الأردن أول دولة عربية تؤيد أوامر الجنائية الدولية باعتقال نتانياهو
قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الخميس، إن قرارات المحكمة الجنائية الدولية يجب أن "تنفذ وتحتر...
ساهمت الحرب التي تشهدها اليمن، منذ حوالي عامين، في اتساع مساحة الفقر والجوع عند غالبية السكان، بشكل لافت في بلد عصفت بحياة مواطنيه أزمات «سياسية واقتصادية واجتماعية» كبيرة، فضلاً عن الأوضاع الإنسانية الصعبة.
وتشير تقارير لمنظمات دولية «عاملة» عن ارتفاع مهول لعدد السكان المحتاجين للغذاء في اليمن، التي حذرت من وقوع (كارثة) إنسانية كبيرة، آخرها «النداءات»، التي أطلقتها مؤخراً وكالات عالمية تابعة للأمم المتحدة، للحصول على مساعدات عاجلة لتفادي وقوع الكارثة، في ظل تفاقم أزمة الغذاء، وتلكؤ المجتمع الدولي في العمل بشكل جدي، لأجل وقف الحرب وتطبيق القرارات الدولية، وإنهاء الانقلاب الذي قامت به ميليشيات «الحوثي وصالح» ضد الشرعية في البلاد.
تقييم مشترك
أجرت ثلاث منظمات تابعة للأمم المتحدة «منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، الفاو، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسف، وبرنامج الأغذية العالمي بالتعاون مع السلطات المحلية في اليمن»، في ال 10من فبراير/ شباط الجاري، تقييماً وطنياً مشتركاً هو الأول من نوعه على مستوى الأسر منذ تصاعد حدة النزاع في منتصف مارس/ آذار 2015.
وكشف التقييم عن ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي في اليمن بمقدار 3 ملايين شخص في غضون سبعة أشهر؛ بحيث أصبح حوالي 17.11 مليون شخص في اليمن، يواجهون صعوبات في الحصول على الغذاء.
وأظهرت النتائج الأولية ل «التقييم الطارئ للأمن الغذائي والتغذية» أن أوضاع الأمن الغذائي والتغذية في اليمن آخذة في التدهور بشكل سريع جرّاء النزاع المستمر في البلاد؛ حيث أشار التقييم إلى أنه من بين ال17.1 مليون شخص الذي يعانون انعدام الأمن الغذائي، يوجد هنالك 7.3 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات غذائية طارئة.
ويعاني في الوقت الراهن أكثر من ثلثي عدد سكان اليمن البالغ عددهم 27.4 مليون نسمة من عدم القدرة على الحصول على الغذاء، ويتناولون وجبات غذائية غير كافية.
وبيّن التقييم أن معدلات سوء التغذية الحاد قد تجاوزت المستوى «الحرج» في أربع محافظات، في حين يستمر الإنتاج الزراعي بالانخفاض في جميع أنحاء البلاد.
وبدت الحاجة ماسة إلى تعاون المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية والإنسانية، لمعالجة المشكلة المتفاقمة ووضع حد لعجلة التدهور الاقتصادي الكبير، وانخفاض سعر صرف العملة المحلية، مقابل العملات الخارجية، فضلاً عن انعدام الغذاء والأدوية خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات، التي تريد الإبقاء على الأوضاع كما هي عليه الآن، وإظهار صورة مختلفة للعالم عن حقيقة الأمور وتقديم دول التحالف العربي في «برواز» الاتهام والمتسبب في تلك الكارثة بداعي الحصار والخناق المفروض عليها.
يقول د. علي الوليدي، وكيل وزارة الصحة اليمنية ومنسق الحكومة اليمنية مع اليونيسيف، إن ( تغاضي المجتمع الدولي عن الأفعال التي ترتكبها ميليشيات «الحوثي وصالح»، ومنعها من وصول المساعدات الإنسانية العاجلة للسكان الذي يعانون نقصاً في الغذاء والأدوية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وهي «الأكثر سكاناً»، ساهم بشكل كبير في تزايد مساحة الفقر، وضاعف من أعداد المحتاجين للغذاء بشكل متسارع وخطر).
وأضاف، ( الحكومة اليمنية بالتعاون مع الشركاء الدوليين تبذل جهوداً جبارة في هذا الاتجاه، وتعمل على إيصال المساعدات والمعونات المختلفة سواء كانت «غذائية أو طبية» إلى كل محافظات الجمهورية، إلا أن تعنت الميليشيات الانقلابية ورفضها استقبال المساعدات إلا بإشراف منها، ضاعف من حجم المأساة).
