المقاومة الفلسطينية وصنع المعادلة الجديدة للصراع في المنطقة

علينا ان نحني الهامات ونخلع القبعات إجلالاً وإكباراً لابناء الشعب الفلسطيني المجاهد العظيم، ولابد من الإعتراف ان هذا الشعب الصابر والصامد الجسور ومقاومته الباسلة وبإمكاناتهم المتواضعة جداً قد قاموا بواجبهم في حماية الأقصى نيابة عن مليار وسبعمائة مليون مسلم.
 وعلينا ان نعترف ايضاً أنهم الآن يواجهون اقوى جيش في الشرق الأوسط وهو جيش الكيان الصهيوني المدعوم بكل القدرات والترسانات العسكرية والسياسية والإقتصادية والإعلامية لدول تعد الأقوى على مستوى العالم مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وحلفائهم الأوروبيون، بل ان الأمر قد ذهب الى ابعد من ذلك بكثير عندما اكدت بعض التقارير الصحفية ان الكيان الصهيوني قد حصل على دعم مادي اقتصادي وعسكري وسياسي ومعنوي واعلامي من بعض الدول الإقليمية.
احنوا الهامات، فانها أول مرة في تأريخ الحروب العربية الصهيونية يجد الكيان الصهيوني نفسه قريب جداً من هزيمة ساحقة سياسية واقتصادية ونفسية بل وعسكرية لها ما بعدها في السياسة الدولية والسياسة الإقليمية وبشكل خاص في القضية الفلسطينية والسبب اننا امام معادلة فلسطينية جديدة، صحيح ان الكيان الصهيوني اليوم يمارس حرباً شاملة شعواء على الشعب الفلسطيني ويستخدم القوة المفرطة والطاغية ويمارس أبشع جرائم الحروب الدولية والإنسانية، وصحيح كذلك اننا امام نفاق وصمت عالمي لم يسبق له مثيل من قبل الدول الفاعلة في النظام الدولي، وعندما يتحدث البعض من تلك الدول الفاعلة في السياسة الدولية فهم لا يرون الا صواريخ المقاومة الفلسطينية ولا يترددون بمطالبتها بوقف تلك الرشقات والصليات الصاروخية التي تهدد حد وصفهم (أمن اسرائيل) متجاهلين تماماً العدوان الإجرامي الصهيوني الوحشي على المقدسات الإسلامية والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
احنوا الهامات وانزلوا القبعات، فبالرغم من العدوان البربري والوحشي والهمجي براً وبحراً وجواً على شعب فلسطين والحصار الممتد لأكثر من (15) سنة، إلا ان الشعب الفلسطيني مع ذلك قد نال شرف مواجهة هذا العدو العنصري الدموي المتغطرس كما نال شرف إذلاله وإذلال كل من قدم له الدعم لإحتلال فلسطين وتدمير قدرات هذا الشعب العربي الأعزل وقتل وتهجير ابنائها بقوة السلاح، والحقيقة ان القوى الفلسطينية قد صنعت معادلة جديدة لصراع الشرق الأوسط الممتد من عام 1947م وحتى عام 2021م مما يجعلنا نؤكد ان ما بعد معركة الأقصى ليس كما قبلها.
لقد انهزم جيش العدو الصهيوني الذي لا يقهر وتوحد شعب فلسطين في مواجهة العدو بكل اطيافه وسيفرضون اليوم شروطهم العادلة للسلام وبما يحمي مقدساتهم وحقوقهم السيادية والوطنية، وسيعرف العالم كما عرف الآن الكيان الصهيوني ان القرار الفلسطيني بيد ابنائه وليس بيد من خدعوه من المطبعين العرب وان السلام او الحرب هو قراراً فلسطينياً وليس قراراً صهيونياً، وعلى دول الأقليم ان تعترف هي الأخرى انها قد اخطأت كثيراً عندما كانت تقدم نفسها بديلاً عن القوى الفلسطينية في المحافل الدولية والإقليمية وعليها ايضاً ان تتوقف عن محاولاتها المستمرة والبائسة في الضغط على القيادة الفلسطينية لتستسلم لإرادة العدو الصهيوني ومن ورائه من اعداء الأمة العربية والإسلامية، وعليها فقط ان تتحرر هي من وهم ان هذا العدو الصهيوني هو عدو لا يقهر وعليها ان تعيد قرآءة التأريخ لتعرف جيداً ان النصر بيد الله تصديقاً لقوله (إن تنصروا الله ينصركم) وقوله (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم).
فلسطين عربية والفلسطينيون وحدهم من يعرفون الوعد والميعاد، وشعوب الأمة العربية والإسلامية واحرار العالم معهم حتى تتحرر فلسطين كل فلسطين من البحر الى النهر ويعود الحق الى أهله وتعود العصابات وقطعان بني صهيون الى أوطانها الأصلية والذي لأزال غير مقتنع بهذه المعادلة للسلام عليه ان يشرب من البحر كما كان يردد الشهيد القائد الرئيس ياسر عرفات رحمة الله تغشاه.