ابتلت العروق"

صدى الحقيقة: خاص
قصة قصيرة:  كتب : عيشة صالح محمد
في أول يوم صيام، كانت مائدة الإفطار تعج بما لذ  وطاب، وكل طبق يقول أنا الأفضل هلموا، ليس هذا ما آثار حيرتي بالطبع، هناك أمر آخر يشكل بالنسبة لي معضلة، ومشكلة الموسم، إنها الأطباق والقدور، والملاعق كذلك لن أستثنيها، كلما فكرت فيها انتابتني قشعريرة، كالتي تحدث لمن مشت على رجله سحلية.
وبينما كنت أهيئ نفسي للأمر الواقع، حدث ما لم أكن أتوقعه، شيء مذهل، فوق ما كنت أحلم به، أخرج أخي الأكبر صندوقا من حجرته، وقال لي: 
"ما بداخله سينهي كل متاعبك في غسل الأطباق."
 ثم فتحه وأخرج منه جهازا، أخذت أتفحصه، وقلبي يرقص غبطة، رغم أني إلى هذه اللحظة لم أكن أعلم ما هو، فسألت أخي:  
- "ما يكون هذا؟"
- "روبوت"
- "روبوت؟!"
- "أجل ... كما سمعتِ روبوت، سيغسل كل الأطباق والقدور والملاعق، وسينظف المغسلة كذلك ووجه البوتاجاز، إنه روبوت ذكي، نحن في عصر الذكاء الاصطناعي، وداعا لهموم الجلي والتنظيف، وكريم ترطيب اليدين.
قام الروبوت بكل المهام الموكلة إلي على أكمل وجه، وأنا مستلقية على الأريكة، وعندما فرغ من عمله أقبل علي وأمسك بيدي يجرني إلى جهة المطبخ ليريني الإنجاز الذي قام به، كان روبوتا ذكيا حقا، وأنا من شدة كسلي لم أرد حتى النهوض لأرى، فسحب يدي بقوة، صرخت:
"اتركني ... اتركني" 
فتحت عيني، فكانت أمي تسحبني من يدي وتقول:
"سمحت لك بأخذ راحة عشر دقائق قبل غسل المواعين، لا أن تنامي وتحلمي ... إلى المطبخ حالا"