الأيادي البيضاء في كل مجال

دور بارز لـ «الهلال الأحمر» الإماراتي في المناطق المحررة

صدى الحقيقة : الاتحاد : رعد الريمي

برزت دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل لافت خلال الفترة الأخيرة بمساهمتها الفاعلة في جهود دعم شعبنا على جبهات عدة، وفيما تفضل الآلة الإعلامية اتباع صخب الحرب وضجيج العمليات العسكرية في حرب استعادة السلطات الشرعية ومواجهة جماعة الحوثي الموالية للنظام الإيراني، فإن هناك جهوداً أكبر تبذل على المستوى الإنساني وعمليات أخرى أقل صخباً، لكنها أكثر وقعاً وتأثيراً، وهي تلك المتعلقة بخطط إعمار البلاد ، وإعادة «سعادته» إليه.

تلعب هيئة الهلال الأحمر الإماراتية دوراً كبيراً ضمن استجابة مبكرة للنداء الإنساني للشعب بعمليات إغاثية جاءت على قدر الحدث وحجم الأضرار، في ظل تأكيدات باستمرار الهلال الأحمر في تقديم المساعدات المطلوبة لإعادة الحياة في المحافظات كافة.

بداية العطف والعطاء :

بدأت الإمارات مبكراً تنفيذ مشاريع إنسانية في مختلف مناطق اليمن المتضررة من الحرب والظروف الاقتصادية، وقد بلغ عدد المستفيدين من المساعدات الإغاثية التي تقدمها هيئة الهلال الأحمر الإماراتية منذ شهر يناير 2015 وحتى سبتمبر 2016، نحو 2.6 مليون شخص.

ففي الوقت الذي أطلقت الأمم المتحدة مناشدة لجمع 2.1 مليار دولار لتوفير الغذاء ومساعدات ضرورية أخرى يحتاج إليها 12 مليون شخص في اليمن الذي يواجه خطر المجاعة، كانت الإمارات في صدارة الدول الداعمة، حيث بلغ حجم المساعدات الإنسانية التي قدمتها الإمارات استجابة للأزمة الإنسانية التي يعانيها اليمنيون - منذ بدء الأزمة - نحو 744 مليون درهم، ما يوازي «202 مليون دولار أميركي»، وذلك حتى شهر أغسطس عام 2015. ووصل حجم مساعدات الإمارات خلال عام 2015 إلى اليمن إلى 430 مليون درهم، منها نحو 190 مليون درهم لتوفير الوقود والطاقة الكهربائية، ونحو 110 ملايين درهم للمساعدات والمواد الغذائية، بجانب 80 مليون درهم مساعدات طبية، و30 مليون درهم لتوفير المياه والصرف الصحي، و20 مليون درهم لمواد إغاثية متنوعة.

ويذكر أن قوافل المساعدات الإماراتية عبر هيئة الهلال الأحمر الإماراتية لا تزال تتدفق على المحافظات عدن، تعز، شبوة، مأرب وحضرموت ساحلاً ووادياً، فيما تتميز قائمة المساعدات التي تقدمها الإمارات بالتنوع لتلبية الاحتياجات العاجلة والأساسية كافة، حيث تضم المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والأغطية والملابس والأدوية، لتمد يدها إلى مختلف المحافظات في مجال الصحة والتعليم وإعادة الإعمار.

ومنذ بداية الحرب ، لم تنقطع يوماً هيئة الهلال الأحمر الإماراتية عن مد يد العون، إغاثة للمنكوبين وإعماراً لما هدمته المواجهات والتخريب، والهيئة الإماراتية كانت سباقة منذ 2015 بتقديم يد العون بدءاً من مبادرة «عونك يا يمن» إلى مبادرات شبه يومية في مجال الإغاثة والصحة والتعليم وإعادة الإعمار.

عطاءات بأرقام :

عملت الهلال الأحمر على بناء وترميم 154 مدرسة في محافظة عدن، حيث تم تسليم أكثر من 123 مدرسة في المحافظة بعد تأهيلها وتأثيثها بكامل المعدات المكتبية والأجهزة التعليمية والأثاث المكتبي الخاص بالكادر التعليمي، لتستقبل الطلاب الذين انتظموا في صفوفهم الدراسية بمختلف المراحل التعليمية على مستوى مدارس محافظة عدن ومديرياتها.

