منع تصدير الحديد الخردة شلَّ الحركة في ميناء عدن .. و جوّع آلالاف
*أكبر تجار الخردة يكشف المالية منعت التصدير دون إلزام مصانع الحديد بالاتفاقيات*تجار الخردة: إعلان وت...
أجرت صحيفة الوطن المصرية حواراً هاماً مع الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد .
« صدى الحقيقة »يعيد نشر هذه المقابلة لأهمية ماجاء فيها.
( نص الحـــــوار)
6 سنوات من القتال المتواصل فى اليمن لم تكن كافية ليشبع أثرياء الحرب من الدماء، فما زالت لديهم رغبة فى تحقيق أكبر استفادة ممكنة من ماكينة الحرب، حتى لو سقط فى سبيل ذلك مئات الآلاف من الأبرياء، فالموت فى اليمن واحد، إما بطلقات «الفرقاء» أو المجاعة أو الكوليرا، رغم أن الأمل فى حل سياسى للأزمة أصبح وشيكاً.
«الوطن» حاورت رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأسبق، على ناصر محمد، حول حلول الأزمة اليمنية المتفاقمة، ومبادرته لإنهاء الحرب، مؤكداً إمكانية التوصل إلى حل سياسى قبل نهاية العام الحالى، إذا كانت هناك جدية من جميع الأطراف المعنية، كما شدد على أهمية الدور المصرى فى التوصل إلى حل، خاصة أن استمرار الحرب يؤثر مباشرة على أمنها القومى.
لماذا انزلقت اليمن إلى الهاوية بعد موجة الربيع العربى؟
– الأوضاع فى اليمن معقدة وصعبة، ولا يمكن اختصارها فى الربيع العربى، فهناك الكثير من المقدمات السابقة على الربيع العربى، سواء فى اليمن أو البلدان الأخرى التى طالها، ففى اليمن كانت هناك مشكلات كبيرة، منها الحراك الجنوبى، وصعدة، والقاعدة، والفساد، وكلها عوامل أدت إلى وصول البلاد إلى الوضع الحالى، وكان فى الإمكان معالجة كل هذه المشكلات عند إعلان الوحدة فى اليمن، عقب انتهاء حرب 1994.
طالبت بفتح حوار مع الطرف المهزوم فى الحرب، لتجنب حدوث آثار سلبية على مسار الوحدة اليمنية، لكن لم يتم الأخذ بموقفنا وآرائنا، ومع الوقت بدأ الحراك الجنوبى يتشكل فى يوليو 2007، بينما ظهرت فى الشمال مطالب الحوثيين، ممن أطلقوا على أنفسهم «أنصار الله»، وفى الوسط ظهرت مطالب أخرى، لأن هناك مشكلات فى تعز وقيرة، وعبرت كل هذه الأطراف عن نفسها فى سلسلة من المظاهرات للمطالبة بتغيير النظام، ومع انطلاق الربيع العربى فى تونس ثم مصر وليبيا وسوريا، تحركت الأطراف فى الشمال والجنوب لإسقاط النظام فى اليمن.
■ بالنسبة للكثيرين، ارتبط الربيع العربى بتوجيه اتهامات إلى أصابع خارجية بتحريك الشارع.. هل ترى هذه الاتهامات واقعية؟
– سمعت الكثير من الكلام عن وقوف قوى خارجية وراء ما يجرى فى المنطقة العربية، لكن رؤيتى للأوضاع فى اليمن تشير إلى وجود مشكلات أدت إلى حراك وثورة تغيير، وفى تقديرى هى ثورة حقيقية، سواء فى الجنوب أو عدن أو صنعاء وتعز، أو باقى المحافظات اليمنية، حيث حدث التحام بين الشباب فى ساحة التغيير بصنعاء، ورفعوا سقف المطالب من الإصلاح إلى الإطاحة بالنظام، وعندها حدث الصدام بينهم وبين أنصار على عبدالله صالح.
