“مستقبل السودان".. ندوة لمنظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية بالقاهرة
استضاف مقر منظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية بالقاهرة، اليوم الخميس الموافق 27 نوفمبر، ندوة حوار...
قدم الشاعر الكبير علي حسين البجيري عبر صحيفة « صدى الحقيقة » بعضا من الأسباب التي جعلته ينظم إلى الشرعية حيث قال :
نظرا لكثرة الأسئلة ألتي اتعرض لها ولكثر الرسائل التي تنهال علي يوميآ ليلا ونهارا من جميع الأصدقاء والمحبين والمعارف وزملاء النضال والميادين في الحراك الجنوبي البطل مستفسرة عن أسباب التحاقي بالشرعية اليمنية بصفتي من مؤسسي الحراك الجنوبي الأوائل.
ولعدم مقدرتي على الرد على كل شخص على انفراد نتيجة كميات الرسائل الهائلة والاستفسارات فقد فضلت أن يكون ردي على الجميع في هذا المقال وساشرح للجميع هنا بعض الأسباب ؟؟
1 ) في البداية كانت تصرفات الأجهزة الأمنية في عدن المشكلة تشكيلا مناطقيا وقبليا وعنصريا بحتا هي أول الأسباب.
وعتبي على هذا التصرف كان على من كنا نحن وهم في الميادين نناضل من أجل جنوب جديد تحت راية التصالح والتسامح الجنوبي وتحت شعار « الجنوب يتسع للكل» وضد القهر والظلم والعنصرية والمناطقية التي مارسها علينا جميعآ نظام المخلوع منذ أول يوم للوحدة المشؤومة .
فكيف لعناصر الحراك التي ناضلنا نحن وهي من أول يوم سويا أن تقبل العمل وتنفذ رغبة البعض ممن أتوا من الخارج ليصنع لنا مليشيات مناطقية قبلوا بها زملاء النضال والميدان دون أي اعتراض ودون ان يدركوا مخاطر قبولهم للعمل في وضع كهذا .
وكان الواجب الأخوي يفرض عليهم من أول يوم رفض هذا التصرف وهذا العمل على ان تكون هذه المليشيات من جميع مناطق الجنوب بالتساوي.
كيف يتنكرون لزملائهم في الحراك ويقبلوا العمل تحت شعار مناطقي من أول يوم دون مراعاة لمشاعر زملائهم واخوانهم في الحراك الجنوبي في جميع المحافظات ؟؟؟
ولكن ورغم امتعاضنا وامتعاض الغالبية العظمى من أبناء الجنوب نتيجة القبول بهذا التصرف الا أننا في البداية قبلنا الأمر الواقع وبقينا إلى جانبهم وكتبنا في الصحافة وفي المواقع تأييدنا لهم .
وكنت بين الحين واﻵخر أكتب نصائحي وأشير إلى الكثير من التجاوزات والأخطاء المرتكبة هنا وهناك وكتب غيري وصاح الشعب كله من بعض التصرفات الشاذة ولكن لاحياة لمن تنادي وفي الأخير وصل الأمر إلى مالا يحتمل .
حيث وصلت تصفية الحسابات إلى المؤامرة على قتل اي معارض للأخطاء والتجاوزات ووصل الأمر إلى ان تجعل هذه الأجهزة الأمنية تهمة الإرهاب جاهزة وممكن الصاقها بكل سهولة في وجه كل معارض أو من انتقد أوو تكلم عن اي تجاوزات أو ممارسات قمعية .
كما ان اتجاه هذه الأجهزة القمعية إلى الاقتحامات الليلية لبيوت أناس شرفاء من مناطق محددة تحت تهم كيدية باطلة وكاذبة واستفزاز النساء والأطفال من هذه المناطق واستفزاز منزل رمز كبير من رموز النضال والكرامة في الجنوب وهو أبو الشهداء وقائدهم الأول الشهيد « علي ناصر هادي » رحمه الله .
