صدى الحقيقة : متابعات
تجد الطيور مع السفن طريقة أسهل للسفر، لطالما روت طواقم سفن الشحن قصصاً عن طيور، كالعصافير وطائر السبد والبوم ومالك الحزين، استقرت على سطح القوارب، بعضها لدقائق والبعض الآخر لأيام.
تفيد مجلة «هاكاي» المختصة بالأخبار العلمية المرتبطة بالسواحل والكائنات البحرية والبيئة، أن طائر الدخيلة الصغير، نادراً ما شوهد في المملكة المتحدة، إذ يقع موطنه على بعد 4800 كيلومتر، في غابات الصنوبر في أمريكا الشمالية، ويقضي الشتاء في أمريكا الجنوبية.
يقول عالم الطيور الفخري بجامعة ولاية كاليفورنيا، روجر ليدير، من غير المحتمل أنه حلق عالياً في السماء وخرج عن مساره بفعل التيار النفاث. الاحتمال الوحيد أنه أخذ قارباً، مشيراً إلى وجود لقطات فيديو لسرب كامل من الزرزور يهبط على قارب صيد في بحر الشمال، وحتى سفر العقاب الصغير يستقل سفينتي شحن، قبل أن ينهي الرحلة بمفرده.
تلك الظاهرة اسمها «الهجرة بمساعدة السفن»، وفقاً لعالم الحيوان بجامعة باليرمو بإيطاليا، مورينيز سارا، الذي قام برحلة بحثية لمدة شهر في البحر الأبيض المتوسط، ولاحظ الطيور الأرضية، مثل الذعرة والأبلق، وهي تهبط على القارب.
ومن ملاحظاته لألوف السفن كل يوم، ومليارات الطيور المهاجرة، يقدر سارا أن ما يصل إلى أربعة ملايين طائر يتوقف للراحة على القوارب، خلال هجرات الربيع عبر البحر، ويعتقد أن شيئاً مشابهاً ربما يحدث في محيطات أخرى أيضاً.
ويهاجر ما يقرب من 4 آلاف نوع من الطيور، ألوف الكيلومترات، في وجه رياح معاكسة وعواصف، ومن دون ماء وغذاء لفترات طويلة. وفيما الجزر نادرة، فإن ما يصل إلى 90 ألف سفينة تجوب مياه العالم بانتظام.
يتكهن سارا بأن الطيور طورت استراتيجية هجرة جديدة لهذا العصر الحديث، حيث تستخدم فيها سفن الشحن والناقلات والسفن السياحية، كنقطة توقف في الرحلات الجوية العابرة للقارات.
كتب في ورقته البحثية، حتى التوقف القصير قد يكون كافياً لتجنب الجزء الأكثر إرهاقاً من عبور الضغط الجوي المنخفض أو التعافي من الإجهاد.
يعتقد عالم الأحياء في جامعة مانشستر متروبوليتان، إلكسندر ليس، أن تقييم سارا لأربعة ملايين طائر، مرتفع، لكنه لاحظ أن لجنة السجلات لاتحاد علماء الطيور البريطانية، أفادت عن مشاهدة طيور مثل الطائر المحاكي الشمالي، أو الدراج البني في المملكة المتحدة، على الرغم من أنها ليست محلية.