في رسالة الكونغرس الأمريكي إلى الرئيس ترامب

تنظيم القاعدة في اليمن برز كحليف للسعودية

صدى الحقيقة : متابعات

اتهمت صحيفة "ذا نيشن" الأمريكية، في تقرير نشرته، الأربعاء 5 أبريل/نيسان 2017، الولايات المتحدة، بانها أحد الأطراف المتصارعة في الحرب باليمن، كما اتهمتها بانها تساعد السعوديين - المتورطين في هجمات 11 أيلول/ سبتمبر - في حربها الوحشية باليمن، ودعت الولايات المتحدة الى وقف دعمها للحرب السعودية على اليمن.

وذكرت الصحيفة في التقرير الصادر عن الأمم المتحدة في 27 مارس، أن الحرب السعودية في اليمن أدت إلى كارثة إنسانية كبيرة، حيث تعرض ما يقرب من 7 ملايين شخص لخطر المجاعة وأكثر من 14 مليوناً لا يستطيعون الحصول على الخدمات والرعاية الطبية. ووفقا لمنظمة الصحة العالميةفقد قتل 7719 شخصا وجرح 42922 منذ بداية النزاع في مارس 2015.

مشيرة، انه بصفتنا - بحكم الأمر الواقع - أحد الأطراف المتصارعة في الحرب باليمن، فإننا نقدم المساعدة والدعم للورثة الأيديولوجية لمن هاجموانا في 11 أيلول / سبتمبر.
مشددة ان الحرب الوحشية ضد اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وبدعم من الولايات المتحدة، لا يظهر أي علامة على نهايتها.

ومما يبعث على القلق، كما تقول الصحيفة، فإن الولايات المتحدة تعمل كمحارب بحكم الأمر الواقع منذ أكتوبر/تشرين الأول 2015 على الأقل، عندما أعطى الرئيس أوباما الضوء الأخضر لشركة "لوكهيد مارتن" لبيع السفن الحربية الأربع "المتعددة المهام" للسعودية والبالغ قيمتها نحو 11.25 مليار دولار. جاء هذا بعد شهر فقط من تلقي التحالف العسكري بقيادة السعودية انتقادات حادة في جميع أنحاء العالم بسبب قصفه لحفل زفاف في جنوب اليمن، مما أسفر عن مقتل 135 شخصا. في ذلك الوقت، أصدرت إدارة أوباما "تعبيرا عن القلق" الروتيني والنفاق على الحادث.
وفي الأسبوع الماضي، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن ترامب يعتزم اكمال سياسة أوباما وتوسيع نطاق مشاركة أميركا في الكارثة المستمرة في اليمن.

وقالت الصحيفة إن الإدارة تدرس "ما إذا كانت ستقدم الدعم لعملية تقودها دولة الإمارات العربية المتحدة للسيطرة على ميناء الحديدة، والذي يمر عبره المساعدات الإنسانية والإمدادات". وافاد تقرير الواشنطن بوست ان "الموافقة على الطلب"، "قد يشكل تحولا كبيرا في السياسة". وربما لا يكون هذا مفاجئا تماما نظرا لأن ترامب قد كرس فريق سياسته الخارجية "الصقور" الذين يشاركون مخاوف المملكة العربية السعودية وإسرائيل الوهمية من إيران.
وفي الوقت نفسه، اشار تقرير صحيفة "ذا نيشن" يبدو أن مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية حريصة جدا على المساعدة في تعقيد خطأ الإدارة.

وذكرت الصحيفة انه في الأسبوع الماضي، استمعت لجنة مجلس الشيوخ إلى شهادة من مايكل سينغ من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الذي قال للمجلس إن "جهود إيران الرامية إلى عرض السلطة قد زعزع من استقرار لبنان، وأطال أمد الحرب الأهلية السورية، وأثار الاستياء بين العرب السنة وصعود جماعات جهادية مثل تنظيم الدولة الإسلامية".
وسخرت الصحيفة من أن إلقاء اللوم على إيران بسبب صعود تنظيم "الدولة الإسلامية" مشابه للتعبير الجديد عن ان "الأسد -خلق داعش"، لأن كلا الرأيين يتجاهلان بشدة أن داعش ينظر إلى إيران والأسد على أنهما عدو رئيس، وأنه وفقا لوزير الخارجية السابق جون كيري ، فإن إيران تقاتل، ولا تمول داعش، خلافا لبعض "حلفائنا" المزعومين في المنطقة.

ومع ذلك، فإن بعض الضغوط التي تمس الحاجة إليها ضد الاندفاع نحو المواجهة مع إيران، وخاصة فيما يتعلق بخطط الإدارة في اليمن، آخذة في الظهور. هذا الاسبوع، قام الائتلاف الحزبي المكون من اعضاء مجلس النواب، بمن فيهم الديمقراطي مارك بوكان، والديموقراطي تيد ليو، والكنيست الجمهوري ميشغان جاستن اماش، والجمهوري من ولاية كارولينا الشمالية والتر جونز، بتعميم رسالة الى الرئيس ترامب تعترض على تصاعد مشاركة الادارة في اليمن.
وقال المشرعون في الرسالة الموجهة الى الرئيس ترامب، انهم "قلقون من التقارير الاخبارية التي تشير الى ان تنظيم القاعدة في اليمن برز كحليف بحكم الامر الواقع للسعودية، التي تهدف ادارتك الى الشراكة بشكل اوثق معها".

وتساءلت الصحيفة: لماذا الافراج عن الرسالة الآن؟ "لقد شعر الأعضاء بالقلق منذ فترة طويلة من قبل الولايات المتحدة - بصفتها مشاركة في الحرب - تزويد السعوديين بالوقود الجوي والمساعدة في تحديد الاهداف في الواقع، كما قال أحد موظفي الكونغرس على دراية بهذه المسألة.

ولفتت الصحيفة ان ما يثير القلق أيضا لدى أعضاء مجلس النواب أن الإدارة تبدو عازمة على تجاوز الكونغرس. في الواقع، على عكس التدخلات العسكرية السابقة، كتلك الموجودة في سوريا تحت أوباما، فإن الإدارة لا تهتم حتى بإخفاء العملية اليمنية، ومتجاهلة تفويض عام 2001 لاستخدام القوة العسكرية، ضد تلك الدول او المنظمات او الاشخاص "الذين حددهم الرئيس انهم" خططوا او اذنوا او ارتكبوا او ساعدوا في الهجمات الارهابية التي وقعت في 11 ايلول / سبتمبر 2001".
ولسبب وجيه، كما توضح رسالة الكونغرس: لم يكن الحوثيون والقوات المتحالفة أبداً مرتبطة "بالقاعدة، ويعارضون بشدة القاعدة المتطرفة، التي تشجع العنف الطائفي ضد الشيعة".

في الواقع، كما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، كان ماتيس الذي يعتقد أن سياسة "الدعم المحدود" للسعودية والإمارات العربية المتحدة في اليمن من شأنها أن تساعد في مكافحة "تهديد مشترك"، وهذا يعني إيران.