اللغة المهرية.. هوية تتجدد في جامعة المهرة ضمن احتفالات يومها السنوي 2025

صدى الحقيقة - مازن الشعبي

احتفى مركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث بجامعة المهرة، صباح اليوم، بفعالية يوم اللغة المهرية 2025 تحت شعار "فخر وإصالة"، وذلك برعاية معالي الأستاذ محمد علي ياسر محافظ محافظة المهرة، ومعالي الدكتور أنور محمد كلشات رئيس جامعة المهرة، وبالتعاون مع مكتب التربية والتعليم بالمحافظة.

الفعالية التي احتضنتها قاعة الجامعة شهدت حضوراً رسمياً وأكاديمياً وتربوياً واسعاً، تقدمه عدد من قيادات السلطة المحلية بالمحافظة، وكوادر من جامعة المهرة، وشخصيات ثقافية مهتمة بإحياء التراث والهوية المهرية.

استُهل البرنامج بآياتٍ من الذكر الحكيم، تلاها عرض فني متنوع جمع بين أصالة اللغة المهرية وعراقة العربية، في مشهدٍ جسّد عمق التلاحم الثقافي الذي تتميز به محافظة المهرة، ويؤكد مكانة لغتها كرمز للهوية والانتماء.

وفي كلمةٍ له خلال الفعالية، أشاد الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة المهرة، الأستاذ سالم عبدالله نيمر، بهذه المناسبة الثقافية المهمة، مؤكداً أن اللغة المهرية تمثل رمزاً للأصالة والانتماء، وجزءاً من هوية المجتمع المهري المتجذرة عبر التاريخ.

وقال نيمر إن احتفال المهرة بيوم لغتها العريقة يعبّر عن وفاء أبنائها لتراثهم الثقافي والإنساني، ويجسد الاهتمام الكبير الذي توليه قيادة المحافظة بقيادة معالي المحافظ محمد علي ياسر للحفاظ على الموروث اللغوي والتاريخي الذي يُعد أحد أهم مقومات الهوية الوطنية.

وأشار إلى أن جامعة المهرة تؤدي دوراً محورياً في خدمة اللغة المهرية من خلال إنشاء مركز الدراسات والبحوث الذي يعمل على توثيق اللغة وتطوير أبحاثها، مؤكداً دعم السلطة المحلية الكامل للجهود الأكاديمية والعلمية التي تسعى إلى صون هذه اللغة ونقلها إلى الأجيال القادمة.

وأوضح أن مثل هذه الفعاليات تسهم في تعزيز الوعي بأهمية اللغة المهرية كأحد الجسور التي تربط الماضي بالحاضر، مشيراً إلى أن المحافظة تفخر بامتلاكها لغة ضاربة في القدم، ما يجعلها جزءاً من التراث الإنساني العالمي الذي يستحق الاهتمام والرعاية.

وفي ختام الفعالية، قام الأخ الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة الأستاذ سالم عبدالله نيمر، ومعه رئيس جامعة المهرة الدكتور أنور محمد كلشات، بتكريم عددٍ من الشخصيات والكوادر في مرافق الدولة، تقديراً لجهودهم المتميزة في أداء مهامهم وخدمتهم للمجتمع.

وألقى عدد من المتحدثين كلمات رسمية وأكاديمية أخرى عبّروا فيها عن الاعتزاز بالهوية المهرية، مؤكدين أن هذا اليوم يمثل مناسبة للاحتفاء بإحدى أقدم اللغات السامية التي تمتد جذورها في التاريخ الإنساني لأكثر من خمسة آلاف عام، وشاهدًا على حضارة المهرة وإسهاماتها في الثقافة العربية القديمة.

وتخللت الفعالية عروض فنية وأناشيد تراثية قدمها طلاب مدارس المحافظة، عكست ملامح الحياة المهرية الأصيلة وسط تفاعل وإعجاب الحاضرين.

وفي ختام الحفل، عبّر المنظمون عن شكرهم لمعالي المحافظ ومعالي رئيس الجامعة على رعايتهما الكريمة، ولجميع الجهات المشاركة في إنجاح الاحتفال، مؤكدين أن الاحتفاء بيوم اللغة المهرية يظل رسالة وفاء للهوية والتراث، ودعوة متجددة لاستمرار الجهود العلمية للحفاظ على هذه اللغة العريقة كجزء من الذاكرة الوطنية والثقافة اليمنية الأصيلة.