كان ذلك صعبًا•"

صدى الحقيقة: خاص
 
خاطرة : أُسامة الـدرغامي
 
لقد كتبت الكثير والكثير من الكلمات ولكنِ لم اجد ما يصف ما انا عليه ..
كل هذه الشجاعه التي ابذلها يوميًا في مواجهة هذا الكم من المشاكل والاضطرابات بمفردي من دون انحناء او تعب ، هذه الحاله الصلبه التي لا تقبل الدهس او الانكسار .. هذا الثبات الذي لا يحتمل فكره السقوط ،
كل هذه القوه تجعلني اختنق ..
تجعلني وحيد وصامت ومضطرب ...
اعتقد انه لم يكن من السهل عليّ يومًا ان أذرف الدموع مثل الجميع مهما كانت الأسباب كنت اريد فعل ذلك وبشده ..كنت اريد لداخلي النجاه من طوفان الهاويه هذا لكن كان هناك سد هائل من الكبرياء يقف على مشارف إجفاني ..
كنت اظهر للجميع بصوره الجبال او الأشجار كنت بالنسبه لهم لامبالي،عديم المشاعر،نرجسي،ومضطرب لا يمكنه الصمود أمام مزاجه ...
ولكن لا يعلمون اني ابتلع هذه الجبال وانني مثقل من الداخل وكأن العالم كله محتجز في حنجرتي كنت أودّ كثيرًا ان لا اشعر كنت اتمنى ذلك كثيرًا وانا اقصد كل حرف ، كنت اشعر بكل شي كنت من هول هذه المشاعر وكثرتها لا أميز كنت اشعر حتى بحزن النمله على فراق ابنها الذي دهسه احد الماره وهو ذاهب لعزاء أخيه كنت ومن فائض الشعور أعجز عن التعبير ...
قد يكون الصمود امام مزاجي أمر مستحيل ففي كل مره احاول ذلك افقد الكثير ..
كان بمثابة المستحيل بالنسبة لي ان اخرج من دوامه الهوس والاكتئاب كان الامر أشبه باللعنه كان كل شي يشعرني بالامان والارتياح ومن ثمَّ يحدث العكس تمامًا يصبح كل شي باللون الأزرق عيني .. يدي .. والأعمق من ذلك قلبي .. كان الامر أشبه بالتحليق على بعد مئه واحد عشر مترًا من الارض وفِي حين تمكنك من الوصول الى السماء السابعه تسقط للهاويه وكأنك مررت بذلك المثلث اللعين الذي يسمى بـ برمودا ..كان كل ذلك متعبًا لشاب لم يتجاوز التاسعة عشراً  مع كل هذه الخسارات والمواجهات وكأنه عجوز هرم في أواخر المائات 
كان ذلك صعبًا