أين نحن .. أنتم هنا؟

على طريقة مراسل قناة العربية "سابقا" سكاي نيوز عربية "حاليا" البحريني محمد العرب أعيد طرح سؤاله المعروف "أين أنتم نحن هنا" ولكن بصيغة وطريقة واسلوب آخر مختلف.
فهو اي العرب يسأل عن مواقع آخرون فيما انا أسأل عن موقعنا نحن على اعتبار أن مواقع الآخرين معروفة لدينا.
نعم أسأل عن موقعنا وحاضرنا ومستقبلنا نحن عامة الشعب وبسطاء الوطن .
أسأل عن مصيرنا في خضم واقع مرير وصعب وزمن لايرحم البسطاء والضعفاء ولايعيرهم أدنى أهتمام.
زمن عم فيه الفساد والظلم وانتشر في ربوعة الغش والنفاق والبلطجة.
أسأل والخوف يعتريني ويملئ جوانحي على حاضر أطفالي ومستقبلهم.
أسأل وسكة لساني تعج وتكتظ بكلمات الشكوى وأهات الألم وانين الحياة البائسة.
أين نحن؟ .. سؤال ولد من لدن مرارة الحياة وواقعها الصعب وأيقاعات يومياتها الظنكا وطلاسم تعامل الإنسان فيها مع أخيه وصديقه وجارة ورفيقه.
أين نحن في هكذا دوامة جعلت الحيرة أمرا" واقعا وحقيقيا" نعيشه ونتعامل معه كل لحظة، وفي وضع جعل كل مننا أسيرا" لتجارة بيع وشراء المبادئ وسماسرة المتاجرة بالمواقف.
في خضم الانهيار غير المسبوق للعملة المحلية "الريال" أمام العملات الأخرى وماترتب على ذلك الانهيار المتسارع من نتائج وخيمة ألقت بظلالها القاتمة على حياتنا  المعيشية اليومية اجتاحت كل مننا موجة من المخاوف والتساؤلات المبكية وضعتنا في مواجهة صعبة أمام تحديات العيش في الحاضر وصعوبته ومرارته وتعقيداته وصعوبة بل إستحالة الدخول الى المستقبل عبر بوابته التي يبدو أنها ستكون موصدة في وجوهنا حينها.
أين نحن فأنتم هنا؟
أنتم يامن تمتلكون كل أدوات مواجهة الحاضر والعبور الى المستقبل بامان واريحية بفضل الدولة الرخوة والقضاء الغائب والأمن النائم والضمير المتوفي فيكم وعدم الخوف من خالقكم الذي وضعنا أمانة  بين اياديكم.
أنتم هنا.. يا من مكنتم أنفسكم بما هو مصدر الامان لنا وسيطرتم على  وسيلة نجاتنا الوحيدة من الغرق في وحل البؤس والحاجة.
جعلتم من أنفسكم أوصياء علينا وسلبتم حقنا في امتلاك ادوات سيرنا على درب الحياة بامان تاركين أيانا نواجه مصائرنا لوحدنا عزل مجردون من كافة أسلحة الدفاع عن أنفسنا لمواجهة عدونا وخصمنا اللدود "الفقر"
أنتم هنا .. كونكم أمنتم حاضركم بالوظيفة والمنصب والمال ومستقبل ابنائكم بالعقار في الداخل والخارج وبالدراسة في أرقى الجامعات
 وبالوظيفة الحكومية وهم مايزالون طلابا في المراحل الاعدادية والثانوية وبالارصدة المالية في بنوك العرب والعجم.
أنتم هنا.. بمناصبكم الحكومية التي منحتكم الجاة المجتمعي والثراء المالي والجواز الدبلوماسي.
تحزمون حقائبكم وعائلاتكم قبل كل عيد وعطلة دراسية.
تسافرون إلى عواصم العالم وتقضون في مصايفها ومنتجعاتها أجمل الأوقات والايام .
تغادرون عدن ومطارها عند اصابتكم أو إصابة زوجاتكم أو أحد ابنائكم بالزكام الى ارقى مستشفيات العالم غير آبهون بتكلفة ومصاريف تلك الرحلات ، فالتذاكر تأخذونها من خزينة الدولة والعلاج والإقامة على حساب الدولة أيضا.
أنتم هنا .. ولكن نحن أين نحن؟
فنحن بين جدران منازلنا نعيش الألم ونعايشه نستمد الحياة من روح وبساطة اهلنا وجيراننا ونسترق النور من ومض نظرات عيون اطفالنا الباحثة في أرجاء المنزل المتهالك عن ذرة ضياء.
نحن في ردهات المستشفيات الحكومية نبحث عن الدواء المجاني ولم نجده ، وفي فصول المدارس الحكومية منتظرون مدرس الفيزياء والرياضيات الذي لم يشرف قاعتنا منذ بداية العام الدراسي.
نحن على ارصفة الشوارع تتساقط حبات العرق من جباهنا في بحيرات مياه الصرف الصحي  الراكدة في شوارع مدينتنا لتقضها وتدفعها الى الجريان على اسفلت الشارع.
اين نحن ؟ .. نحن محشورين في الطوابير الطويلة أمام محطات المحروقات وعلى كراسي حافلة الهايس نتحسس جيوبنا قبل الطلب من سائقها التوقف للنزول.
نحن في كل مكان يتواجد فيه البؤس والتعاسة والأسى ومأكثرها في بلادنا.
ونحن ايضا في بيوت الله نؤدي فروض الصلاة بانتظام وندعو من لايخفاه حالنا بالفرج وندعو لكم بالهداية والصلاح لا عليكم وندعوه جلا وعلا بوطن آمن مستقر يسودة الحب والعدل والمساواة.

مقالات الكاتب