كان اللقاء الذي تم في مكتب الأخ مروان دماج، وزير الثقافة، في محافظة عدن والذي نسقت له الحملة العامة للدفاع عن الموروث الثقافي لعدن، صباح يوم أمس الأربعاء الموافق 29 نوفمبر، ينم عن اهتمام وزارة الثقافة المتمثلة بوزيرها الشاب، دماج، وهو الكاتب الصحفي المثقف. وشغل منصب الأمين العام لنقابة الصحفيين اليمنيين حتى ليلة تعيينه نائباً لوزير الإعلام، ثم وزيراً للثقافة.

وقد ساد اللقاء الذي حضرته الدكتورة أسمهان عقلان العلس، الأمين العام للجمعية اليمنية للتاريخ والآثار والكاتبة الصحفية نادرة عبد القدوس، رئيسة مؤسسة بيت الإعلاميات والمحامية هبة علي زين عيدروس، رئيسة مؤسسة سواسية لحقوق الإنسان النقاش الجاد يعبر عن روح المسؤولية الملقاة على عاتق منظمات المجتمع المدني والجهات الرسمية في حماية وصيانة التراث الإنساني للمدينة .

وقد تحدثت الدكتورة أسمهان العلس مستعرضة بإسهاب عن الموروث الثقافي لعدن والمعالم التاريخية التي تتعرض للعبث والهدم منذ أكثر من ربع قرن.

كما نبهت العلس إلى المخاطر المحدقة التي تواجهها  المواقع التاريخية في عدن جراء الاستخدام غير الصحيح لها، مما يؤدي إلى إهلاكها.

وناشدت الدكتورة أسمهان العلس باسم الحملة العامة للدفاع عن الموروث الثقافي لعدن، وزارة الثقافة والهيئة العامة للآثار والسلطات المحلية، بضرورة الوقوف بحزم أمام تهريب الآثار إلى خارج الدولة، وكذا التصدي للعشوائيات في حرم المواقع التاريخية والسياحية، كصهاريج الطويلة والمجلس التشريعي وقلعة صيرة وغيرها من المواقع، واتخاذ الإجراءات القانونية ضد كل من تسول له نفسه على نهب أو تشويه الموروث الثقافي لعدن أو البسط على حرم المعالم التاريخية والسياحية.

وكان الأخ وزير الثقافة مروان دماج قد أبدى استعداده لتقديم كل عون للحملة العامة ودعم لوجستي، كونها تعمل من أجل استعادة الوجه المشرق لعدن بعد الدمار الذي لحقها جراء الحرب الظالمة عليها من قبل مليشيات الانقلابيين قبل ثلاثة أعوام.

وأكد على أن وزارة الثقافة ستبذل جهودها من أجل الحفاظ على معالم عدن التاريخية وصيانتها، بالتعاون والتنسيق مع الهيئة العامة للآثار والمتاحف، شاكراً الجهد الذي تبذله الحملة العامة للدفاع عن الموروث الثقافي لعدن إنعكاساً للروح الوطنية التي يتحلى بها مؤسسوها والعاملون فيها.

وخرج المجتمعون بعد النقاش المستفيض، بالاتفاق على إعداد عقد لقاء تشاوري حول الموروث الثقافي لعدن وبأقرب فرصة ممكنة، تحضره الجهات الرسمية وهي: المجلس المحلي لمحافظة عدن – المحافظ، أو من ينوبه ، الوكيل لشئون المديريات، السلطة المحلية في مديريات محافظة عدن (مأمور وأمين عام)، مدراء مكاتب الأشغال العامة ، الأراضي ، التربية والتعليم ، الثقافة، الهيئة العامة للآثار والمتاحف ، السياحة ، الأوقاف ، الصندوق الاجتماعي للتنمية، منظمات المجتمع المحلي –  نقابة المهندسين والجمعية اليمنية الجيولوجية.

إن عقد اللقاء التشاوري المأمول يهدف إلى الوقوف على الحالة الراهنة للموروث الثقافي لعدن وتحديد جوهر المشكلة في معالم وآثار عدن والخروج برؤى مشتركة مع الأطراف الرسمية لحماية الموروث الثقافي العام لعدن قبل أن يتم القضاء على  ذاكرة المدينة.