الذكرى 57 لثورة 30 نوفمبر المجيد
العميد مازن الجنيدي
هذه المناسبة الوطنية العظيمة تذكرنا بتضحيات الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل تحرير أرضنا الجنوبيه...
على الرغم من أننا كنا دولتين متجاورتين بسيطتين، إلا أن الرخاء كان يسود في كلا الشطرين. بحثنا عن المشروع الكبير الذي يمكننا من منافسة المحيط بالقوة والنفوذ، هرول إليه الجميع دون احتراز او تاني وبوقت خاطف وعفوي، وهو ما لا تريده البيئة الإقليمية والدولية المحيطة بنا، وتعتبره تهديداً مستقبلياً لها. وحاول المحيط عرقلة ذلك القرار وقدم له الإغراءات والعروض.
لكن الجميع كان عازماً على مواصلة بناء المشروع الكبير، بظروف أثارت سبات البيئة الإقليمية والدولية وآثار ضغائنهم. سارعوا إلى استخدام وسائلهم وحرّكوا أذرعهم، واستطاعوا تحويل مسار المشروع الكبير، معتبرين إياه تحدياً وخطراً مستقبلياً عليهم إذا تحققت أهدافه، وبهذه الطريقة تحولت النعمة إلى نقمة.
حرب بربرية نتج عنها خاسر ومستفيد تلتها تصرفات خاطئة من تصفية حسابات و ظلم وإقصاء ونهب للحقوق، ومكابرة واستقواء على الآخر وتعمقت الضغائن وتقاربت النفوس وقوبل الاحتجاج بالقمع ومرت ثلاثون عام ونحن في صراعات أهلية مستمر نفعها ثمن المشروع الكبير الذي لم ولن يتحقق ولم يبلغ الحلم مكانته مهما حاولنا وبذلنا التضحيات من أجله.
لم يعد هناك ما يتحمل المكابرة والمغالطات والقفز على الواقع وسنواصل حرث الهواء ونحلم بحلم بعيد المنال سندفع ثمنه جميعا إذا ما استغلينا الوضع وبحثنا عن حلول ترضي المحيطين ويحفظ الدماء، وصون الكرامة ويحافظ على أواصر الأخوة بين الشعبين.