الجالية التركية في فرنسا تعيد بناء مسجد تم تدميره عمدا بحريق كبير

صدى الحقيقة : وكالات

تعرض مسجد تابع لاتحاد الشؤون الدينية الإسلامي التركي “ديتيب” في مدينة جارگو الفرنسية لحريق متعمد أتى على المبنى بالكامل، قبل أيام قليلة من حلول شهر رمضان، في حادثة أثارت استنكارًا واسعًا.

وأدان مسؤولو الاتحاد بشدة الخطابات الإسلاموفوبية والتمييزية التي يرون أنها تحرض على مثل هذه الأعمال العنيفة، مؤكدين عزمهم على إعادة بناء المسجد في أقرب وقت ممكن بمساعدة تبرعات الجالية المسلمة.

ووقع الحريق في الساعة 01:30 من فجر يوم 26 شباط/فبراير 2025، في مسجد يقع في مدينة جارگو، على بعد 150 كيلومترًا جنوبي العاصمة الفرنسية باريس.

وحسب بيرم دميرطاش، رئيس اتحاد الشؤون الدينية الإسلامي التركي في فرنسا، لاحظ إمام المسجد اندلاع النيران في وقت مبكر من الليل، لكن رغم وصول فرق الإطفاء خلال 20 دقيقة، لم تتمكن من إنقاذ المبنى الذي احترق بالكامل، بما في ذلك السقف والجدران والتجهيزات الداخلية.

وبعد يومين من الحريق، أعلن مكتب الادعاء العام في مدينة أورليان، في 28 شباط/فبراير، أن الحريق كان بفعل فاعل، وهو ما عززته التحقيقات الأولية التي كشفت عن وجود سياج محطم في منزل مجاور للمسجد، إلى جانب غياب أي مصادر قابلة للاشتعال أو أعطال كهربائية قد تكون تسببت في الحادث.

وقال دميرطاش في تصريحات صحفية، “احتمال أن يكون الحريق متعمدًا مرتفع جدًا، وهو ما يثير قلقنا”.

وفي تعليقه على الحادثة، أشار دميرطاش إلى أن الاتحاد يعتبر الحريق فعلًا فرديًا، لكنه شدد على إدانته للخطابات الإسلاموفوبية والإقصائية التي تشجع على مثل هذه الأعمال.

وأضاف “بعض السياسيين ووسائل الإعلام في فرنسا يستغلون الأحداث لإثارة التوترات الاجتماعية، وهو ما يفاقم الوضع”.

وأكد أن “المجتمع المسلم في فرنسا يتمتع بقدرة كبيرة على التكاتف وإعادة البناء في أوقات الأزمات”.

من جانبه، قال سركان ساتغون، أحد مسؤولي الجمعية في جارجو، إن “الحادثة شكلت صدمة كبيرة للجالية، خاصة مع اقتراب رمضان”، لكنه أشاد بالدعم الكبير الذي تلقته الجمعية من المسلمين داخل فرنسا وخارجها.

وأضاف “نتطلع إلى إعادة بناء المسجد والصلاة فيه مجددًا في أسرع وقت”.

وذكر دميرطاش أن “حملة التبرعات التي أطلقتها الجمعية جمعت خلال يوم واحد مبالغ كافية لتغطية تكاليف إعادة البناء”، مشيرًا إلى خطط لإنشاء مسجد جديد يضم مركزًا للشباب ومرافق مخصصة للنساء.

وقال “لقد تحولت هذه المأساة إلى فرصة لتعزيز وحدتنا وبناء شيء أفضل”.

فيما أعرب سلامي ألتاي، أحد مسؤولي الجمعية، عن تفاؤله قائلًا “ربما فقدنا مسجدنا، لكن بإذن الله سنبني واحدًا أفضل”.

ولفت إلى أن الجالية عملت بسرعة لتجهيز قاعة مؤقتة لأداء صلاة التراويح، فيما تولى الشباب وأفراد الشرطة حراسة المكان، منتقدا المسؤولين الفرنسيين لعدم إبدائهم اهتمامًا رسميًا واضحًا بالحادثة.

ولا تزال التحقيقات جارية لتحديد هوية الجناة ودوافعهم، فيما تتعامل الشرطة والادعاء العام مع القضية بجدية، وفقًا لمسؤولي الجمعية.

ومع شهر رمضان، يواصل المجتمع المسلم في جارجو جهوده لاستعادة مكان عبادته، معتمدًا على تضامنه وقوته الداخلية.