نحن جزء لا يتجزأ من التحالف العربي و قواته بقيادة المملكة العربية السعودية و أينما يوجهونا جيشاً نتجه من أجل أمننا القومي أولا , وثانيا من أجل أمن أشقائنا بدول لتحالف العربي وفي مقدمتهم السعودية و الإمارات والسودان .
إن الدّين الذي في أعناقنا لدول التحالف العربي كبير جدآ جدآ , وما يحدث في صنعاء خير دليل على ما أقول ، ولن نستطيع أن نوفيه أبداً مهما قدمنا من تضحيات لتلك الدول ، لقد ردت إلينا كرامتنا و عزتنا و مكانتنا نحن معشر اليمنيين الجنوبيين بعدما كنا قاب قوسين أو أدنى من تدشين عهد العبودية والسلالية في عدن وجنوب اليمن .
قوات إماراتية و سعودية و سودانية قاتلت و تقاتل لتحرر وتحمي وتحرس ليل نهار في ضواحي عدن والعند و حضرموت وشبوة أبين وفي صحاري مأرب و حتى قرب صنعاء , قاتلت و تقاتل و ستقاتل من أجلنا أولاً فمصلحتنا تحققت قبل مصالحهم ، وشهداء سقطوا على تراب أرضنا وهم من خيرة أبنائنا وأبناء قوات دول التحالف العربي وفي مقدمتهم السعودية و الامارات والسودان ، لم يقولوا ما الذي أتى بنا إلى اليمن و لماذا نحارب هنا و عن ماذا نحارب هنا ، ونحن يجب أن نقول مثلهم و نكون مثلهم و نرد الجميل بجميل مثله و أكثر .
كلام كبير و خطير يتم تداوله في مواقع التواصل وغيرها من وسائل الاعلام الجنوبية مع الأسف الشديد ، بغير وعي حقيقي بخطورة هذا الطرح الغير مسؤول ، سنقاتل و سنقاتل مع قوات دول التحالف العربي في أي مكان في العالم لنصرة أشقائنا و إحقاقاً للحق .
هذه هي فرصتنا الوحيدة إذا كنا نريد أن نصبح جزء لا يتجزأ من دول الخليج العربي التي لطالما تمنينا لسنوات طويلة أن نكون معهم و بينهم و جزء منهم ، إذن فعلينا أن نكون عند حسن ظن تلك الدول الخليجية الشقيقة ، سنحمي حدود السعودية فهي حدود أرض الحرمين الشريفين ، سنقاتل مع الامارات و نرد إليها بعض الدّين الذي في أعناقنا و سنسترد جزرها المحتلة أبو موسى و طنب الكبرى و الصغرى من يد رأس الشر إيران بإذن الله تعالى .
دخلنا في صراعات دموية داخلية جنوبية أزهقت فيها آلاف الأنفس و آلاف الجرحى و المفقودين من أجل الاستحواذ على السلطة والحفاظ عليها فقط ، دخلنا في حروب عبثية داخليا و خارجياً و قاتلنا و ناصرنا سابقاً نحن معشر اليمنيين الجنوبيين أنظمة ظالمة و فاسدة و مستبدة في صحاري ليبيا معمر القذافي ضد دولة تشاد العربية الضعيفة ، و قاتلنا مع إثيوبيا الشيوعية القوية لتحتل إقليم أوجادين المسلم الصومالي ضد شقيقتنا الصومال ، وقاتلنا في لبنان سابقاً مع الحركات الثورية وكلها كانت حروب لا ناقة لنا فيها ولا جمل ، ولم تشارك معنا تلك الدول في قتالنا بين الشمال و الجنوب مطلقاً ، اليوم صرنا نتكلم بوقاحة ضد دول قدمت لنا الغالي و النفيس و أنقذتنا من مصير مجهول لا يعلمه إلا الله سبحانه و تعالى .
هدد الحوثي وعفاش أرض الحرمين الشريفين و أقاموا المناورات العسكرية بالذخيرة الحية جهاراً نهارا بجانب حدودها ساخرين متبجحين بسلاح الحرس الجمهوري لعفاش ، و خرج زعمائهم وكلاء إيران يصرخون و يصرحون بوقاحة بإستعدادهم غزوا أرض الحرمين الشريفين و تدنيس المقدسات لإرضاء أسيادهم في إيران ، ولم يخرج حينها أي صوت يستنكر ذلك العمل الخائن لله ثم للوطن ، الان وبعدما منَّ الله علينا بالنصر بفضل الله أولاً ثم بفضل دول التحالف العربي نخرج و نقول لا شأن لنا بحدود السعودية أو بالساحل الغربي لليمن ، من ذهب للقتال من شبابنا ذهب بمحض إرادته و كان يعلم أنه ذاهب للقتال وليس للنزهة .
للحفاظ على أمننا القومي يجب تطهير صنعاء من مليشيات إيران وإلا لن ننعم بالأمن و الإستقرار نهائيا , لان هدفها ليس غزوا الجنوب مرة أخرى بل الوصول لتدنيس الحرمين الشرفين والالتحام بالعراق وإيران وتحويل شبه الحزيرة العربية لولايات تطيع ولي الفقيه بإيران , التقهقر لحدودنا معناه نقل المعركة لداخل أراضينا وسيكلفنا ذلك كثيرآ جدآ , كما هو معروف عسكريا المدافع يجب أن يكون عدديا أكثر من عشرة أضعاف المهاجم .
شاركت دول العالم بأفغانستان واليوم بالعراق وسوريا وضحت خيرة مقاتليها وأنفقت آلاف من المليارات من الدولارات للحفاظ على أمنها القومي ولم تنتظر من العدوا أن ينقل معركته إلى أراضيها , هذا هو مصطلح الحرب الاستباقية , ماتقوم به السعودية والإمارات تحديدا هي حرب إستباقية لعلمها بأنها الهدف القادم لإيران لا محالة , إنتصارهم باليمن هو إنتصارهم لامنهم القومي أولا ولنا ثانيا , لن تنسحب السعودية والإمارات إلا بعد الإجهاز على مليشيات إيران عسكريا أو تجريدها تماما من ترسانتعا العسكرية مهما بلغت الأثمان وطالت الأزمان .
من يردد اليوم تلك التفاهات عن تجنيد اليمنيين الجنوبيين للقتال مع أشقائهم على حدود السعودية وخارج حدود اليمن الجنوبي هو خاطئ و مدسوس ولا يخدم غير عدونا ، و من يقوم بالتحريض الممنهج على التمرد لشبابنا المقاتلين هم الطابور الخامس للحوثي و عفاش .