محاكمة عادلة في باص السيلة 

نادى الكراني خور عدن وكان  يوم كأي يوما عادي ركبت الباص متجها إلى مدينة كريتر  إلا أن الزحام اخرني لأصل إلى المدينة بالوقت المطلوب فاسباب التأخير والزحام كثيرة منها طمع السواق بركاب كثر وهذا أمر طبيعي مش مشكلة المهم طلعوا الركاب والحمدلله.

وماشاء الله كان الباص مليان من جولة كالتكس وبدأ اتصال لصاحب الباص إلا أن الشبكة حق بلادنا ضعيفة وبالأخص بالجسر ماعلينا لكن السائق كان ينتظر من زميله أن يخبره ما إذا كانت محطات البترول قد بدأت الضخ ولكن لم يعد بخبر يبشره فرد أحد الركاب للسائق  قائلا :((  يا ابني لايوجد بترول من أيام مطبر إلى أن تعبت، ويعبوا المحطات ومن بعدها تعود الأزمة وهكذا اللعب على الناس)) .

قال السائق حسبي الله ونعم الوكيل على كل ظالم، وعلى الحكومة ، رد له راكب آخر في سن كبير قال له لقد اختلقوا لنا أزمات لاتوجد حتى بالصومال وأشكال عقابية جديدة وهذا إجرام على المواطنين فأنا مثلا متقاعد عسكري وأشار بيده إلى راكب مجاوره قال وهذا قريبي متقاعد مدني نحن لثلاثة أشهر بلا مرتبات فكيف نعيش كيف نعيش ثلاثة أشهر ونحن بلا مال والدين يقتلنا ويحاصرنا من كل مكان والعيد حل علينا وغادر كباقي الأيام ابنائنا بلا كسوة بلا أضحية .

فهي حلم لسنين طويلة لم أتمكن من شراء أضحية ولا عيش كريم ولا اهتمام لكبر سني من حكومة لا تصرف حقوقنا من حكومة لاتعرف مامعنى مواطن ..

مسؤولون لايعرفون معنى مسؤولية ولا مراعاة مواطني بلدهم، وتدخل راكب آخر قائلا لايوجد كهرباء ولاوماء ولا خدمة ممتازة وكل مايقومون به هي خطط اسعافية لا أكثر. 

 حتى  وبينما كنت اتابع النقاش فيما بينهم وكلا يشكو للآخر ويتهم هذا تخيلت نفسي وكأنني في قاعة محكمة جميع الركاب هم مواطنون هذه البلاد المدمرة المنهوبة من ساسة الفساد كان الركاب أشبه بالمجني عليهم داخل المحكمة يروون ماحدث بهم بالأدلة ويشيرون للجاني المتهم فكان حكم حديثهم عادل ومنصف ونزيه يطالب بوقف أيادي الشر عن العبث بثرواتنا وحقوقنا ومحاسبتهم وتنفيذ العقاب بحقهم فقد عاقبوا شعبنا البسيط بكل قوتهم ونفوذهم ، وأخيرا وصل الباص إلى السيلة في كريتر ونزلت منه والكل يعرف أن من يريد سماع آراء الناس ومشاكلهم فأكثر مكان للاستماع لهم عن قرب هي باصات النقل فهل ستنزل يا بن دغر لترد عن اتهاماتهم لن تخسر أكثر من 150 ريال انزل للسيلة واركب.