بعد انسحاب الإمارات .. السعودية أمام تحد بتعريف دورها في اليمن

صدى الحقيقة : خاص

التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن لم يعد كما كان، و انسحاب الإمارات بعد قطر يعكس تآكل بنيته السياسية والعسكرية. و أصبحت السعودية اليوم أمام خيارات صعبة، بينما يراقب المجتمع الدولي المشهد بقلق متزايد.


السؤال الذي يطرح نفسه : هل لا يزال التحالف موجودًا؟

من الناحية الشكلية، التحالف العربي لا يزال قائمًا بقيادة السعودية، لكن من الناحية العملية، فقدَ الكثير من زخمه وفاعليته، والتي تمثلت في : 

فانسحاب قطر (2017) جاء على خلفية الأزمة الخليجية، وهو ما أضعف التماسك السياسي داخل التحالف.

وانسحاب الإمارات (2025) بعد اعلان وزارة الدفاع الإماراتية إنهاء ما تبقى من فرق مكافحة الإرهاب في اليمن، بعد تقييم أمني شامل، مؤكدة انتهاء دورها العسكري ضمن التحالف.

تراجع مشاركة دول أخرى مثل البحرين والسودان، التي قلّصت وجودها العسكري تدريجيًا.

وعليه فان تحالف دعم الشرعية في اليمن بات أقرب إلى كيان رمزي، تفتقد قيادته إلى الدعم العسكري والسياسي الفعّال من شركائه السابقين.


خيارات السعودية بعد انسحاب الإمارات : 
السعودية تجد نفسها اليوم أمام مفترق طرق، وتتمثل خياراتها فيما يلي : 

إعادة هيكلة التحالف : 
من خلال بناء تحالف جديد يضم أطرافًا فاعلة على الأرض، مثل المجلس الانتقالي الجنوبي، وقوى محلية في مأرب وتعز وقد فشلت السعودية في إيجاد شريك في الشمال .

تقليص الاعتماد على الشركاء الإقليميين، والتركيز على دعم مباشر لقوات موالية لها.

الانخراط في تسوية سياسية شاملة : 
دعم مفاوضات سلام شاملة تشمل الحوثيين، والمجلس الانتقالي .
القبول بتعدد مراكز النفوذ كأمر واقع، والسعي لتثبيت وقف إطلاق النار.

الانسحاب التدريجي :
تقليص الوجود العسكري في اليمن، والتركيز على تأمين الحدود .
دعم جهود التنمية وإعادة الإعمار في المناطق المحررة كوسيلة لتعزيز النفوذ الناعم.


الموقف الدولي : 

المجتمع الدولي يراقب التطورات عن كثب، وتبرز ملامح موقفه في:

دعم الحل السياسي والذي تقوم به الأمم المتحدة والولايات المتحدة اللتان تدفعان نحو تسوية شاملة، مع تراجع الحماس لأي حلول عسكرية.

القلق من الفراغ الأمني بعد انسحاب الإمارات يثير مخاوف من تمدد الحوثيين أو الجماعات المتطرفة في مناطق استراتيجية مثل حضرموت والمهرة.

الاعتراف بالفاعلين على الأرض و هناك إدراك متزايد بأن المجلس الانتقالي الجنوبي بات طرفا لا يمكن تجاوزه في أي تسوية.


انسحاب الإمارات يُعد نقطة تحوّل مفصلية في مسار تحالف دعم الشرعية، وأصبحت السعودية اليوم أمام تحدي إعادة تعريف دورها في اليمن، إما عبر تحالفات جديدة أكثر واقعية، أو من خلال الانخراط في تسوية سياسية شاملة. 

أما الجنوب، فقد بات رقماً صعباً في المعادلة، والمجتمع الدولي بدأ يتعامل مع واقع جديد متعدد الأقطاب داخل اليمن.