الأطفال أكثر عرضة للوفاة
ممثلة اليونيسيف في اليمن «ميرتشل ريلانو»، كانت قد أشارت في وقت سابق أثناء زيارتها لعدن، إلى أن، «أعلى معدلات سوء التغذية بين الأطفال شهدتها اليمن، كان في الآونة الأخيرة؛ حيث إن الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الشديد والحاد هم أكثر عرضة للوفاة بنسبة 11 مرة، مقارنة بأقرانهم الذي يتمتعون بصحة جيدة، ما لم يتم علاجهم في الوقت المناسب.»
وحذرت ريلانو من أنه «حتى لو بقي هؤلاء الأطفال على قيد الحياة، فهم مهددون بعدم القدرة على النمو بشكل طبيعي، ما يشكل تهديداً خطراً لجيل كامل في اليمن، واستمرار غرق البلاد في حلقة مفرغة من الفقر، وتدني مستوى التنمية».
من جانبه، قال مدير برنامج الأغذية العالمي في اليمن «ستيفن اندرسون»، إن مستويات الجوع الحالية في اليمن غير مسبوقة؛ بحيث باتت تشكل صعوبات شديدة وتبعات إنسانية سلبية تؤثر على ملايين من اليمنيين، خصوصاً مجموعات الأشخاص الضعفاء.
سوء التغذية
نتائج «التقييم الطارئ للأمن الغذائي والتغذية» السابق ذكره، أظهر أيضاً، أن أكثر من مليوني طفل يعانون سوء التغذية الحاد، وهو ما يعني أن نسبة كبيرة يتهددها خطر الموت في حال بقاء الأوضاع كما هي عليه الآن.
كما تخطت معدلات سوء التغذية، بحسب التقييم نفسه، سبع محافظات هي: ( عدن، الضالع، الجوف، المحويت، حجة، لحج، شبوة) المستوى «الخطر»، ما يعني وصول نسبة سوء التغذية الحاد إلى أكثر من 10%.
انعدام الأمن الغذائي
يقول خالد العولقي، ناشط حقوقي، إن الوضع العام في البلد، والتدهور الاقتصادي الكبير الحاصل اليوم، واستمرار المعارك في أكثر من محافظة كلها أمور ساهمت بشكل أو بآخر في انعدام الأمن الغذائي الشديد في البلاد خلال الأشهر الأخيرة وبشكل حاد؛ حيث بات ما نسبته 65% من الأسر تعاني انعدام الأمن الغذائي الآن.
وفي الوقت ذاته، لجأت كثير من الأسر، «60%»، منها إلى آليات تكيف سلبية مثل تناول أطعمة غير مفضلة أو تقليص الحصص الغذائية أو إلغاء الوجبات.وعلى ذات المنوال ناشدت «اليونيسيف» الأمم المتحدة، للحصول على مبلغ 237 مليون دولار بشكل عاجل، لتتمكن من الاستمرار بعملها في اليمن.
جهود بحاجة إلى مساندة
قدمت «اليونيسيف» خلال العامين الماضيين، الدعم لعلاج 460 ألف طفل يعانون سوء التغذية الحاد في جميع أنحاء اليمن. كما وفرت مكملات الفيتامينات واللقاحات للأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمسة أعوام، إلى جانب توزيع الأدوية والمعدات الطبية والإمدادات الغذائية، والمساعدة للأطفال المصابين.
كما دعمت «اليونيسيف» أيضاً إعادة تأهيل وبناء المدارس، ووزعت تحويلات نقدية إنسانية غير مشروطة، ومستلزمات النظافة إلى الأشخاص الأكثر ضعفاً، ووفرت الوقود لتشغيل شركات المياه، ونقل المياه عن طريق الصهاريج لملايين النازحين، بما في ذلك الأشخاص، الذين علقوا في المناطق التي يدور فيها القتال في تعز، وصعدة ومناطق أخرى.
وليس بعيداً عنها، أطلق برنامج الأغذية العالمي نداء لتأمين أكثر من 950 مليون دولار لدعم أكثر من سبعة ملايين شخص في اليمن هذا العام، في إطار خطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام 2017، وذكر البرنامج أنه، يعمل على توفير المساعدات الغذائية العاجلة لما يقرب من سبعة ملايين شخص في جميع أنحاء اليمن، 2017، مشيراً إلى أنه «سيتم استخدام النتائج لإعداد النسخة القادمة من تقرير «التصنيف المرحلي المتكامل لحالة الأمن الغذائي» لليمن، الذي من المقرر أن يصدر في مارس/ آذار من العام الحالي 2017».