المناورة الإماراتية و استمرار الإخوان في توريط المملكة بصراعات طويلة الأمد
يوسف ثابت
وجهت دولة الإمارات رسالة سياسية ذكية، يمكن وصفها بأنها إخلاء مسؤولية محسوب أمام المجتمع الدولي، ونجح...
وجهت دولة الإمارات رسالة سياسية ذكية، يمكن وصفها بأنها إخلاء مسؤولية محسوب أمام المجتمع الدولي، ونجحت من خلاله في تأمين موقفها واستقرارها المستقبلي، وإبعاد نفسها عن أي تبعات قانونية أو حقوقية أو إنسانية عما قد يشهده اليمن لاحقا من تصعيد أو فوضى تدعمه المملكة العربية السعودية.
وقد حمل البيان الإماراتي رسالة واضحة للعالم مفادها أن أي عودة أو تنامي للتنظيمات الإرهابية في اليمن بعد هذا الخروج لن تكون الإمارات مسؤولة عنها، بل ستتحمل تبعاتها الأطراف التي ما زالت تدير المشهد وتفتح الثغرات التي تتغذى منها تلك الجماعات، وهو ما يشكل خطرا مباشرا على أمن واستقرار المنطقة والعالم.
وفي الوقت الذي انسحبت فيه الإمارات بذكاء سياسي، تندفع المملكة، وبضغط وتخطيط مباشر من جماعة الإخوان نحو تعميق تورطها في صراع طويل الأمد، سيستنزفها أمنيا وسياسيا واقتصاديا لسنوات وربما لعقود، وهو بالضبط ما تريده تلك الجماعة وهو الزج بالمملكة في مستنقع لا مخرج منه.
الانسحاب الإماراتي لا يعني التخلي عن الميدان، بل هو انتقال إلى أسلوب أكثر دهاء:
إدارة المعارك من بعيد،
دعم الحلفاء من تحت الستارة،
وتقليل الكلفة المباشرة السياسية والقانونية والإعلامية،
مع الاستمرار في التأثير الفعلي في مسار الأحداث 💪✌️.
المملكة اليوم مهددة بالغرق مجددا في مستنقع الإخوان، تماما كما حدث في بدايات عاصفة الحزم، حين كادت أن تستنزف بالكامل في معارك لن تحقق اي نصر لوما الإمارات والقوات الجنوبية الذي شكل لمنقذ لها،والتاريخ هنا لا يحذر عبثا، بل يقدم عبرة واضحة لمن أراد أن يفهم والمملكة يبدوا أنها عديمة الفهم.
الخلاصة الإمارات أمنت استقرارها وموقفها الدولي ببيانها ،بينما تبقى المملكة تواجه صراعات مفتوحه لن تنتهي وستحمل كل التبعات لحالها ومنفرده.
وذلك نتيجة طبيعية للتخلي عن الحلفاء الصادقين، وفي مقدمتهم دولة الإمارات وشعب الجنوب، والارتماء في أحضان مشاريع الإخوان المدمرة.