدهما منحه معلمه درجة النجاح والآخر درجة الرسوب، رغم أنه طوال العام يشرح لهما الدروس نفسها، ولكن الأول اجتهد والآخر أهمل.