كل هذا السلوك العدواني كان أول ما حرك مشاعر الغيرة عندي وعند غيري من الرجال المناضلين ورغم ذلك صبرنا وصمدنا ومسكنا اعصابنا وتوجهنا بالنصح وكتبنا في الصحافة وفي المواقع وتكلمنا في المجالس وفي المنتديات وفي كل مكان وقلنا ان مايجري هو عمل عدواني وثأري وعنصري وان هذه التصرفات ان لم يتم ايقافها فورآ فانها ستطيح بالتصالح والتسامح الجنوبي الذي تعبنا فيه وسهرنا الليالي وتحملنا مشاق السفر من أجله من محافظة إلى أخرى ولكن كانت نصائحنا لاتلاقي التجاوب بل ان الأمور استفحلت وزادت عن حدها ورغم هذا صبرنا واتحملنا وفي الأخير بدأنا نرفع الصوت عاليآ لكي نلفت أنظار القائمين على هذه الأجهزة القمعية والوحشية والهمجية ولكن دون جدوى ؟؟؟
2 ) الارتهان للأجنبي واعلان مجلس يتحرك وفق مصالح وأجندة بعض الدول كان السبب الرئيسي.
3 ) تشكيل مليشيات مسلحة مناطقية وفرض عليها قيادات همجية وعدائية أتوا بهم من ورش « الميكانيكا »وليس لديهم معرفة بالأمن ولاسبق لهم ان كانوا قيادات وأصبحت هذه المليشيات العنصرية قابلة في أي لحظة لإشعال الحريق الكبير في البلاد وإدخالها في نفس السيناريو والمربع الليبي نتيجة التشكيل المناطقي والقيادات التي « جاءت من الشارع » وليس لها سابق معرفة في أعمال الأمن أو الدولة.
4 ) أسلوب التخوين لكل من يطرح الراي الصائب أو ينتقد التصرف الأهوج وملاحقته وربما تصفيته رغم ان النقد لصالح البلد ولصالح جمع الشمل كما ان توجيه التهم العدائية والوصم بالإرهاب والعمالة بالكذب نحو مناطق معينة واظهار مناطق معينة في الجنوب بانها منبع النضال والوطنية والشجاعة حتى أصبحت هذه المناطق هي البنك الذي يصرف صكوك الوطنية والخيانة لأبناء مناطق معينة بشكل كاذب ومبالغ فيه إلى درجة الملل قد جعلني وكثير من أحرار الجنوب نعيد حساباتنا ونغير وجهتنا ليس عن الحراك الجنوبي أو القضية الجنوبية فنحن من أوائل المؤسسين ولكن غيرنا مواقفنا من المهرجين وبائعي الوهم الكاذب للناس أما الحراك فلن نتخلى عنه.
5 ) الشعار الممل الذي يرفعه هؤلاء من أول يوم وهو شعار « كلنا فلان وكلنا فلان » حيث حاولت مناطق معينة في الجنوب اختزال الجنوب وقضيته في أشخاص فقط وهذا الشعار من أول يوم ونحن نحذر منه فهو شعار دكتاتوري بامتياز وشعار كهنوتي فالوطن فوق الأشخاص وفوق المناطق وفوق القبيلة ولم نناضل من أجل ان ننصب دكتاتورآ بدل دكتاتور وفرعون بدل فرعون.
6 ) تشكيل المجلس كان تشكيل متسرع وأعلن في توقيت غير توقيته وأعلن بأوامر خارجية وهو الأمر الذي لن يكتب له النجاح .
و لو انه انطلق من منطلق وطني جنوبي دون وصاية من أحد حتى لايصبح هذا المجلس عرضة للمقايضات السياسية والمصالح الدولية التي ستتخلى عنه وتتركه لمجرد انها اتفقت مع الشرعية اليمنية على أي مصلحة وهذا الشيء وارد ولاريب فيه ولكن لو ان هذا المجلس انطلق من منطلق وطني جنوبي بحت فلن يهتز ولن يسقط لأنه لم يكن مطية بيد أحد ؟؟؟
7 ) استثناء رجال مقاومة عدن الرجال الأبطال الذين قاتلوا المحتل في عدن بشجاعة وببسالة نادرة وحرروا عدن بكل قوة وشراسة وهم الأصح مقاومة عدن وهم أبناء عدن .
ولكن هذا المجلس وقيادتة تنكرت لهم من أول يوم بل المؤسف انهم لم يتنكروا لهم ويتركوا لهم حالهم بل الصقوا بهم تهم الارهاب بكل نذالة وحقارة وتنكروا لهؤلاء وتمت محاربتهم اعلاميآ وبث الاشاعات الكاذبة والمغرضة والخبيثة والعنصرية عليهم من أول يوم .
