قصص تفسر الحرب وتنشر لأول مرة

« الكواني » هؤلاء ليسوا إسرائيل .. الحوثة غرروا بنا

صدى الحقيقة : المخا : نبيل القعيطي

أسر التحالف العربي والمقاومة الجنوبية العشرات من الحوثيين من جميع جهات اليمن من صعدة وذمار وحجة وتعز والحديدة نقل المصابين منهم إلى مستشفيات بعدن وبنى للآخرين معتقل مجهز بأحدث وسائل الراحة من تكييف وملبس ومأكل حسب ما قاله الأسرى ووثقته عدسة الكاميرا .

في المخا وفي مبنى مجهز بغرف النوم ودورات المياة المتخصصة للأطفال والكبار ينزل الأسرى الحوثيين ويأكلون من أفضل الأطعمة اللحوم والأرز والفواكه والعصائر المعلبة والمياة الغازية وحتى مناشف الغسيل ومناديل العرق وعطورا وكماليات لا تتوفر إلا في الفنادق الفاخرة.

الأسرى في أحاديث لكل منهم "فتشابهت الكلمات" لاسيما فيما يخص الداعي الذي دعا هؤلاء للقتال ضمن صفوف الحوثيين.

كلمات فسرت لماذا يصر الحوثيين على شعارهم الشهير والغير واقعي والمنفصل عن الحقائق "الموت لأمريكا الموت لإسرائيل" حيث يساق اليمن لقتال اليهود الذي نزلوا لليمن ليحتلوها كما قال الأسرى.

عبر الأسرى عن صدمتهم لانهم "شاهدوا في الجهة المقابلة لهم" (مسلمين يصلون مثلنا) حد قولهم بينما كانوا يتوقعون ان يلاقوا الجيش الأمريكي في باب المندب مع الجيش الإسرائيلي.

يقول محمد صالح مفرح الكواني وهو شاب من صعدة الطلح 35 سنة :" عندي سبعة أولاد أحدهم سمير يعاني من فشل كلوي وأنا أعمل بيدي في زراعة القات وعدوني بان يعالجون ابني مقابل الجهاد وقالوا لي ان إسرائيل وأمريكا احتلوا باب المندب وان علينا الدفاع عن الوطن.

ويضيف قادنا المشرف صادق عرجوم إلى المخا وذهب قالتنا وبعد ان سيطرت المقاومة والحلف العربي على الموقع مشطوا المكان وبقيت في جذع شجرة من صباح اليوم الأول حتى ظهر اليوم الثاني دون ان يراني عناصر المقامة كانوا يمارسون حياتهم اليومية قدامي واستغربت انهم "يلصون كل الفروض قدامي" فعرفت انهم مسلمين .

ويكمل الكواني الذي يظهر عليه الشقاء وكانه كهل وليس شاب :"كان معي سلاحي وستة مخازن رصاص" كان بامكاني قتل الجميع لكني أدركت انني على خطأ ومن جلبني كذلك فسلمت نفسي وسط استغراب وترحيب المقاومة.

وانصح من هم مثلي ان لا ينخدعوا فلا أمريكا ولا إسرائيل هناك مسلمين مثلنا وعاملنا بالحسنى وانا لن أعود للحرب بل "سأحاول ان أكسب قوت يومي وقوت أولادي " ان كتب لي العودة لهم “ .

وبعد محمد التقينا بشار وهو طفل باسم رغم العناء يقول بشار:" أنا بشار صالح علي حريشي ذمار عنس 15 سنة أتى إلينا أبو محمد إلى المدرسة وحاضر فينا في الفصل وقال نريد منكم مجاهدين أبطال لأجل "نقاتل عن الوطن ضد أمريكا وإسرائيل" الذي احتلوا باب المندب وان لم "نقطع عليهم" سيصلون إلى بيوتنا ويذبحون عوائلنا وأنا وافقت وسجلت اسمي و عدد 15 منا وأخذونا معه في سيارته إلى شعب جبلي لتدريب وكان في وقت متأخر من الليل ولم نعرف المكان وتدربنا قرابة نصف شهر هناك ثم ذهبوا بنا إلى جبهة المخا للقتال وعند وصولنا لم نعرف أين يتواجد العدو وطرحونا في متارس ويدو لنا بندق صيني وشنطة رصاص وحتى بعد يوم من وصولنا حاصرتنا المدرعات وتم القبض علينا والحمدلله أنا الان عندكم في أمان الله.

يضيف بشار لست متزوج ولا أحب لكن في "نفس حد" ويضحك ويقول انه يتمنى ان لا يقع طلاب المدارس مثله من الأطفال بالخديعة لان من نقاتلهم هم مسلمين وليسوا "كفار ولا محتلين للوطن".

وعلى نفس المنال يكمل " قناف سعيد صالح قناف من صنعاء همدان يدرس بالصف الثالث ثانوي يقول أتوا إلينا إلى لقرية وكان معهم المشرف أبو اليمان وقالوا لنا "على الجميع ان يدافع عن الوطن" ودربونا أياما قبل ان يزجون بنا إلى الجبهات ويهربون ونكتشف ان من نقاتلهم هم "مسلمين " ولم نجد إسرائيلي بل "أهل عدن والجنوب" وهم يمنيين مثلنا.

ومن الحديدة ذاتها التي يريد العرب والمقاومة الجنوبية تحريرها نجد "محمد فرج إبراهيم درويش الزيدية الحديدة" الذي يقول انه يدافع عن "بلده ضد إسرائيل" قبل ان يكتشف العكس وتصبح أمنيته ان تعلم اسرته اين هو وان لا ينخدع أهل قريته مثله.

وهناك أحمد محمد عبدالله محمد عائض حميد المهند حجة المحابشة يدرس ثالث ثانوي يسوق ذات الأسباب "الوطنية " وذات النصائح والندم وكذلك فواز ناصر الشكوكاني من خولان الطيال.

ومن تعز هناك مقاتل اخر "خدع " هو بدر أحمد محمد البتول من ماوية تعز عزلة معبر يقول انه خدع أيضا وان الظروف الأسرية والاقتصادية لعبت دورا في انضمامه للحوثيين ويتمنى ان تعلم اسرته انه "حي وفي نعمة".

وتدور الحرب في اليمن منذ أكثر من عامين بعد ان انقلبت جماعة مقربة من ايران فكرا وتنظيما على الدولة الشرعية بالتحالف مع الرئيس اليمني المخلوع صالح الذي حكم البلاد 33 عاما ثم "خلع بموجب اتفاق" رعته دول الخليج بعد انتفاضة شبابية ضمن الربيع العربي فعاد منتقم بصحبة الحوثيين عبر حرب دمرت بنية اليمن التحتية وقتلت الالاف وأصبح بسببها البلد على شفى مجاعة حسب تقارير للأمم المتحدة.