أشلاء صديق

صدى الحقيقة:خاص

خاطرة : ياسمين حافظ  


في لحظة ما تذكرتك ياصديقي وتذكرت كل أوقاتنا معا .

نعم ياصديقي اشتاقت إليك كثيرا، وإلى أحاديثنا الطويلة، فكنت دائم الوصل معي في الصغيرة والكبيرة

فقد كنا ياصديقي نتقاسم كل شيئا معا، نضحك ونبكي سويا، حتى في الأحلام كنا نتقاسم فيها ونتهيأ لها بالثوب المطرز بالنجوم ونغوص فيها لعلها تكون .

لن أنسى ياصديقي مشاركتك في أفراحي وأحزاني، وكنت أتغافل عن همومي بك، فكنت سندي في الحياة.

وفي طلاسم أفكاري كنت تفكها لتصل إلى الحلول، وتفهم أفكاري المشتتة وتلعثماتي المتجددة، وكنت دائما لي تعون

وفي عيوبي كنت تسترني بثياب التجمل بعيدا عن العيون، وعند تعاظم أخطائي تلتمس لي الأعذار، و لأسراري دائما تصون

ولكن ياصديقي !!!!          
مضى بنا قطار الحياة سريعا، حتى طوينا صفحات صداقتنا النبيلة، وأصبحت الغربة منهجنا، والبعد يحتوينا

تواعدنا ألا نعرف الفراق في حياتنا، ولكن مزقتنا الأيام وافترقنا

قذفتنا أمواج الحياة العاتية بعيدا، و أصبحت الفراغات تملأنا .

وأنا الآن ياصديقي شديد الاحتياج لك، فإني ضائع مشرد بدونك، فقد كنت وطنا عظيما لي، ولا يوجد من يحتويني فقد صعقني فراقك الملعون .

ليس لي من يفهمني جيدا مثلك، ويقدر مشاعري ويراعي مشاكلي و يستر عيوبي، ويشد من آزري ويسند ظهري، فكنت أنت بحضورك المميز العلامة الفارقة في حياتي، و ذلك الوقت لم أجد غير العلامات الفارغة.

لقد هرمت ياصديقي ومزقني الهجر الملعون، لقد تركتني سجين الحنين خلف جدران الأيام .

لن أجد غير أشلاء صديق على الطريق، تتبعثر هنا وهناك، وأصبح الغياب عليه مجبرين

ولا أعلم حتى الآن ما الذي طرأ علينا ياصديقي، هل العيب بداخلنا ام الزمان أجبرنا على الغياب، وكل ما أتاكد منه هو ذكريات صداقتنا العظيمة، فهى كالوتد في ذاكرتي لن تتزحزح أبدا

سأظل أتذكرك كلما شعرت بالضيق، وأتذكر احاديثنا الطويلة لكي تهون علي همومي وتقصر علي الطريق، سأكتب اسمك بحروف من الذهب على جدران قلبي، لن أنسى أنك كنت كما قال الكتاب ” الصديق عند الضيق ” و كنت تعطيني القوة والحماس، فكلما اتذكرك ابتسم طويلا مع تنهيدة اشتياق لتصبح صديقي القريب وليس أشلاء صديق