قناعتى أن فى اليمن ثورة حقيقية، وأن هناك قوى
استفادت منها، مثل جماعة الإخوان، لكننا كنا نحتاج فى اليمن إلى ثورة لا تكتفى بتغيير شخص الرئيس، وإنما إلى تغيير الأوضاع كلها وليس الرموز، وسبق أن حاولنا فى الجنوب قبل الوحدة، ونجحنا، كما ارتكبنا بعض السلبيات والأخطاء، فثورة 14 أكتوبر انطلقت لتحقيق 3 أهداف رئيسية وقتها، هى تحرير الجنوب من الاستعمار البريطانى، وتوحيد الجنوب، وتوحيد اليمن، وبالفعل حررنا الجنوب ودخلنا فى وحدة.
لكن الوضع فى اليمن الآن أكثر التباساً، فهناك صراعات على السلطة، وتدخلات لقوى إقليمية، كما أن البلاد تنزلق فى حرب ومجاعة وكوليرا؟
– الأوضاع فى اليمن الآن شديدة الصعوبة، وعندما دخل «أنصار الله» العاصمة صنعاء، استفادوا من أخطاء حكومة الفساد وزيادة أسعار الوقود، فوقتها التف الناس حول الحوثيين، وأصبحت لهم شعبية كبيرة لتبنيهم المطالب الشعبية، وأعتقد أن تفاهماً كان بينهم وبين كل من عبد ربه منصور هادى، وعلى عبدالله صالح، إلا أننى حذرتهم ساعتها من دخول الجنوب، والاقتراب من باب المندب والحدود مع السعودية، ونصحتهم ألا يعتدوا على شرعية منصور، وكنت أهدف إلى البحث عن حلول لمشكلات صنعاء، خوفاً من التقدم إلى عدن، لكنهم للأسف لم يستمعوا لنصائحى، وارتكبوا كل الأخطاء اللى حذرتهم منها، وأشعر أن هناك من دفعهم لذلك، فقد اندلعت الحروب بينهم وبين على عبدالله صالح، ثم التحالف.
ومن أول يوم، طالبت بوقف الحرب، وما زلت أطالب بوقفها، فالبعض كان يعتقد أنها نزهة، وستستمر لمدة شهر أو شهر ونصف على الأكثر، بينما كنت أرى أنها ستستمر لسنوات، وهذا ما يحدث الآن، حيث مر ما يزيد على العامين، بينما لا تزال الحروب مستمرة، وأنا فى تحذيراتى كنت حريصاً على اليمن أولاً ثم المنطقة ثانياً، فالعنف لا يولد إلا العنف، ولهذا نصحت بحكم معرفتى بالشأن اليمنى وطبيعة الأوضاع فيها، فالمقاتل اليمنى صلب، والطبيعة صعبة.
البعض يريد للحرب ألا تنتهى، فهناك قوى مستفيدة من استمرارها، مثلما حدث عندما تورطت مصر فى حرب اليمن خلال ستينات القرن الماضى، فوقتها اعتقد المصريون أن الحرب لن تستغرق أكثر من شهر، بأن ترسل سرية مظلات أو صاعقة لتنال من المشير السلال، وتنتهى القصة، لكنهم نزلوا فى حفرة لم يخرجوا منها، فبدلاً من إرسال 70 عسكرياً وصل العدد إلى 70 ألفاً، وسقط فى الحرب 17 ألف شهيد، واستمر الوضع على هذا الحال حتى التقى الرئيس جمال عبدالناصر والملك فيصل بن عبدالعزيز فى قمة الخرطوم عام 1967، واتفقا على إنهاء الحرب، لكن بعدما خسرت السعودية أموالاً، وخسرت مصر رجالاً.
■ كيف يمكن أن تنتهى الأزمة اليمنية؟
– قدمت مبادرة فى موسكو ودول الخليج لإنهاء الأزمة، تعتمد أولاً على ضرورة وقف الحرب، لأن استمرارها ليس فى مصلحة أحد، سواء اليمن أو دول المنطقة الأخرى، وبعد إيقاف الحرب اقترحت تشكيل حكومة وحدة وطنية، ونزع سلاح جميع الأطراف، وتشكيل قيادة جديدة للبلاد، وبالنسبة لوضع الجنوب، اقترحت أن تكون الدولة اتحادية من إقليمين شمالى وجنوبى، إلا أن المبادرة تعطلت لأن الأمور لم تنضج حتى الآن، وأعتقد أن الناس تقول الآن إنه يجب أن يكون هناك «حل»، ويجب أن تتوقف الحرب، ونحن نريد ذلك، لكن إذا توقفت الحرب يجب حل مشكلة الجنوب، ففى الماضى كانت مشكلة الجنوب تتمثل فى صعدة، إلا أنها أصبحت تشكل كامل الجنوب حالياً، كما أن بعض الجنوبيين طرحوا حق تقرير المصير، وأنا شخصياً أقترح الحل الاتحادى بين إقليمى الشمال والجنوب، وأن يكون الاستفتاء الشعبى هو الحل، سواء للوحدة أو الانفصال، ورأيى أن يجرى ذلك خلال 5 سنوات، على أن تكون السنوات الثلاث الأولى لاستعادة الثقة بين الطرفين، وإعادة بناء مؤسسات الدولة.
