عدن : بن غودل يلتقي بمكتبه مدير ثقافة لحج باسل فيصل علوي
" التقى صباح اليوم الموسيقار احمد صالح بن غودل مدير عام مكتب الثقافة في العاصمة عدن بمكتبه بال...
خاطرة: زُبيدة الحريري .
ينجو المَرء بأَحبّته عندما يشعُر بالإرتياح بِرفقة أحدهم، علاقة مُريحة بسيطة لا يضرّها غياب، ولا يفسدها بُعد زمان، الأساس بِها صحيح، والودّ بها مَحفوظ، والعُذر بها مُقدم، والكلفة منها مَرفوعة، والحديث لها ومعَها يؤخذ على أحسنّه في كُلّ حال، يجب أن تفهم وتتّفهم حقيقة ما تعنيه الألفة تِجاة أحبّته، أن يمضي الوقت سريعاً بلا شعور، أن لا تفكر بالإنشغال ولو لحظة، أن تكون مُطمئن، أن يكون الحديث سرداً مُتصلاً، فِكرة تتلوّها فِكرة، أن لا تقلق من لحظات الصمت، أن تكون الرِفقة بحد ذاتها مُتعة بشكل لا يمكن إستيعابه، بمُجرد شعور أنه بمكانٍ لا يستنزفه في رهق التبرير، لا يضعه بزواية ضيقة ويضطره للكذب، فقط يكون على ماهوَ عليه، يقول ما في نفسه: هذا أنا، هذا أخطائي، وهذا يُؤلمني، وهذا إيجابياتي، وهذا سِلبياتي وهذا حصيلة سنوات من الفشل، بمُنتهى البَساطة، يجد أن النَظرة نفسها له لم تتغير عنه، لم يُسخر منه، ولم يُصدر عليه أحكام وقوانين وشروط بالعمل بِها، لم يُجلد بكلمات تأنيب، فقط مساحة أمان وإطمئنان تُؤكد له أن هذا كله طبيعي، أنه إنسان يُخطئ ويُصيب، وأنه ما زال مَحبوباً ومَرغوباً فيه بشدّة بأي حالٍ كان عليه، وبكُل الخطايا التي تثقله، حتى بكُل الأشياء السيئة التي فعلها ولا يستطيع هو نفسه أن يغفرها لذاته، فَ دوماً يجب علينا الرِفق والتَرفُق بالأحِبّه، لأنه الإنسان غالباً يُمنح لمن أحبّه بِصدق ما يعجز عن مَنحه لنفسه، فَ يتباهى بحُبه وعطاءه وأن يعطيه مقامه الذي يُليق به في قلبه من حُب، وإطمئنان، وألفه، وموده، وتقدير من نوع آخر لا يفهمه إلا النُبلاء في حُبهم، لذلك تَرفق بُه مره أُخرى و دوماً يا رَفيق .