علمتني الحياة في ظل العقيدة الإسلامية أن نحترم كيان الإنسان وإن النفس البشرية مزكاه وطاهرة لاينبغي لنا المساس بها أو الانتقاص منها.

يقول الله تعالى ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )

فالناس سواسيه كأسنان المشط لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى .

لكن هنالك موقف جميل جدا صادفني أنا وزملائي ونحن نمشي بالسيارة إلى العمل علمني درسا في إحترام كيان الإنسان.

وذلك عندما أستوقفنا رجل المرور فاختلف أصحابي للوقوف له إلى عدة أقول :

- منهم من قال لا تتوقف وأمشي ولا تلقي له بال .

- ومنهم من قال ماذا يريد منا الآن ونحن مستعجلين .

- وآخر يقول أين الدولة ليأتي هولاء ليطبقوا علينا النظام.

وشد إنتباهي صوت يأتي من الخلف يقول : لا تستمع لهم قف له وأسمع منه لا لشيء إنما لكونه إنسان يجب ان نحترم كيانه قبل أن يكون رجلا للمرور هذا أمر ، الأمر الآخر إذا تعطلت القوانين والتشريعات الوضعية، الم تبقى القوانين والتشريعات السماوية، الم يقل الله في القرآن الكريم .
(( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ))

تلك الكلمات التي خرجت من فيء صديقي جعلتني أستشعر حقيقة أحترام كيان الإنسان أي كانت وظيفته ومنصبة.

إحترام كيان الإنسان لايصدر إلا من شخص نبيل، معظم لهذا الدين، محبا لهدي خير المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

تكلم كل المفكرين والأدباء والشعراء عن الإنسان واحترام كيانه.

يقول غسان كنفاني : الإنسان في نهاية المطاف هو قضية يجب احترامها وعدم المساس بها.

إيمانويل كانت يقول : نستطيع أن نحكم على قلب الإنسان من معاملته للحيوانات فالذي يتسم بالقسوة يصبح صعبا للغاية التعامل معه والعكس صحيح.

فيودور دوستو يفسكي يقول :
الإنسان الشاد ليس دائما ذلك الذي يبتعد عن القاعدة ، حتى لقد يتفق - خلافا لهذا - أن يحمل في ذاته حقيقة عصره بينما يكون الناس جميع الناس من معاصريه قد ابتعدوا عن القاعدة إلى حين.
وأضاف : إن على الإنسان أن يتعلم كيف يعيش أولا، قبل أن يلوم الآخرين.
فالإنسان يتعلم في الحياة كيف يتعود على احتمال كل شيء.

أندريه مالرو يقول :
لاشك ان قيمة الإنسان تساوي ما يحدثه من تغيير في مجرى التاريخ .

تعالوا بنا من اليوم نطلق حملة نسميها معا ( أحترم كياني كإنسان ) .

فعامل النظافة قبل ان يكون عامل للنظافة فهو إنسان يجب أن نحترم كيانه.

والخباز قبل أن يكون خبازا فهو إنسان يجب أن نحترم كيانه.

وكذا المعلم والطبيب والمهندس والطيار قبل أن يكونوا كذلك فهم أناس يجب ان نحترم كيانهم .