■ عند مناقشة الحلول تظهر 3 أطراف فى المعادلة، هادى منصور وشرعيته، والحوثيون، والرئيس السابق على عبدالله صالح، الذى يعتقد فى شرعية الشارع، هل أنت مع خروج هذه الأطراف؟
– أنا أميل للابتعاد عن كل هؤلاء، فيجب أن تكون هناك قيادة جديدة، وقناعتى أن يكون هناك فكر جديد للبلد، وأولاً يجب أن تتوقف الحرب، ثم تتشكل حكومة جديدة، وأن تبدأ عملية نزع السلاح، وأن تحل مشكلة الجنوب، وأرى أنه بعد هذه الحرب المدمرة، أصبحت لدى جميع الأطراف قناعة بأهمية الحل السياسى، باستثناء قوى لا ترى أن انتهاء الحرب فى مصلحتها، وبينها أثرياء الحرب وتجار الدماء.
الأغلبية لديها قناعة بضرورة توقف الحرب، فهناك 19 مليون متضرر فى حاجة إلى مساعدات إنسانية، وعند مشاركتنا فى مؤتمر جنيف الخاص بجمع المساعدات، قلنا إننا لا نحتاج إلى مساعدات إنسانية فحسب، وإنما نحتاج إلى وقف الحرب، فإذا توقفت لن نحتاج إلى مساعدات، وسيعود المواطنون إلى أعمالهم ومزارعهم، ونبدأ عندها فى بناء الوطن من جديد، فحتى لو وصلت المساعدات سنجد أنها لن تصل إلى المحتاجين.
هل تعتقد أن الأزمة فى اليمن ستنتهى عندما تتفق القوى الإقليمية؟
– بالتأكيد، فهو ما حدث عندما انتهت حرب اليمن فى الستينات بتوقيع الاتفاق بين مصر والسعودية، وأنا أطالب الإخوة فى دول الخليج بالمساعدة فى الوصول إلى حل سياسى للأزمة الحالية، وأطالب المجتمع الدولى دون استثناء ببذل الجهود لتحقيق هذا الهدف، بما فى ذلك إيران، وأشعر الآن بأن الأمور بدأت تنضج للوصول إلى الحل السياسى، وأن الدور على القوى الإقليمية حالياً لطرح الحل السياسى، ووقف الحرب، ومعالجة المشكلات الأخرى فى الجنوب وغيرها من المناطق.
