أبين تقول كلمتها

قبيل الفعالية أصدروا البيانات التي تحمل التهديد والوعيد وتهجموا على المجلس الانتقالي وقالوا ان أبين لهم وحدهم، وحذروا من وقوع ما لا تحمد عواقبه في محاولة يائسة لمنع أبين من الانخراط في المشروع الجنوبي الكبير .
وتزامن هذا مع التحذير من السيارات المفخخة ولم تبخل القاعدة وداعش بتوزيع بياناتهما وتهديداتهما وهو ما يطرح عشرات علامات الاستفهام عن هذا التزامن العجيب.
قالوا انهم هم وحدهم أبين وان أبين لا تقبل سواهم، وكشفت العلاقة بين مهربي النفط والمتاجرين بآلام أهل أبين والجنوب ولصوص المال العام وبين المحتجين على المجلس الانتقالي عن ان المجلس الانتقالي ليس مشروعاً طارئاً أو عابراً أو مؤقتاً وأن الرافضين له ليسو سوى أصحاب المصالح المشبوهة التي لا علاقة لها لا بالوطن ولا حتى بأبين التي هي رقعة ثمينة من الجنوب الكبير.
قالت أبين كلمتها وانحازت إلى الخيار الجنوبي الواضح وبعد ان كانوا واثقين بنجاح محاولاتهم صدمتهم أبين كعادتها واختارت الوطن والأرض والإنسان والمستقبل الجنوبي المختلف عن وعودهم الزائفة.
وبدلا من إقرارهم بالخيبة راحوا يبحثون عن ذرائع من نوعية: لماذا أبين الأخيرة في اختيار ممثليها إلى الجمعية الوطنية؟ وأن هذا التأخير يدل على تهميش أبين والتآمر عليها، وكانهم لا يعلمون ان كل ما له أول لا بد ان له أخير وان هذا السؤال البليد يمكن ان يطرح لو ان الأخير يمثل إدانة؟ وتحدثوا عن الحضور الهزيل وهم يعلمون أن الآلاف الذين توافدوا من المحفد وأحور ومن جيشان ولودر ومن مودية ورصد ومن جعار وزنجبار ومن جيشان وسباح ومن سرار والوضيع ليسو سوى عينة من مئات الآلاف الذين منعتهم ظروفهم المعيشية القاسية بسبب فساد السلطات المتعاقبة ، منعتهم من المشاركة في هذه الفعالية المباركة.
المجلس الانتقالي لن يقول ما قاله هؤلاء أنه هو وحده أبين بل قال للجميع تعايشوا وتنوعوا واختلفوا وتباينوا كما تشاؤون ولكن في إطار المشروع الجنوبي الكبير.
المجلس الانتقالي لم يقل لن نقبل أحد معنا أو بجانبنا،  بل قال أهلا بالجميع شركاء متساوون في الحقوق والواجبات.
بقيت الإشارة إلى أن أبين لا يمكن ان يحتكر تمثيلها تجار الممنوعات وأساطين الوقود المهرب وتلاميذ عفاش والمستفيدون من مواجع أبين وأهلها.
أبين هي من أنجبت الشهداء الأبطال: سالمين وجاعم صالح وعلي الأعور ومحمد علي هيثم وصالح الحداد، وناصر أحمد صالح وثابت عبد وحسين عبد الله ناجي وحسين قماطة وعلي الصمدي وعلي محمد صلاح وصالح طالب وغيرهم المئات من الأسماء المرفرفة في سماء أبين.
أبين قالت كلمتها وحسمت أمرها وعلى الذين يواسون أنفسهم بالبحث عن منغصات في فعالية المجلس الانتقالي أن يبحثوا عن سبب خيبتهم ويراجعوا سلوكهم ويعودوا إلى سرب الوطن بدلا من رجم الأشجار المثمرة التي كلما رجمت كلما طرحت ثمرا شهيا.

مقالات الكاتب