الحنين إلى الماضي

آهات وانين في ضياع الايام والسنين
اللي ما له ماضي ماله حاضر ولا مستقبل( مقوله عربيه مشهوره)
ومن لايحفظ ماضيه لن يحفظ مستقبلة (قاعده) أو مبداء ينبقى علينا  أن نحفظ سيرة الماضي والحفاظ على الموروث الجميل
للأسف الشديد.. في بلادنا  اناس
كثيرون يتأففون من الماضي ومن سيرة الماضي وتجدهم في كل المجالس والمغايل يشتمون ويلعنون الماضي.. بيوت الماضي.. وشوارع الماضي.. ونظافة الماضي... وحكام الماضي وكل شي عن الماضي لا يعجبهم مثل هؤلاء..شئبا.. لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب.. لو تحدثنا عن الماضي لوجدنا الماضي أجمل بمليون مره.. وانا اتكلم عن ماضي الماضي واقصد هنا في فترة الستينات إلى بداية السبعينات وبعدها سأترك لكم الحكم
زمان كانت شوارعنا نظيفه ... مزروعه و ورود وبساط أخضر..كانت الأشجار تزين شوارعنا أمام كل بيت.. جولات هنا في مناطق التقاطع..وفيها  نوافير.. مختلفة الأشكال
 كانت لدينا بلديه يدبرها شخص واحد.. ومعه عدد محدد من العمال.. برنامج النظافه يوميا..الكل يعرف عمله ويقوم به على أكمل َوجه.. لاتوجد قمامات ولا مخلفات البلاستيك وسلل النايلون... ولا بهائم تمشي وتتجول في الشوارع حتى الكلاب كانت محترمه.. لاتوجد الا في اماكن محدده..وكأنها ممنوعه من التجوال في  الشوارع  كانت بيوتنا نظيفه وكنا نعرف أين نضع القمامه كنا نحترم بعضنا كثيرا.. كنا نرمي الإنجليز بالحصي وهم يرمونا بمليم ابو عسل.. كانت لدينا سلطة قوية.. نظام حديدي.. كانت لنا محاكم بسيطه ومن يحكم فيها ليس خريج حقوق ولكنه حكيم يعرف كيف يحكم وكيف يمتص غضب المتخاصمين كانت مزارعنا جميلة قنوات الري سليمة.. أشخاص بعدد أصابع اليد يديرون البلد بحالها دون أي ضجيج كان لنا مرسوم سلطاني بمثابة دستور مصقر ينظم الزراعه وإدارتها واستصلاح الأراضي وتوزيعها على القادرين على ممارسة العمل الزراعي
كانت لدينا محاكم زراعيه متخصصه للنظر في المخالفات التي تحدث بين الحين والآخر  
كان كل شي جميل ورائق.. كانت لدينا مدارس ومن يديرها َ لا يتجاوز مستوى أكبر واحد فيهم المتوسطة وتخرج على أيديهم دكاترة ومهندسين ومعلمين من الدرجه الاولى..
ما كنا نسمع عن القتل ولا نراها الا في الأفلام الغربيه والهنديه
ما كنا نسمع عن أمراض السرطان ولا الجلطات ولا أمراض الفشل الكلوي كانت لدينا عيادات صقيره لمعالجة الأمراض وفيها شولةابو دافور  بالجاز لتعقيم الإبر.. وكانت صحتنا100٪من ينكر الماضي جاحد ومن ينكر اصله قليل أصل أو ما له اصل..
كان في الماضي إذا أردت أرض زراعية حدد المساحه المطلوبة والمنطقة وينزل معك المفتش الزراعي أو ما يسمى بالضابط الزراعي لتحديد المساحة وكل هذا مقابل تدفع العشر لبيت المال (السلطنة) التي كانت تحرص على توفير كل الخدمات للمواطنين في الماضي  ما كنا نعرف ساعتين لاصي  وخمس ساعات طافي  للكهرباء
في الماضي كانت إيرادات الدولة تروح في تحسين الخدمات للمواطنين.. المهم هذا جزء من ماضينا فحدثونا عن حاضركم
هذا ماضينا والباقي مشفر
الماضي تاريخ يجب أن يكتب بماء الذهب

مقالات الكاتب