وقامت بتوزيع المستلزمات المدرسية على الطلاب والطالبات الذين بدؤوا عامهم الدراسي الجديد، فيما بلغت القيمة الإجمالية لصيانة المشاريع التعليمية وإعادة إعمارها 81 مليوناً و300 ألف درهم إماراتي.

وفي القطاع الصحي، أعلنت الهيئة مؤخراً تكفلها بعلاج عدد كبير من الجرحى اليمنيين، ممن تأثروا جراء الحرب اليمنية في إطار مبادرتها لعلاج 1500 جريح يمني تزامناً مع مبادرة عام 2017، عام الخير، التي أطلقها صاحب السمو رئيس الدولة.

ووفرت الهلال الأحمر الوسائل كافة لنقل الجرحى إلى مستشفيات الدولة، لتوفير العلاج والرعاية الصحية اللازمة لهم، وفقاً لبرنامج تم إعداده بهذا الخصوص، وبناء على التقييم الصحي لكل حالة من الحالات، إلى جانب تقديم كل ما من شأنه أن يحد من معاناتهم، ويسهم في عملية شفائهم ويوفر سبل الراحة لهم، ولذويهم ومرافقيهم خلال فترة إقامتهم في الدولة.

وفي قطاع الطاقة والمياه، قامت هيئة الهلال الأحمر بتشغيل عدد من مولدات الكهرباء في أبين كدعم جديد للقطاع، وذلك من أجل الإسهام في حل المشكلات التي يعانيها وتخفيفاً من معاناة المواطنين.

ووضعت الهيئة خطة لصيانة وتأهيل 40 بئراً تغذي محطة مياه رئيسة في عدن تخدم 450 ألف نسمة، أي حوالي نصف سكان المحافظة البالغ عددهم مليون نسمة، ودشنت الهيئة مشروع إنشاء 50 سداً في مديرية رصد لتجميع مياه الأمطار والاستفادة منها خلال أيام السنة.

وقدمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية مساعدات غذائية إغاثية عاجلة للأسر النازحة في المكلا من محافظتَي شبوة وأبين اللتين دمرت الحرب عدداً كبيراً من منازلهما وقطاع الخدمات الأساسية فيهما، ما اضطر هذه الأسر إلى النزوح إلى مخيم «منطقة خلف» في مديرية المكلا.

مكافحة الأمراض:

يأتي ذلك في وقت سلمت الهيئة ناموسيات مشبعة بالمبيدات إلى محافظة أبين اليمنية، في إطار دعمها لمشروع مكافحة الملاريا في المحافظة، لتخفيف العبء عن المواطنين، ومساعدة الأهالي في التخلص من هذا المرض، فقد قام فريق الهيئة في المحافظة بتسليم 50 ألف ناموسية إلى مدير مكتب الصحة في أبين، ولم تقتصر المساندة الإماراتية لليمن على الإغاثة العينية المباشرة التي تقدم للمواطنين ضمن مشروع السلال والطرود الغذائية والذي بلغ عدد المستفيدين منه حتى أواخر العام 2016 حوالي 2.3 مليون شخص، بل امتدت لتشمل مجالات حيوية أخرى تضررت من الحرب، وعلى رأسها قطاع التعليم، حيث أتمت الهلال الأحمر الإماراتية خلال الفترة المذكورة ترميم وصيانة 178 مدرسة وتجهيزها بالمعدّات اللاّزمة كافة، إضافة إلى إعادة تأهيل الجامعات.

وطالت بصمات الهيئة المؤسسات الصحية، وذلك من خلال القيام بترميم أكبر مستشفيين حكوميين في العاصمة المؤقتة عدن بعد تعرضهما لدمار كبير جراء الاجتياح الحوثي للمدينة، كما تكفلت الهيئة بترميم وصيانة 13 مركزاً صحياً، وقدمت كذلك تجهيزات طبية مخ

مركزاً صحياً، وقدمت كذلك تجهيزات طبية مختلفة من بينها 19 سيارة إسعاف.

