السم

صدى الحقيقة: خاص
   
 
خاطرة :  أثمار المحروقي
 
أستيقطت من النوم تصرخ بصوت عال من شدة الالم. 
فقد كانت معدتها تتمزق من الداخل كانها ابتلعت كرتونا من المشارط والامواس. 
كانت يداها ترتجف والعرق يتصبب بغزارة منها وهي تصرخ: هذا مافعلته يداي هذا ماجنيت به على نفسي... 
 
لم يفهم احد ممن هرع لنجدتها وافزعه صراخها ماكانت تقول او ماذا تقصد بل لم يكن الوقت سانحا لذلك، فقد كانت تتلوى كانها افعى،  وقد هالهم ما رأوه. 
 
تدهورت حالتها كثيرا في المستشفى. ولم تشفع لها المهدئات والعقاقير في تحسن حالتها.. اثارت حالها ريبة الممرضة المشرفة على حالتها،  فقد كانت تراها بين حين واخر تهذي بكلمات وتمتمات غير مفهومة. 
خافت الممرضة من تدهور حالتها النفسية.. نعم النفسية.. فمن الواضح ان الفتاة تعاني من ازمة نفسية وليست عضوية بالضرورة فهي تحمل سرا خطيرا سبب لها هذا الهذيان. 
تقربت الممرضة منها محاولة ان تستدرجها للحديث وسرد قصتها واخراج مابداخلها حتى تستريح وتزيح مابها من هم كالجبال. 
 
فعلا نجحت الممرضة في استدراجها للحديث معها.. تقول الفتاة: 
عندما كنت في سن العشرين تعرض اهلي للافلاس وخسرنا جميع ممتلكاتنا فلم يعد لنا شيء في تلك القرية التي كنا نسكنها، لذا قررنا الرحيل منها. 
وتضيف الفتاة.. كنت حينها مخطوبة على ابن خالي، كان شابا رائعا وكنت احبه ويحبني. 
 
مرت الايام والاشهر ثقيلة علينا فقد ساء حالنا اكثر فاكثر وانغلقت الابواب في وجه اسرتي. 
ذات يوم جلس والدي مع اصدقاء له يتحدثون فيما بينهم، فدار حديثهم حول احد التجار، كان ثريا جدا ورغم كبر سنه وشيخوخته فهو يبحث عن عروس فتاة صغيرة في السن تكون الزوجة الرابعة له. 
 
جاءت الفرصة على طبق من ذهب لوالدي فما ان سمع ابي الخبر حتى عرض على التاجر بانه سيزوجه ابنته التي هي أنا.
تحدث ابي  وكان القهر والحسرة تملٱن عينيه ....وكانه يقول  يقول سامحيني ياابنتي ليس بيدي اي حيلة.
 
احسست بما يدور في داخله، وماكان علي إلا أن البي  طلبهم وافسخ خطوبتي من ابن خالتي وارمي خلفي كل تلك الاحلام والحب بكل مافيه ..
 
تم الزواج وكان الجميع يقول ان ذلك الشايب لن يعمر معي فهو في ايامه الاخيرة وانا مازلت في ريعان شبابي.
 هكذا ظنوا وهكذا ظننت.. مرت الايام والسنين ثقيلة علي  وانجبت منه ولدا وبنتا ومازل حيا يرزق.
لم احتمل العيش بعدها ..وبدأ الضيق والكره يدب في نفسي وبدأت تترودني هواجس شيطانية،، لما لا اتخلص منه وانهي هذه المعاناة... وبالفعل بدأت انفذ ماخططت له. 
في احد الايام اعددت  لزوجي كوب حليب وخلطته مع سم قاتل كنت قد شريته قبل ذلك. 
كنت خائفة جدا لكني عزمت على التنفيذ فاما ان اقتله او اموت انا بهذا الحال معه.. 
 
 وقبل ان ينام أعطيته الحليب لكي يشرب.. برهة قليلة  وبدأ السم يدب في عروقه ولم يتحمل  الالم وهو ممسك  معدته ويصرخ بصوت عالي.. 
انتابني الخوف كنت معتقده انه سيشرب ومباشرة سيموت دون ان يشعر احد بذلك وتكون موتة قضاء وقدر.... ذهبوا به اولادة من زوجته الاولى الى المستشفى بمجرد دخلولهم للمشفى توفى...ولم يعرف احد السبب وقالو انه كبير في السن وفي اي  لحظة كان سيموت.
كنت مابين خوف  وفرح ....خوف من أن ينكشف الجريمة التي  أرتكبتها....وفرحا لاني ساعود لأبن خالتي الذي ارتكبت هذه الفعلة من اجل أن اعود إليه.
وبعدها بأيام وصلني خبر زواج ابن خالتي فكانت صاعقة ارمتني على الارض ولم استطيع القيام الاوانا بالمشفى .
هذه الصاعقة المت بي من بعدها لم اجد العافية فكنت يوميا اشعر بألم مستمر في معدتي...إلى جانب الهواجس والاشباح التي اتخيلها بصورة زوجي.
انتهت الفتاة من السرد وبعدها بأيام توفت بعد زوجها بشهرين فالله سبحانه وتعالى ليس بغافل ....يمهل ولايهمل..