لديك علاقات قوية بالعديد من الأطراف الفاعلة فى الأزمة اليمنية، مثل سلطنة عمان وإيران والحوثيين، وغيرهم، هل يمكن أن تتم اتصالات لتمهيد الأرض للوصول إلى حل سياسى؟
– لا أنكر أن لى علاقات جيدة مع الجميع، أهلنا فى الجنوب والقيادات السياسية هناك، وإخوتى فى الشمال، وكذلك المسئولون فى دول الخليج، وعمان، وإيران، وبالفعل أسعى مع جميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية لحل المشكلات فى اليمن حالياً، لأن القبائل كلها مترابطة، ويجب الوصول إلى حل سياسى سلمى لإنهاء الأزمة، حتى الآن لم تصبح الحرب فى اليمن أهلية، ونأمل فى تجاوزها، ونحن نعلم أن هناك قوى إقليمية تشارك فى الحرب، وهو ليس سراً، وأنا قابلت عدداً من المسئولين الروس فى موسكو، وجميعهم يتحدثون عن ضرورة وقف الحرب والعودة إلى الحوار، وحل المشكلات بالطرق السلمية، كما قابلت مسئولين أمريكيين وبريطانيين فى بيروت، والجميع يطالب بوقف الحرب، فلا يمكن أن تسمع صوتاً آخر لا يتحدث عن وقف الحرب فى اليمن، حتى بين الخليجيين، فالجميع يتحدث عن وقف الحرب، ونحن نريد خطوات عملية للوصول إلى هذا الهدف، حيث توجد الرغبة لكن تنقص الإرادة، ويجب أن تكون هناكإرادة لدى أصحاب القرار، سواء القوى المحلية والإقليمية والدولية، أما عن إيران فأرى أن من مصلحة الإيرانيين استمرار الحرب. من الطرف القادر على قيادة اليمن إذا تنحت أطراف الأزمة الثلاثة؟
لا أستطيع تحديد البديل القادر على قيادة اليمن فى الفترة المقبلة، لكن من حيث المبدأ يجب تغيير بعض القيادات لصالح الوطن والشعب اليمنى، وأعتقد أنه من الممكن حدوث توافق على قيادة جديدة، فمثلاً بعد توافق مصر والسعودية على إنهاء حرب اليمن فى الستينات تم تشكيل مجلس جمهورى، وحدث توافق بين جميع الأطراف على اختيار رئيس من أعضائه، ولو تكرر ذلك الآن ستستقر الأوضاع فى اليمن والمنطقة بالكامل.
ما موقف الحوثيين من المطالبات بوقف الحرب؟
– التقيت مع وفد من جماعة أنصار الله فى زيارة لسلطنة عمان، وتحدثت مع أعضائه بكل صراحة حول ضرورة وقف الحرب، وطبعاً كلهم قالوا إنهم مع وقفها، لكن يجب أن تحدث تنازلات سياسية وعسكرية بين جميع الأطراف، سواء من جانب الحوثيين أو على عبدالله صالح أو الرئيس منصور هادى، والأخير أنا لم أسمه، فهو رئيس شرعى، ولا أنكره، وهو الحل الوحيد، وأعتقد أن الأمور بدأت تنضج بين جميع الأطراف للوصول إلى حل، ونريد من الرئيس الشرعى هادى تنازلات سياسية بشأن فكرة «الشرعية» من أجل الحل، كما نريد من الحوثيين تنازلات عسكرية، فلا بد من الوصول إلى قيادة جديدة لإنهاء الأزمة فى اليمن.
قدم وزير الخارجية السابق جون كيرى مبادرة لإنهاء الأزمة اليمنية، طرح ضمنها عدداً من الأسماء، وقال إنها قيادات مقبولة فى الشارع اليمنى، وكنت أنت أحد هذه الأسماء المرشحة لقيادة اليمن فى الفترة المقبلة، هل تقبل ذلك من أجل إنقاذ اليمن؟
أقولها بكل صراحة، لا أريد العودة إلى السلطة، لكننى أبحث عن حل لمشكلة اليمن والمنطقة، فأنا أبحث عن الحل وليس السلطة، وهناك أسماء كثيرة يمكن أن تترشح لهذه المهمة، ويمكن لو حدث توافق أن يتم الاتفاق على عدد من الأسماء وليس اسماً واحداً، وأن يختار الناس الشخص المناسب لقيادة البلد، وهناك أسماء يمنية كثيرة تستطيع ذلك، لهذا سأبارك بكل صراحة اختيار أى قائد يمكنه أن يقود البلاد إلى الأمن والاستقرار.
