آخر حل"

صدى الحقيقة: خاص
قصة قصيرة : عيشة صالح محمد
ألقت بجسدها بجانبه على السرير، ما زالت عيناه معلقتين في سقف الحجرة، نظرت إليه شزرا، تنهدت بعمق "إلى متى سنظل على هذا الحال؟ هذه ليست عِيشة آدمية، سئمنا وتعبنا وتعب الأطفال معنا" 
ما زالت عيناه على حالها، لا تنقشع من سقف الحجرة، أكملت بعد تنهيدتين "ما الذي رماني هذه الرمية، أين كان عقلي يوم جئت خاطبا، يلعن أبو الحب وسنينه، إن كان سينتهي بي الحال إلى حياة الشحاتين"
بلع ريقه بصعوبة، ثم أدار جسده عنها، بقي ممدا على جنبه متوسدا كفه، وما زالت كلماتها تخترق سمعه "هذا ما تحسنه، تسمع وتسكت، نام الأطفال بلا عشاء،  أيرضيك هذا؟ سيستيقظون غدا، يبكون من الجوع، هل ستتدبر أمرك؟ أم ستغيب ععادتك طوال النهار ثم تعود خالي اليدين؟ تتدارى من خيبتك وعجزك"
توقفت عن الكلام، حين بدأ يسعل ثم تنحنح وعاد لسكونه، فاستأنفت "أكل وجوهنا الناس من كثرة الديون، لم يبق شيئ في البيت قابل للبيع لنبيعه، ألست رجلا كبقية الرجال؟"
نهض من فراشه، صرخ بأقصى حد استطاعه "كفى" ... غادر الحجرة إلى الصالة، واصلت كلامها بنبرة أعلى من قبل "لو كان أولادك أيتاما لرحمنا الناس، ولكنا الآن محسوبون بظهر رجل" ... في الصباح استيقظت نظرت إلى مكانه خاليا، حدثت نفسها "هكذا إذن، لن أراضيه هذه المرة فليغضب" غادرت سريرها توجهت إلى الصالة، عندها شهقت شهقة أحرقت كبدها، رأته مشنوقا بحبل يتدلى.