قصة قصيرة : أثمار المحروقي
في احدى ارياف بلادي حدثت قصة غريبة..كانت هناك فتاة لم تبلغ العشرينيات من عمرها، تم تزويجها على أبن عمها وكانت الفتاة لاترغب بالزواج منه... وكما يقال كل شيء بالخناق الا الزواج بالاتفاق .
لكنها في ليلة الزفاف ( الدخلة) فكرت بالهرب، وبالفعل.. ترقبت ذات ساعة حتى هدأ الزحام وانفض الجمع وحان نوم زوجها وتسللت الى خزانة الملابس أخذت منه قطعا من ملابس زوجها.
وفي الساعات الاخيرة من الليل هربت ركضا دون ان يعلم بها احد من القرية... وبجانب بئر قريتها توقفت تسترجع انفاسها.. كان الظلام يسود المكان والاجواء باردة ومرعبة وخطيرة.. ففي اي وقت قد يهاجمها ذئب او كلب ضال او حيوان مفترس.. ارتدت ملابس زوجها وقصت شعرها ورمت ملابسها في البئر.. كانت خطتها هي ان يظن أهل القرية أنها أنتحرت في البئر وأن تتنكر بملابس زوجها ليتسنى لها الهرب والعيش بشكل واسم اخر بعيدا عن هذه القرية الظالم اهلها كما تعتقد.. فشكلها وبنيتها تساعدها على التنكر ولو بشكل وهيئة اخرى فقد تخفت في هيئة صبي..
قادتها قدماها عند الفجر الى قرية اخرى بعيدة عن قريتها كانت تهيم فيها لاتلوي على شيئ..
وبينما هي جالسة تحت ظل شجرة في احدى المزارع راءها راع كان يسوق غنمه...لم يميز الراعي انها فتاة بل تحدث معها بصفتها ولد وسألها عن من ومن اين هو؟ وما اجلسه في هذا المكان النائي؟؟.
أجابت: لقد أضعت الطريق ولااعرف من اين اتيت.
في الحقيقة رق الراعي لحال هذا الغلام التائه فقرر ان ياخذها الى شيخ القرية وان يعرض عليه هذا الامر..
وصلا الى شيخ القرية الذي كان من الشهامة ان احتوى هذا الولد (الفتاة) في داره وبين ابنائه حتى يظهر له احد او تسأل عنه عائلة... وأطلق عليه اسم سالم.
عاشت الفتاة سالم مع ابناء شيخ القرية سنة كاملة لم يعرف احد حقيقتها وأنها فتاة كانت تقوم برعي الغنم وبكل مايقوم به ابناء الشيخ.
وفي يوم من الايام بعد مرور عام ويزيد على غيابها عن أهلها حضر رجلان إلى شيخ القبيلة للتجارة وطلب القمح والحبوب وغيرها.
وهنا نادى الشيخ على الفتى (سالم) ليقوم بالضيافة... ولما دخلت عليهم بهيئة الفتى لتقديم الضيافة...تمعن فيها احد الرجلين.... كانت هيئة هذا الفتى سالم غير بعيدة عن مخيلته فهو (هي) تشبه احد ما؟؟ وبعد تمعن وتدقيق عرفها...وسكت.
اتم الرجلان ما جاءا من اجله وعاد كل منهما الى بيته..
وفي اليوم التالي توجه الرجل الذي عرف الفتاة الى قريتها وأخبر اهلها بانه راى صبيا يشبه أبنتهم بكل شيء....فما كان منهم أن شدوا رحالهم وذهبوا الى القرية المجاورة وذهبوا إلى شيخ القبيلة والتقوه وطلبوا مقابلة الفتى الذي يشبه ابنتهم.
عرفت الفتاة بقدوم أهلها فشعرت بالخوف والذعر الشديدين من ان يقوم اهلها بقتلها بسبب مافعلته وهنا قررت ان تكشف سرها، فنادت لشيخ القبيلة واخبرته بكل شيء .
تفاجأ الشيخ مما سمعه من الفتاة لقد عاشت معه اكثر من عام دون ان يعلم سرها او ان تنكشف؟؟؟ شعر الشيخ بانه قد تم التلاعب به لكنه كان من الحكمة والحلم بحيث انه عذر الفتاة على فعلتها وتفهم امرها. والان عليه ان يعالج الامر بحكمه.. فالخوف كل الخوف هو ان ينتقم اهل الفتاة منها وتحدث المأساة..
قال الشيخ لاهل الفتاة انه لن يسلمهم الفتاة الا اذا اعطيتوها الامان بعدم التعرض لها خصوصا ان زوجها كان قد طلقها بعدما هربت .. فوافق اهلها بعد التعهد للشيخ وللشيوخ الاخرين الذين حضروا الصلح.. وفعلا عادت الفتاة معهم.
وبعد ايام جاء شيخ القبيلة وطلبها لزواج من احدى ابنائه وافقت عليه وهنا انتهت قصتها..
العبرة من القصة:- لاتجبر غيرك على فعل شيء وهو ليس راضي على فعلة ...فكل شخص في هذه الحياة من حقة القبول والرفض...