هل هناك أسماء مرشحة بالفعل يمكن التوافق عليها حتى لو فى الغرف المغلقة؟
– المهم الرئاسة، وبعدها يمكن الاتفاق على رئيس الوزراء، وهناك أسماء كثيرة يتم تداولها، لكن حتى الآن لم يحصل هذا التوافق على وقف الحرب أو اختيار رئيس توافقى على المستوى اليمنى والإقليمى والدولى، ونأمل أن يساعدنا الإخوة فى اليمن، ويتفقوا، والحقيقة أن الأزمة ليست فى خروج على عبدالله صالح أو عبدربه منصور هادى من اليمن، وإنما الأزمة فى الأسلحة التى يجب أن تسلم إلى جهة واحدة، فأسلحة حزب المؤتمر والحوثيين يجب أن تتسلمها نفس الجهة، إذا لم يحدث توافق يمكن لأى شخص أن يتسبب فى مشكلات داخل البلاد من خلال أنصاره، حتى لو كان مقيماً فى الخارج، وعلى عبدالله صالح قال إنه لا يمكن أن يخرج من وطنه، لكن لو المصلحة العامة تقتضى ذلك يمكن التفاهم معه، ليس بالإجبار والإلزام، وإنما بالحوار والاتفاق والتفاهم، وأنا قلت قبل ذلك إننى مستعد للتدخل مع هذه الأطراف إذا تطلب الأمر ذلك، فإذا كان هناك شروع فى حل، وإذا اتفقنا سياسياً على المشروع، يمكن أن أذهب إلى جميع الأطراف فى كل مكان فى الدنيا، الحقيقة أن لدينا رئيساً دون دولة مع الأسف، ففى الداخل كل واحد يدعى القيادة من جهته، لكننا كيمنيين نحتاج قائداً واحداً ورئيساً واحداً، فالبلد لا يتحمل أكثر من ذلك، ونحتاج وزير دفاع واحداً لديه السلاح، ولا نحتاج لأكثر من جيش أو ميليشيات، لهذا نحتاج إلى رئيس دولة ورئيس حكومة ووزير دفاع واحد وجيش واحد وأمن واحد، لأننا الآن لدينا أكثر من جيش وأكثر من ميليشيا، فهناك جيوش على عبدالله صالح، وعبدربه منصور هادى، والحوثيين، والأحمر، والإصلاح.
خلال الفترة الماضية، تم الزج باسمك كقائد الحراك الانفصالى فى الجنوب، ما حقيقة ذلك؟
– اسمى ارتبط باتفاق الوحدة فى 1972، ودولة الوحدة، وهذا تاريخ، كما ارتبط بالمجلس الأعلى للوحدة، وأنا وطنى، وبصراحة لا أميل إلى شعار الجنوب أولاً، واليمن ثانياً، والوطن العربى ثالثاً، فأنا وطنى قومى، ولا أعرف شيئاً عما ينسب لى بشأن العلاقة بالحراك الجنوبى، لكننى سمعت أن بعض الناس تبرعوا بالحديث نيابة عنى، وقالوا كلاماً لم أقله أبداً، وكلها أقاويل عنى غير صحيحة.
فى رأيك، متى يمكن الوصول إلى حل سياسى للأزمة فى اليمن؟
– قبل نهاية هذا العام إذا كانت هناك جدية من جميع الأطراف المعنية، فعندما التقى جمال عبدالناصر والملك فيصل توصلا إلى حل خلال ساعة، وقتها رحل رئيس وجاء آخر وانتهت الأمور، وأنا آمل أن نصل إلى وفاق قبل نهاية العام الحالى، وأرى أن مصر تاريخياً لها دور كبير فى ذلك، فهى لديها علاقات قوية مع الأطراف اليمنية، كما أنها وقفت بجانب ثورة اليمن، وقدمت تضحيات كبيرة فى الشمال والجنوب قبل الوحدة، مصر ليست بعيدة عنا، وأنا على اتصال بقيادات مصرية للعمل على إيجاد حل سلمى للأزمة اليمنية، كما كانت لنا لقاءات سابقة مع المرحوم عمر سليمان قبل الحروب فى اليمن، وكنا نتحدث صراحة عن الأوضاع فيها، وعن القاعدة، والحراك الجنوبى، والحوثيين، وهو سافر إلى اليمن أكثر من مرة بصحبة عمرو موسى، لأن ما يجرى فى اليمن يهم مصر وأمنها القومى، فأى مشكلات تؤثر على الملاحة البحرية فى البحر الأحمر تؤثر فى قناة السويس، لهذا فإن أى مشكلات فى اليمن تؤثر على الأمن القومى لمصر، بحكم الموقع الجغرافى لليمن وباب المندب، لهذا نعتقد أنه يجب عليها الاهتمام بالأزمة اليمنية، فاستمرار الحروب يؤثر على الملاحة الدولية، ونرى أن دور مصر مهم جداً فى هذه المرحلة، فقناعتى أن مصر عندما تنهض، فإن الأمة العربية بالكامل تنهض معها، وإذا حدث تراجع فى مصر تتراجع الأمة العربية معها.