وضمن مبادراتها لعام 2017، أعلنت الهيئة التكفل بعلاج 1500 جريح يمني في المستشفيات الإماراتية.
وفي جانب الخدمات الأساسية، دأبت الهلال الأحمر الإماراتية على إعادة تأهيل وتشغيل قطاعات مهمة تعرضت لأضرار فادحة جرّاء الحرب، خصوصاً في مدينة عدن مثل قطاعات الكهرباء والمياه والنظافة والبيئة، حيث قامت الهيئة بصيانة محطات التحلية وحفر الآبار وشراء الخزانات والمضخات وصيانة شبكات الصرف الصحي، إضافة إلى تقديم 16 شاحنة لنقل النفايات و1600 حاوية نفايات للسلطات المحلية.
ونفذت الهلال الأحمر الإماراتية مشروعات مهمة في حضرموت وجزيرة سقطرى ومحافظة أبين ومدينة المخا بمحافظة تعز، وشمل ذلك تقديم وسائل لتحسين الحالة الاقتصادية للمواطنين في تلك المناطق من قبيل توفير قوارب للصيادين وآلات خياطة ومعدات مشغولات يدوية، تنفيذاً لاستراتيجية تهدف إلى إعادة تنشيط الحياة الاقتصادية بالتدريج انطلاقاً من المشاريع الصغرى ومواطن الرزق الفردية.

عطاء مستمر :

تترجم مساعدات الهلال الأحمر المستمرة، والتي لا يمكن حصرها، بوضوح، جدارة الإمارات بالمرتبة الأولى عالمياً كأكبر مانح للمساعدات الإنسانية خلال الأزمة اليمنية.

ويمتد نشاط الهلال الأحمر الإماراتية ليشمل التعاون مع المنظمات الدولية عبر توقيع اتفاقات ثنائية لتنفيذ مشاريع إنسانية في اليمن، ومن ذلك تقديم دولة الإمارات مبلغ 10 ملايين دولار أميركي إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر لدعم تنفيذ الأنشطة الصحية والمياه والصرف الصحي المباشرة التي تستهدف المتضررين في اليمن.ومن ذلك تقديم دولة الإمارات مبلغ 10 ملايين دولار أميركي إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر لدعم تنفيذ الأنشطة الصحية والمياه والصرف الصحي المباشرة التي تستهدف المتضررين في اليمن. كما وقّعت الهيئة اتفاقية تعاون مع منظمة الصحة العالمية تتضمن تأهيل 20 مستشفى في اليمن، وتحسين خدماتها ورفع كفاءتها. ونصّت اتفاقية أخرى على تنفيذ برامج التطعيم ضد شلل الأطفال والحصبة، وغيرها من إجراءات التحصين الروتينية في 11 محافظة يمنية.

وتستهدف الاتفاقية توفير التطعيمات اللازمة لحوالي 643 ألفاً من الأطفال والنساء، منهم 130 ألف طفل دون سنّ السنة الأولى و357 ألف طفل دون الخامسة و66 ألفاً من النساء الحوامل و89 ألفاً من النساء في سن الإنجاب.
وبلغ إجمالي المساعدات الإماراتية لليمن خلال الفترة من أبريل 2015 إلى يوليو 2016 ما يعادل 1.2 مليار دولار أميركي.

إمارات الخير :

إذ يمثل دعم اليمن أحد ثوابت السياسة الإماراتية، التي تقف بجوار الأشقاء العرب، ومساعدتهم على تجاوز الظروف الصعبة التي تواجهها، ومنذ عملية عاصفة الحزم التي انطلقت في السادس والعشرين من شهر مارس 2015، ضد جماعة المتمردين الحوثيين، لاستعادة الشرعية في اليمن، والتي تشارك فيها الإمارات بجهد عسكري واضح، كثفت الإمارات من دعمها لليمن على المستويات كافة، خاصة الإنسانية، لمساعدة الشعب اليمني على تجاوز التحديات التي خلفتها المواجهات العسكرية
مع المتمردين الحوثيين وقوات المعزول علي عبدالله صالح. وانطلق الدعم الإماراتي لليمن الشقيق من مبادئ وأسس عدة.

