في قلب حي الرصاصة بمدينة الشحر شرق حضرموت، تَجَلّت روح الفرح والتآلف في لقطة جمعت أبناء حي مربع الهدى السكني بمناسبة عيد الفطر المبارك، حيث شهد مسجد الهدى، الذي يعد من معالم الحي البارزة، اجتماع أعضاء لجنة الحي مع الأهالي من كافة الأعمار، حاملين بين أيديهم أمانيهم وتبريكاتهم في لحظات تصنع تاريخاً من التواصل الإنساني الحقيقي.

منذ بزوغ فجر العيد، بدا الحي كأنّه لوحة فسيفسائية تنبض بالألوان؛ تجمّع الكبار والصغار معاً، وتلاقت الوجوه في ملامح الفرح والسرور، لقد أضفت هذه المناسبة لمسة من السحر على الحياة اليومية، حيث ارتسمت على وجوه الجميع علامات المحبة والود، متبادلة بين الأفراد تروي قصة وحدة وترابط مجتمع لا يعرف الفرقة.

يُعد هذا اللقاء السنوي استمراراً لتقاليد راسخة تعكس أصالة المجتمع وحرصه على الحفاظ على القيم الاجتماعية الأصيلة، ففي كل عام، يتم تجديد العهود بين أفراد الحي، حيث تُستحضر ذكريات الماضي العريق وتُبنى جسور الثقة والتعاون للمستقبل، وقد أثبت هذا التجمع أن البسمة والتهنئة ليست مجرد كلمات تُقال، بل هي شعور ينبض في قلوب الجميع، معبّراً عن الألفة التي تجمع أفراد الحي في شغف واحد.

لم يكن اللقاء مجرد تجمع عابر، بل كان احتفالاً شاملاً للروح الاجتماعية؛ فقد انتشرت رائحة البخور والمشروبات الرمضانية المميزة، وتداخلت مع ضحكات الأطفال وصوت الأحاديث الدافئة بين الجيران، في عصر هذا اليوم، تحول مسجد الهدى إلى مسرحٍ يحتفي بالحب والوفاء، حيث ساهمت كل لحظة صغيرة في رسم لوحة فنية من التلاحم والإنسانية.

خلال فعاليات العواد الجماعي، ظهرت معاني الوحدة الحقيقية؛ فقد تناقل الأهالي التهاني والمباركات بروح من التفاؤل والاحترام المتبادل والمصافحة، مؤكدين أن الفرح الحقيقي يكمن في القرب الاجتماعي، وبذلك، يُعد هذا الحدث بمثابة رسالة أمل لكل فرد من أفراد المجتمع، تذكرهم بأن الوحدة والتعاون هما الطريق لبناء مستقبل مشرق يسوده الوئام والانسجام.

وبهذه المناسبة المضيئة، حيث تعود الى ابناء حي الهدى  عادته السنوية في استحضار أجمل معاني الترابط، واضعاً حجر الأساس لمجتمع يعيش في سلام وسعادة، يُعيد للأذهان أهمية التواصل واللقاء في زمن أصبحت فيه القيم الإنسانية أثمن من كل شيء.