وهذا ماجعل هذا المجلس شاذا في تشكيله وفي ارتهانه وفي تعامله الغير أخلاقي مع زملاء النضال والميادين الذين كانوا يتقدمون الصفوف والمسيرات ويتحدون المخلوع وهو في أوج قوته وفي الأخير أتى من كان خارج عدن أيام الحرب ليخون أبناء عدن ومقاومتهم التي حررت عدن وكانت لها الصولات والجولات في كل حارة من حواري عدن.
8 ) التقارير الكاذبة التي يتم ارسالها يوميآ إلى احدى دول التحالف لشحنها بالكذب واعطاءها صور مغلوطة عن مناطق جنوبية معينة وتصوير هذه المناطق انها العدوة اللدودة لهذه الدولة وتصوير هذه المناطق على انها مناطق ارهاب وأهلها جميعآ دواعش وقاعدة .
وللأسف ان هذه الدولة سمعت كلام وتقارير هؤلاء في أهم مناطق الجنوب على الاطلاق مناطق الثروة والممرات البحرية الدولية والمواقع الجغرافية ذات الأهمية للعالم كله وهؤلاء يعرفون ان أبناء هذه المناطق التي سمعوا فيها كلام الحاقدين هم رجال سياسة ورجال دولة من الطراز الأول ولن تنطلي عليهم ألاكاذيب وعملية التخدير ورفع الشعارات المخادعة وهذا طبعآ ناتج عن وعي هذه المناطق التي كان لها منذ عام 1967 نظرة ثاقبة وصحيحة وبعيدة وأهلها يتعاطون السياسة بصورتها الصحيحة ودول الجوار تعرف ذلك.
هذه هي بعض من الأسباب الكثيرة والتي لم أستطع كتابتها كاملة ومعظم الشعب الجنوبي يدرك هذه الحقائق ويعرف أنها صحيحة وحقيقة وانني لم أكذب على أحد .
وأتحدى اأ شخص يقول انني كذبت فيما ذكرته وأقول لمن أصبح يذل نفسه ويهينها أمام بعض دول التحالف :
انناء شعب عربي أصيل ذو تاريخ وحضارة وعراقة ويجب ان نعامل ند قوي أمام كل العالم وأمام كل من أتى من دول التحالف ليساعدنا في هذه الحرب فنحن لسنا ذيول حتى يتم معاملتنا بالدونية والازدراء وثرواتنا في باطن أراضينا أكثر من ثروات من أتى يستعرض علينا بأمواله ولم يأت هذا أوذاك ليحارب معنا حبآ في سواد أعيننا أو لله وفي الله .
ولايحق له ان يمن علينا فقد أتى للدفاع أوﻵ وقبل كل شيء للدفاع عن أمن بلاده القومي ودحر الشر والمد الفارسي عن بلاده .
بل يجب ان يحترمنا ويحترم شعبنا ويحترم موقفنا فقد سمحنا له ان نجعل بلادنا مسرحآ لعملياته القتالية وشعبنا هو من يتلقى الرصاص والقذائف في جسده المنهك بدﻵ عن شعبه وبلادنا هي من تتعرض للتلوث البيئي نتيجة الحرب بدﻵ عن بلاده .
فلماذا يمن علينا أو يحتقرنا في بلدنا ولكن للأسف الشديد وجدوا أناس اذلاء يتوددون اليهم ويتقربون منهم على حساب الكرامة والسيادة حتى خرج هذا الدخيل عن المتفق عليه وأصبح هو السيد المطاع والشعب الجنوبي هو العبد الذليل هذه الحقيقة ولكنني أعرف المزايدين والمنافقين والمطبلين لايمكن ان يقتنعوا بما كتبت وهذه العادة هي عادة كل ظلوم وجهول .
وفي الأخير نقول لوكلاء البنك المركزي لاصدار صكوك الوطنية والخيانة أن شعبنا قد نضج وعرف حقائق تاريخية عن مسيرة الجنوب منذ يوم الاستقلال حتى يومنا هذا وأصبحت صكوككم صكوك عديمة الجدوى والفائدة فاصدروا ما شئتم وقولوا ماشئتم فهذا ليس بغريب عليكم وهذه هي عادتكم حسبنا الله ونعم الوكيل ؟؟؟