في غضون ذلك، أكد رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتية الدكتور حمدان المزروعي، استمرار دعم دولة الإمارات العربية المتحدة للشعب اليمني، وجعل قضاياه الإنسانية في مقدمة أولوياتها، والتزامها، قيادة وشعباً، نهجها التضامني مع الشعب اليمني في المرحلة الراهنة.
جاء ذلك خلال لقائه سفير اليمن لدى الدولة فهد المنهالي، لمناقشة خطط الهيئة المستقبلية وبرامجها في اليمن خلال العام الجاري 2017.

وأشاد السفير المنهالي بالجهود الإنسانية والتنموية التي تضطلع بها هيئة الهلال الأحمر الإماراتية باليمن، بمتابعة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر.
وقال إن استجابة الهيئة للأوضاع الإنسانية الحالية في اليمن، تعتبر فاعلة ومؤثرة بكل المقاييس في إعادة الحياة إلى ما كانت عليه قبل الأزمة.

وأشار السفير المنهالي إلى أن مبادرات الهيئة تناولت قضايا رئيسة يحتاجها اليمن في الوقت الراهن، خاصة في المجالات الإغاثية والصحية والتعليم والخدمية الأخرى.
ولفت المنهالي إلى أن تحركات الهيئة الميدانية ووجودها اليومي وسط المتأثرين من الأحداث، وبالذات في المحافظات اليمنية الأكثر تأثراً، ومواكبتها لتطورات الأوضاع، جعلها تحتل مكانة متقدمة بين المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن حالياً.

أرقام كبيرة :

بلغ عدد اليمنيين المستفيدين من المساعدات الغذائية التي قدمتها الدولة حوالي مليون و100 ألف شخص من أبناء الشعب اليمني، وقدر حجم المساعدات بنحو 29 ألف طن، فيما وصلت قيمة المساعدات الإماراتية التي تم توجيهها منذ بدء الأزمة في مجالات الطاقة وتوفير الكهرباء وإصلاح ما تضرر من إنشاءات وشبكات إمداد الطاقة الكهربائية واللازمة لاستمرار المعيشة لأفراد الشعب اليمني حوالي 314 مليون درهم،فيما بلغ إجمالي قيمة المساعدات الغذائية الإماراتية العاجلة نحو 188 مليون درهم، وتشمل الحبوب والزيوت والأغذية المحفوظة، وغيرها من الإمدادات الغذائية. وقدرت قيمة المساعدات الطبية العاجلة والأدوية بحوالي 122 مليون درهم، ومساعدات خدمات الدعم والتنسيق بـ 46 مليون درهم، فيما بلغت قيمة المساعدات الإماراتية لتوفير مياه الشرب والمياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي نحو 41 مليون درهم، ومساعدات الوقود بـ 14 مليون درهم، إضافة إلى مواد إغاثية متنوعة بقيمة 12 مليون درهم، وقطاع النقل بنحو سبعة ملايين درهم.

وبناء على هذا الدور الإنساني، احتلت دولة الإمارات المرتبة الأولى عالمياً كأكبر مانح للمساعدات الإنسانية خلال الأزمة اليمنية استجابة للأوضاع الإنسانية الحالية، فقد جاءت في صدارة الدول التي تجاوبت مع الأزمة الإنسانية في اليمن، وذلك حسب بيانات المنظمات الدولية المعنية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، فيما لعبت الجهات المانحة الإنسانية الإماراتية دوراً رئيساً في إغاثة المتضررين جراء الأوضاع الإنسانية الراهنة، من خلال تسيير الطائرات والسفن التجارية لتوفير الاحتياجات الإغاثية المختلفة. وبذلك وازنت دولة الإمارات العربية المتحدة في مشاركتها في الحرب لاستعادة الشرعية في اليمن بين التدخل العسكري والعمل الإنساني.
وأشاد عدد من المسؤولين في عدد من القطاعات بالدور الكبير الذي تضطلع به هيئة الهلال الأحمر الإماراتية لتحسين خدمات التعليم في عدن والمحافظات الأخرى، ودعم مسيرته، مقدمين الشكر والتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة، حكومة وشعباً، على وقفتها الأصيلة مع الشعب اليمني في ظروفه الراهنة.